أعادت تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن "الطلاق الشفهي" وقرب إعداد قانون لإلغائه، القضية الجدلية إلى الواجهة، بعد أن سبق وطرحها لأول مرة قبل 5 سنوات.
زاد من هذا الجدل، إعادة تأكيد هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف، وقوع الطلاق الشفهي، على خلاف ما يدعو السيسي وقانونه.
والإثنين، قال السيسي في احتفالية الأسرة المصرية، إنه سبق وتحدث عن قانون توثيق الطلاق قبل نحو 5 سنوات، ومن الضروري أن يطبق حاليا.
وأكد أنه لن يقدم على أي إجراء يخالف الشريعة والدين، مشيرا إلى أن البرلمان يناقش الأمر حاليا، ويهدف من وراء ذلك للحفاظ على اللبنة الأولى في المجتمع وهي الأسرة.
وأشار إلى وجود نحو 300 ألف فتوى حول الطلاق خلال 5 سنوات، وهو ما يجب أن يتوقف، وينتهي لأضراره الكثيرة وصعوبة ضبط وكبح ما يجري على الألسنة من كلمات قد تدمر الأسرة في لحظات غضب، حسب قوله.
كلام مهم جدا هتسمعه من الرئيس السيسي حول توثيق الطلاق#TeNTV pic.twitter.com/Y4RnyHYBeF
— TeN TV (@TeNTVEG) March 20, 2023
كلام مهم جدا هتسمعه من الرئيس السيسي حول توثيق الطلاق#TeNTV pic.twitter.com/Y4RnyHYBeF
— TeN TV (@TeNTVEG) March 20, 2023
إلا أن هيئة كبار العلماء، أعادت التأكيد على ما صدر بإجماع أعضائها على اختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم، ببيانها الصادر في فبراير/شباط 2017، مؤكدا الرأي الشرعي الثابت من وقوع الطلاق الشفوي المكتمل الشروط والأركان، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، وهو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يوم الناس هذا.
وأضافت: "يجبُ على المطلِّق أن يبادِرَ في توثيق الطلاق فوْرَ وقوعه؛ حفاظًا على حقوق المطلقة وأبنائها، وأنه من حقِّ ولي الأمر شرعًا أن يتَّخذَ ما يلزم من إجراءات لسنِّ تشريعٍ يكفل توقيع عقوبة رادعة على مَنِ امتنع عن التوثيق أو ماطل فيه؛ لأن في ذلك إضرارًا بالمرأة وبحقوقها الشرعية".
وقالت الهيئة: "استكمالا للحديث عن هل الطلاق الشفهي يقع؟، أكد الأزهر على ما سبق أنْ حذَّرت منه هيئة كبار علمائه في البيان ذاته للمسلمين كافة؛ من الاستهانة بأمر الطلاق، ومن التَّسرع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد، وتعريضهم للضياع وللأمراض الجسدية والنفسية والخلقية".
كما دعت الهيئة إلى أن "يتذكر الزوج توجيهَ النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الطلاق أبغض الحلال عند الله، فإذا ما قرَّر الزوجان الطلاق، واستنفدت كل طرق الإصلاح، وتحتم الفراق، فعلى الزوج أن يلتزم بالتوثيق دون تراخٍ؛ حفظًا للحقوق، ومنعًا للظلم الذي يقع على المطلقة والأبناء في مثل هذه الأحوال".
إلا أن حديث السيسي الأخير يكشف تمسكه بتضمين إجراءات توثيق الطلاق، كما هو الحال في توثيق الزواج، في مواد مشروع قانون الأسرة المرتقب عرضه على مجلس النواب، وعدم ترتّب أي التزامات على الزوجة إلا من تاريخ علمها بالطلاق.
وأعد المشروع من لجنة خبراء تابعة لوزارة العدل ليكون بديلاً عن 6 تشريعات سارية، متضمناً تعديلات جوهرية في صياغة وثيقتي الزواج والطلاق بناءً على طلب السيسي، بما يضمن اشتمالهما على ما اتفق عليه الطرفان عند حالتي الزواج والطلاق.
