من مهرجان كان.. السينما السعودية تعلن انطلاقتها الفنية

الثلاثاء 13 يوليو 2021 02:00 ص

على هامش النسخة الرابعة والسبعين من مهرجان "كان" السينمائي الفرنسي، أعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، عن إنتاج فيلمين جديدين من الجناح السعودي بالمهرجان الذي تشرف عليه هيئة الأفلام.

وسيساهم كاتب السيناريو والمنتج المصري الشهير "محمد حفظي"، الحائز أيضا على وسام الشرف في الآداب والفنون من الجمهورية الفرنسية، في إنتاج أولهما فيلم "بحر الرمال".

كما سيقدم المخرج السعودي، والحائز على العديد من الجوائز "خالد فهد"، الفيلم الثاني بعنوان "طريق الوادي".

ويهدف مركز (إثراء) من خلال مشاركته في الإنتاج إلى تعزيز دور صناعة الأفلام والصناعات الإبداعية في السعودية، في إطار برنامج "رؤية 2030"، الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، والذي يطمح إلى تغيير وجه السعودية، وتحديث العديد من البنى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بالبلاد.

وعن سبب اختيار مهرجان كان لإطلاق هذا الإنتاج الضخم، الذي من المقرر أن يرى النور في عام 2023، قال "ماجد زهير سمان" رئيس قسم السينما بمركز "إثراء"، إنه "يشرفنا الإعلان عن الأفلام التي يعمل عليها المركز من مهرجان "كان" السينمائي، الذي يعد أحد أشهر مهرجانات الأفلام في العالم".

وبالحديث معه عن الأهداف التي يبتغي المركز تحقيقها والوصول إليها بمشاركته في تمويل إنتاج وصناعة الفيلم السعودي، وهل لهذا علاقة بتطوير قطاع السياحة في السعودية قال إن "شغل المركز الشاغل هو تشجيع الإبداع الفني وإنتاج أفلام ذات جودة عالية بأيدي سعودية، وعلى أرض ومواقع سعودية تنافس في كبرى المحافل الدولية، فإن كانت هذه الأفلام سببا في جذب السياح لبلادنا فذلك سيكون أمرًا بلا شك عظيم".

وأضاف: "نحن لنا تجربة في هذا المجال وأقصد فيلم (جود) الذي أنتجناه عام 2018، ويظهر جمال الطبيعة في السعودية، ويتمحور حول انعكاسات تأملية غير تقليدية لدورة الحياة، وهو أول فيلم أنتجه مركز (إثراء)، ويستخدم بنيةً تجريبية سردية مأخوذة من شكل القصيدة في عصور ما قبل الإسلام".

ولكن والحق يقال ليس تلك هي أولويتنا في المقام الأول، ومن أجل ذلك قررنا الاستعانة بخبرات المنتج المصري "حفظي" لتحقيق مقصد ورؤية "إثراء" في تطوير الجوانب الإبداعية والجمالية والتعليمية في قطاع السينما.

وزاد: "نحن نريد إنشاء منصة تجد فيها المواهب السعودية سندًا لتحقيق أحلامها، وهو ما حدث قدر كبير منه في العشرين فيلما التي أنتجناها في السنوات الثلاث الماضية ولمعت بسببها أسماء جديدة مثل المخرج عبد العزيز الشلاحي".

وبسؤاله عما هي المعوقات أو الصعوبات التي قد يلاقونها في قطاع الإنتاج السينمائي، رد "ماجد سمان"، بقوله إنه "لا توجد معوقات من أي نوع في هذه المجال، فوزارة الثقافة السعودية ووزيره الأمير بدر بن عبدالعزيز، تقدم كل مساعدة ممكنة من أجل تسهيل التصاريح اللازمة للإنتاج وتوفير مساحات أكبر للإبداع وإتاحة التمويل اللازم للنهوض بقطاع السينما".

