على خطى الحبيب.. كيف تعيد السعودية سرد حادثة الهجرة من خلال الفن؟

الجمعة 24 مارس 2023 07:27 ص

يتبنى معرض "على خطى النبي" والفيلم الوثائقي "على خطى الحبيب" أدلة تاريخية وعلمية، ما يشير إلى تغيير في السعودية.

يتناول مقال نعيمة موريلي في "ميدل إيست مونيتور" فيلم "على خطى الحبيب"، حيث قام عالم الآثار الدكتور عبدالله القاضي في الفيلم بالسفر على خطى النبي محمد أكثر من 50 مرة من أجل عرض 8 أيام استغرقتها رحلة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في عام 622، والمعروفة باسم الهجرة.

إن الجزء المثير للدهشة من أبحاث القاضي هو أن عالم الآثار يبحث عن أدلة تاريخية، بمساعدة العلم والتكنولوجيا الحديثة.

وقد قدمت الدولة له دعما كبيرا بالمهندسين والتقنيين والتصوير عبر المسيرات وهو ما ساهم في إظهار مقاطع رائعة عن الفيلم وعن الطبيعة في السعودية.

وترى الكاتبة أن هذا شيئا قد تكون لا تتوقعه في بلد لا يزال اليوم أحد أكثر الثيوقراطيات الإسلامية في العالم.

ويلفت المقال الانتباه إلى مكان العرض للفيلم ففي بلد تم فيه حظر دور السينما لمدة 35 عامًا تم بناء هذه السينما المحددة في جدة في محطة الحج التاريخية وربما لغرض محدد هو استضافة العرض الأول لـ"على خطى الحبيب".

يرى المقال أن كل شيء قد تغير منذ أن قدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطة جديدة للإصلاح الاجتماعي والتي تمول مشهدا فنيا بالشراكة مع القطاع الخاص، لإنشاء بنية تحتية ثقافية، وهي خطة لا بد من تمديدها وتوسعها خلال العقد القادم.

ويضيف المقال أنه بالرغم من الوباء، شهد قطاع الفن البصري قدرًا غير مسبوق من الإنجازات وافتتاح المراكز الثقافية  والمهرجانات مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي؛ والأحداث المنبثقة المختلفة.

ومؤخرا بدأ هناك الكثير من التعاونات بين جهات غربية وبين هذا القطاع الناشئ في السعودية.

من زاوية أخرى يشير المقال إلى أن هناك دورا متزايدا للمرأة في الأعمال الثقافية السعودية، وهناك العديد من النساء اللاتي يقمن بأدوار رئيسية في الفنون في السعودية، من فنانات وقيِّمات معارض، وتبرز المؤسسات وجودهن، بما في ذلك القائمتان على مؤسسة إثراء منى الجلهامي، وكانديدا بيستانا، ورئيسة المتحف فرح أبوشليح.

ويختتم المقال بالإقرار أن التناقضات أمر لا مفر منه في بلد كان مغلقا تمامًا حتى وقت قريب نسبيًا وبدأ للتو في التعجيل بالانفتاح على العالم. علينا أن ننتظر حتى يلتحق الناس بالثقافة الجديدة، وأن تلتحق الثقافة بالقوانين الجديدة، وأن تتبنى القوانين قيمًا تتعارض بوضوح مع ما اعتاد عليه السعوديون.

وتعتقد الكاتبة أن هذا تغيير كبير ولن يحدث بين عشية وضحاها. ومع ذلك، فإن ما يحدث هو بالفعل أمر لا يصدق، ولم يكن من الممكن تصوره قبل 5 سنوات أو نحو ذلك. ونظرًا لأن عالم الفن في الغرب وما يسمى بجنوب العالم سيتعين عليهما التعامل مع السعودية للمضي قدمًا، فقد نبدأ في الاستفادة من الفنون كأداة لتعزيز الحوار المتبادل والتغيير الإيجابي.

المصدر | نعيمة موريلي | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الهجرة القاضي الفن الثقافة