ومنح مشروع القانون المقترح صلاحيات جديدة للقاضي للتعامل مع الحالات العاجلة من أجل دعم الأسرة، إلى جانب إقرار نظام جديد يجمع منازعات كل أسرة أمام محكمة واحدة، مستحدثاً إجراءات للحد من الطلاق، والحفاظ على الذمة المالية لكل زوج، ونصيب كل منهما في الثروة المشتركة التي جمعت أثناء الزواج.
وكانت الحكومة قد سحبت مشروع قانون الأحوال الشخصية، الذي قدمته إلى البرلمان رسمياً في فبراير/ شباط 2021، بسبب اعتراض الأزهر الشريف على الكثير من مواده، وفي مقدمتها مواد تنظيم الخطبة، وعقد الزواج وآثاره وأحكامه، والطلاق والنفقة والحضانة.
إلا أن السيسي يصر على تمرير القانون الجديد متضمناً عدم الاعتداد بالطلاق الشفهي، على الرغم من الاعتراضات المتكررة من الأزهر، وإقرار هيئة كبار العلماء، برئاسة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، بوقوعه استناداً إلى أحكام الشريعة الإسلامية.
وتقضي المادة الثانية من الدستور المصري على أن "مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"، فيما تخول المادة السابعة الأزهر الإشراف على كل جوانب التشريع، "لكونه المرجع الأساس في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية، ويتولى مسؤولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم".
وأمام ذلك، أعيد من جديد الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حول الطلاق الشفهي، حتى تصدر وسم يحمل هذه القضية قائمة الأكثر تداولا في مصر خلال اليومين الماضيين، قبل أن يسخروا من السيسي بحديثه عن الدين.
الأزهر يجدد موقفه من وقوع الطلاق الشفهي بأركانه
— مصــري غلبان ⭑🗨️ (@msr3y1) March 21, 2023
الأزهر بنص الدستور هو صاحب الولاية على قانون الأحوال الشخصية
من يريد أن يخرج بره الدستور
وبره الدين هو حر عندما يكون رأي الأزهر في الدين وأي مرجعية أخرى سنأخذ برأي الأزهر وعندما يكون للسيسي رأي يخالف شيخ الأزهر نحن مع شيخ الأزهر
هو ايه اللي اختلف عن قبل كدة معلش؟ ما كان دايما لازم يتوثق والرجالة كانت تطلق شفهي ومتوثقش ويروح يتجوز تاني والست تفضل متعلقة وتجري في المحاكم تحاول تثبت انه طلق
— Alaa (@PixieMads) March 21, 2023
الفرق ان هنقول للست لا متثبتيش انتي متطلقتيش وهي عارفة انها اتطلقت جوا عشان الازهر قايلها الطلاق الشفهي يقع شرعا https://t.co/yiHqwGd9M2
امبارح فى التلفزيون لقيت واحد حاجه رجل على رجل واللي بلاش اتكلم وبتنتقض شيخ الأزهر أحمد الطيب فى موضوع الطلاق الشفهى
— Dr.hope09 (@mohamed44720077) March 21, 2023
واحده زى دى غير موهله أنها تتكلم نيابه عن اى واحده بنت ناس
بتنتقد واحد أفنى حياته فى الدين
انت راجل بتاع كباري وصناديق مالك انت و مال شرع ربنا ... #الطلاق_الشفهى pic.twitter.com/oxbmZCA2sE
— رياض باشا المنفلوطي (@RiadManfalouti) March 22, 2023
مسألة الطلاق الشفهي دي عامله زي نكتة بايخة
— مهاجر (@AMohamed13579) March 22, 2023
الشيخ يقول : شرعا لا تجوز الصلاة من غير وضوء، متنفعش
ال........... يقول : ليه ؟ أنا صليت قبل كده من غير وضوء ونفعت .#الطلاق_الشفوي #الطلاق_الشفهى
وتعجب ناشطون من إعادة الجدل في هذه القضية، في ظل إقرار علماء الدين بعدم وقوع الطلاق الشفهي، لافتين إلى أن حديث السيسي خلفه محاولة للتغطية عن أزمات أخرى تعيشها البلاد.
