استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن جدوى زيادة سعر الفائدة في مصر

الجمعة 31 مارس 2023 01:12 م

عن جدوى زيادة سعر الفائدة في مصر

ما جدوى خطوات البنك المركزي سواء تعلقت بزيادة الفائدة أو السماح بالخفض المتواصل في قيمة العملة إذا كانت هذه هي النتيجة؟

رضا صندوق النقد يجب ألا يشكل أولوية لدى صانع القرار، والأموال الساخنة لن تعود طالما أن الاحتياطي الفيدرالي يواصل رفع الفائدة على الدولار.

هل قاست الحكومة الأثر المباشر لقرار الزيادة المتواصلة في سعر الفائدة على أنشطة وقطاعات منها معدل النمو والدين الحكومي والموازنة العامة.

يعمل البنك المركزي على الحد من ظاهرة "الدولرة" التي دفعت عددا كبيرا من أصحاب المدخرات نحو التخلص من الجنيه وشراء الذهب أو الدولار.

* * *

رفع البنك المركزي المصري اليوم الخميس سعر الفائدة بنسبة 2% مرة واحدة وهي نسب كبيرة مقارنة بمعدلات زيادة تجريها البنوك المركزية الكبرى في العالم والتي تتراوح ما بين ربع ونصف في المائة.

الزيادة الجديدة المتوقعة على نطاق واسع تأتي في اطار تحقيق البنك المركزي المصري هدفين رئيسين، الأول مكافحة التضخم الجامح والذي تجاوز 40% كمعدل أساسي في فبراير/شباط الماضي، ومحاولة ترويض هذا الوحش الكاسر عبر كبح جماح قفزات أسعار السلع والخدمات.

أما الهدف الثاني فهو الدفاع غير المباشر عن العملة المحلية عبر جذب المدخرين وأصحاب الأموال نحو الاستثمار بالجنيه، وعدم التخلي عن حيازته بسبب ضعفه المتواصل مقابل الدولار.

وهنا يعمل البنك المركزي على الحد من ظاهرة "الدولرة" التي دفعت عددا كبيرا من أصحاب المدخرات نحو التخلص من الجنيه وشراء الذهب أو الدولار أو حتى السلع المنزلية مع إجراء 3 تعويمات للجنيه في أقل من 10 أشهر.

كما يسعي البنك المركزي من خلال هذا الهدف إلى معالجة ظاهرة سعر الفائدة السلبي الخطيرة داخل القطاع المصرفي، وهو الفارق بين معدل التضخم الحقيقي وما تمنحه البنوك من أسعار فائدة على أموال المودعين، وهذا الفارق بدأ يتزايد بصورة مخيفة خلال الفترة الماضية ويتجاوز 15%، وهو ما جعل بعض المودعين يبحثون عن أدوات استثمار أخرى تحمي مدخراتهم المتآكلة.

لكن الملاحظ أنه على الرغم من الزيادات المتواصلة في سعر الفائدة على الجنيه، إلا أن التضخم يواصل قفزاته، والعملة مستمرة في التهاوي أمام الجنيه حيث فقدت أكثر من 50% من قيمتها خلال العام الجاري.

ولذا فإن السؤال المطروح هنا هو: ما جدوى الخطوات التي يقوم بها البنك المركزي سواء تعلقت بزيادة الفائدة أو السماح بالخفض المتواصل في قيمة العملة إذا كانت هذه هي النتيجة؟

وهل قاست الحكومة والأجهزة المسؤولة الأثر المباشر لقرار الزيادة المتواصلة في سعر الفائدة على أنشطة وقطاعات اقتصادية ومالية منها معدل النمو الاقتصادي للدولة والدين الحكومي والموازنة العامة وتكلفة الاقتراض المصرفي وكلفة الإنتاج ومناخ الاستثمار والأعباء الإضافية على المنتجين والمستثمرين وغيرها من العوامل المتعلقة بجزء كبير من القطاع الاقتصادي، والمالي والاستثماري للدولة والأفراد؟

مع الإشارة هنا إلى تصريحات وزير المالية محمد معيط، والتي قال فيها يوم 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي إن كل زيادة 1% في سعر الفائدة تكبد الموازنة العامة للدولة بين 30 و32 مليار جنيه عبء دين بما يؤدي إلى زيادة تكلفة الفائدة في الموازنة، وبالتالي أثر على الدين العام وعجز الموازنة، فما بالنا إذا كانت الزيادة 2% مرة واحدة كما جرى اليوم تضاف إلى 8% أخرى جرت في العام 2022.

في ظل هذه الاعتبارات وغيرها على البنك المركزي أن يبحث في جدوى الخطوات التي يقوم بها في إطار إدارته السياسة النقدية ومنها الرفع المتواصل لسعر الفائدة بهدف مكافحة التضخم، خاصة وأن سبب التضخم الأساسي لا يكمن في توافر السيولة الضخمة والفائضة لدى أفراد المجتمع والتي يجب سحبها من التداول عن طريق زيادة الفائدة، لكنها تكمن في قفزات سعر الدولار ومعها الأسعار بالدرجة الأولى.

كما تلعب الحكومة دورا في تغذية التضخم عبر اجراء زيادات في أسعار السلع الغذائية والبنزين والسولار والغاز والخدمات والمواصلات العامة الرسوم والضرائب.

وهنا لن يصبح رفع الفائدة هو الحل الأمثل لمكافحة قفزات الأسعار، بل سيرهق الدولة والمنتجين والمستثمرين والأسواق والمواطن.

أعرف أن البنك المركزي قد تكون لديه اعتبارات أخرى تدفعه إلى تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة أبرزها الضغوط التي يمارسها صندوق النقد الدولي على الحكومة وقرب وصول بعثته الفنية للقاهرة لمراجعة البرنامج الاقتصادي، ومحاولة إعادة الأموال الساخنة الهاربة منذ مارس/آذار الماضي عقب اندلاع حرب أوكرانيا وزيادة الفائدة الأميركية، وربما تعويض صغار المدخرين وأصحاب المعاشات الذين لديهم ودائع في البنوك أحد الأسباب.

لكن رضا صندوق النقد يجب ألا يشكل أولوية لدى صانع القرار، والأموال الساخنة لن تعود طالما أن البنك الفيدرالي الأميركي يواصل رفع الفائدة على الدولار والبالغة حاليا نحو 5%.

والحكومة مطالبة بإجراءات جدية لخفض معدل التضخم منها التوقف عن زيادة الأسعار والرسوم والضرائب، وعدم إلقاء كامل المهمة على البنك المركزي الذي يمتلك فقط أدوات السياسة النقدية ولا يمتلك الأدوات المالية والاقتصادية الأخرى. فهناك أدوار يجب أن تقوم بها وزارات التجارة والصناعة والاستثمار والمالية والزراعة وغيرها.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر التضخم الدولرة البنك المركزي المصري سعر الدولار الأموال الساخنة سعر الفائدة الجنيه المصري تعويم الجنيه قرض صندوق النقد

بلومبرج تتوقع زيادة أكبر في أسعار الفائدة لمكافحة التضخم في مصر

كما فشلت سابقاتها.. رفع أسعار الفائدة في مصر لن يكبح التضخم