وحول المعوقات الثقافية التي قد تجدها الأفلام السعودية للوفاء بمعايير المهرجانات الدولية، وبخاصة أن المجتمع السعودي مجتمع محافظ قد لا يقبل بطرح موضوعات معينة دينية أو جنسية للمعالجة السينمائية، قال "ماجد السمان": "نعم نحن مجتمع محافظ، وسنظل محافظين على قيمنا، وهذا ليس معوقًا البتة بل العكس هو الصحيح".

وأضاف: "نحن نعمل على إبراز ثقافتنا وتسليط الضوء على قيمنا وتعريف المجتمعات الغربية بها، لذا فنحن لسنا بحاجة لاستخدام الأساليب الرخيصة والحط من قيمنا، ومثلنا للوصول إلى الآخرين وهو أمر لا علاقة له بالإبداع".

وتابع: "هناك أفلام سعودية اختيرت في مهرجانات في الأعوام السابقة حتى هنا في فرنسا، على سبيل المثال فيلم "ارتداد" وهو من إنتاج إثراء اختير للعرض في مهرجان "كليرمون فيران" عام 2019".

والمنتج "حفظي" رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وصاحب الباع الطويل في إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية التي تخطت ثلاثين فيلما في الأعوام العشرين الماضية، سيقوم بإنتاج فيلم "بحر الرمال" في السعودية، والذي يقول عنه إنه ذو فكرة غير مسبوقة وموضوع غير مطروق من قبل، وهو ما جذبه بشدة إلى الدخول في عالمه والمشاركة في إنتاجه.

وتتمحور قصة الفيلم حول فتى بدوي يتيم يبلغ سن الرشد، وتربطه صلة قوية بالجمل، وينطلقان معًا في رحلة عبر المملكة.

ولكن هل سيمثل هذان الفيلمان إضافة جديدة للسينما العربية والسينما السعودية الناشئة؟، أجاب "حفظي"، بأن ميزانية الفيلمين كبيرة جدا وهو ما سيؤدي دورا حاسما في الارتقاء بكافة العناصر الفنية السينمائية فيهما، وسيجعلهما بالتالي قادرين على المنافسة على المستوى العالمي.

وتابع: "هما يناقشان المجتمع السعودي بجوانبه المختلفة وقضاياه الإنسانية، ويشارك فيهما ممثلون سعوديون موهبون وهذا بلا شك يمثل إضافة جيدة للسينما العربية ككل وللسينما السعودية، وأتمنى أن يستقبلها الجمهور استقبالا جيدا، وأن تحقق المعادلة الصعبة المتثلة في النجاح عربيا وعالميا في الآن ذاته".

وزاد: "نحن نريد توسيع سوق الفيلم العربي في العالم ومن أجل ذلك حضرنا إلى مهرجان كان السينمائي لإطلاع العالم على ما نفعله وعلى مشاريعنا المستقبلية حتى نجد لنا مكانا بين كبار صناع الأفلام في العالم وتكون أفلامنا عابرة للحدود".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

السينما السعودية السينما محمد حفظي مهرجان كان بحر الرمال

راقصة باليه تتصدر تصميم دعاية أول مهرجان سينمائي سعودي

بعد منافسة محتدمة بين 24 فيلما.. مهرجان كان يمنح السعفة الذهبية لتيتان

برئاسة هناء العمير.. إطلاق أول جمعية للسينما في تاريخ السعودية

بلومبرج: السعودية تخطط لتصبح وجهة لصناعة السينما حول العالم

أمواج التغيير.. سجادة السعودية الحمراء تفرش لأول مهرجان سينمائي

"هوليوود الصحراء".. السعودية تكافح لتحقيق حلمها رغم العوائق الثقافية والسمعة الملطخة

بعد الانفتاح السعودي.. عملاق السينما الأمريكية يتراجع أمام المنافسين المحليين

فايننشال تايمز: الفن السعودي قدم وجها جديدا للمرأة

"قوارير" يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان أفلام السعودية

للمرة الأولى.. السعودية تستضيف مهرجانا عربيا للإذاعة والتليفزيون

على خطى الحبيب.. كيف تعيد السعودية سرد حادثة الهجرة من خلال الفن؟