الضجيج المفتعل حول موضوع الطلاق الشفهي أو الموثق هو "اشتغالة" للتغطية على السبب الحقيقي والجوهري لارتفاع نسب الطلاق في مصر بشكل خطير ، وهناك اجماع في أي حوار مجتمعي على أن سببها هو سوء الأوضاع الاقتصادية وضغوط نفقات الحياة ، يعني باختصار : السيسي وسياساته هما سبب زيادة نسب الطلاق
— جمال سلطان (@GamalSultan1) March 20, 2023
خناقة الطلاق الشفهي دي شرعية بالأساس، ملهاش دعوة بالورق ولا بقوانين، لو زوج شراني قرر يطلق شفهي هتعرف منين انه طلق اصلا؟ الشرع هنا بيقول ان بالكلمة تقع بس الست هتفضل متجوزة عالورق، هتروح مثلا تقول انه طلقني شفهي هيقولها اثبتي.
— غصون🌿 (@ghossoun_hagag) March 21, 2023
كل واحد يمسك لسانه
— مــحــمـــد 82 💙 (@mfr679) March 21, 2023
والحريم تبطل نكد شوية
الطلاق الشفهي بيقع يا جدعان
شرع ربنا مش لعبه
سيبوكم من كلام #السيسي اللي بيدور على أي سبوبة أومصلحة حتي في خراب البيوت العمرانه
الطلاق الشفهي بيقع وبيتحسب من غير توثيق ولا دفع فلوس كل واحد يحافظ على بيته وعياله والحريم تبطل نكد شوية
القول بعدم وقوع الطلاق الشفهي قول باطل؛ فالطلاق الشفهي يقع إذا استوفى شروطه وأركانه، ولا يلزم التوثيق؛ وهو ما اجتمعت عليه الأمة خلال ما يزيد عن أربعة عشر قرنا، ومن قال بخلاف ذلك فلا اعتبار لقوله ولا قيمة.
— د.محمد سرور (@profMsorour) March 22, 2023
السيسي يلهي الشعب بمسائلة فقهية ليس له ان يبدي رايه فيها وخصوصا بعد ما اعلن الازهر رايه وكذلك كبار العلماء
— الكلِمَةُ الطيبة(قراءات من مصادر مختلفة) (@abdoabdabd) March 20, 2023
الاجدي ان يتحدث عن ما يخرج البلد من ازمتها الاقتصادية الطاحنة بسبب قراراته الغير مدروسة
وانتقد ناشطون حديث السيسي، معتبرين أن هذه الخطوة ربما تسبب أزمة في ظل رفض الأزهر لقانون توثيق الطلاق، لافتين إلى أن الطلاق الشفهي يقع سواء اعترفت به الدولة أم لم تعترف.
#لازم_ثوره_عالسيسي_ونظامه لغاية امتى السكوت على #السيسي
— أصلِي مِن الأصليَيَن (@in11_11) March 20, 2023
السيسي بعدما جعل الزواج برسوم كمان جعل الطلاق برسوم
بمعنى ان الطلاق الشفهي لا يعتد به الا بعد توثيقه
يعني هتدفع فلوس بس أحرج يعمل صندوق يسميه صندوق الطلاق
فلجأ للحيلة دي يعني هتتجوز هتدفع فلوس هطلق هتدفع فلوس . pic.twitter.com/khrElpxhGE
لا هي خناقة غبية،الطلاق الشفهي كان واقع وقت ما الجواز اصلا كان شفهي،طالما هتوثق الجواز عند مأذون عشان تعتد بيه يبقي الطلاق بنفس الطريقة والا مانوثقش الاتنين بقي ونسيبها زريبة،هي مش خناقة شرعية هي خناقة عند وغباء بس https://t.co/eQOzgDjb6h
— Bored! (@Whiny_shahrazad) March 21, 2023
الطلاق الشفهي بيقع سواء اعترفت بيه الدولة أو لا
— Mohamed Jadelrab (@jadelrab) March 22, 2023
الطلاق الشفهي يقع سواء رضي بذلك الحاكم ام لا هذا دين اذا كان عايز يعمل حاجة يشدد على اللى مع يطلق زوجته كل شويه انما الناس هتخدها حجه وخصوصا الشباب
— Muhssen.11 (@11muhssen1) March 22, 2023
إذا كنت فاهم إن الطلاق الشفهي تم إلغائه🤔
— Rewish Rawshana (@RRawshana) March 22, 2023
أحب أبشرك إن الطلاق الشفهي لم ولن يتم إلغاؤه؟🤨
واللي انت بتطالبه بزوال الكهنوت، أكثر واحد بيتمسح بالدين أول ما يمسك المايكروفون ومقضيها ففهمناها سليمان وربنا في ضهري والكلام المسهوك اللي مالوش أي معنى، وملبس البلد كلها في الحيط🥸
في المقابل، دافع آخرون عن وجهة نظر السيسي، لافتين إلى أن طالما أن الزواج لا يقع إلا بالتوثيق، فلا يقع الطلاق إلا بتوثيق.
عايزة حد يفهمني السبب الديني للاعتراض على توثيق الطلاق الشفهي؟
— Ingy (@ingy_hamdy) March 22, 2023
طب ما الزواج لا يعتد به إلا بعد توثيقه، مافيش اتنين يجيبوا شهود ويقولوا احنا اتجوزنا يبقى جوازهم معتد به حتى لو كان كده شرعي، يبقى ايه الفرق؟
اعتقد التوثيق مهم جدا لان فيه رجالة كتير بيستهينوا بالكلمة اللي بيقولوها
اخيرا الحمدلله ينتهي الطلاق الشفهي الذي يحطمً حياة المرأة دون اي رحمة او التزام. الرئيس السيسي واجه عاصفة رفض من قبل من شيخ الازهر ولكن الرئيس يبني دولة القانون ومضي في طريقه ربنا يحفظه ويكرمه https://t.co/6no3pset1R
— Hala Sarhan (@HalaSarhan) March 22, 2023
اي مؤسسة دينية هي مؤسسة ذكورية ، سحب الطلاق الشفهي من الذكر هو بمثابة تحطيم لصنم ذكوري سلطوي وقطع للسان لطالما اكتسب قوة قانونية فاعلة ومؤثرة في حياة الاسرة .. تم كتم صوت ذكر ورفع لصوت اخر وهو صوت القانون الذي يساوي بين الجميع، سوف يذهب الذكر للمحكمة طلبا للطلاق كما تذهب المرأة.
— huda (@hudaOrbit) March 22, 2023
اساس الجواز الاشهار ومع ذلك بيتك توثيقه في محكمة الاسرة
— Sherif (@imsheriif) March 22, 2023
يبقي المفروض الطلاق كمان يكون متوثق في المحكمة ضمانا للحقوق ولا يكفي الطلاق الشفهي فقط https://t.co/56uFRfxvQY
واذا تداينتم بدين فاكتبوه
— واحد متعرفوش(احمد الشيخ) (@Ahlawy_webas) March 22, 2023
كانو يسجلون الدين حفظا للحقوق فلماذا لم يسجلوا الطلاق
الطلاق الشفهي يحفظ للمرأة كرامتها
كي لا تصير الكلمة سهل نطقها على السنة الرجال
نطق الكلمة في حد ذاته اهانة للمرأة
وأصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، في أغسطس/آب 2022، النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2021، وورد فيها، أن عدد عقود الزواج بلغ 880 ألفا و41 عقدا عام 2021، مقابل 876 ألفا و15 عقدا عام 2020، بنسبة زيادة قدرها 0.5%.
وفي 2021، بلغ عدد حالات الطلاق 254 ألفا و777 حالة، مقابل 222 و36 حالة عام 2020، وذلك بزيادة قدرها 14.7%.
ولفتت النشرة إلى أن هناك حالة طلاق تقع كل دقيقتين في مصر، ومن 25 إلى 28 حالة طلاق تقع كل ساعة، ويصل عدد الحالات يوميا إلى 630 حالة بمعدل 18500 حالة شهريا.
وأشارت إلى أن 12% من حالات الطلاق وقعت خلال العام الأول من الزواج، مقابل 9% في العام التالي، و6.5% خلال العام الثالث.