استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

غزو العراق لا "حرب" العراق!

الجمعة 31 مارس 2023 01:39 م

عشرون عامًا مضت على تدمير العراق. لكن أحدًا بأمريكا ممن كانوا مسؤولين عن الفاجعة لم يتعرض للمساءلة. على العكس سمحت عمليات غسل السمعة لهؤلاء بالعودة، عبر الباب الدوار، لمواقع السلطة أو لمواقع المال والتأثير على صنع القرار.

وكاتبة السطور ترفض استخدام تعبير "حرب العراق". فتلك لم تكن حربًا وإنما كانت غزوًا واحتلالا. وأي كاتب عربى يحترم قارئه يعى بالضرورة معانى المفردات الأمريكية ودلالاتها. وذرائع الاحتلال كانت تتغير من شهر لآخر، وثبت زيفها كلها، من أسلحة الدمار الشامل لبناء الديمقراطية.

فالغزو كان هدفه، منذ اللحظة الأولى، إعادة رسم خريطة المنطقة وفق خطة كان المحافظون الجدد وهم تيار أيديولوجى، قد وضعوا تفاصيلها قبل الغزو بعقد على الأقل، وكانت معلنة لا سرية بالمناسبة. ووفق خطط المحافظين الجدد، كان العراق هو الخطوة الأولى، لا الوحيدة.

فالخطة كانت تبدأ بالعراق ثم تنتقل لإيران وسوريا ثم لباقى المنطقة. ويتم بعد ذلك كله تسوية قضية فلسطين وفق الشروط الإسرائيلية. ولولا الكارثة التى حلت بالأمريكان فى العراق لانتقلوا لإيران فورًا.

والمتخصصون فى الشأن الأمريكى، من أمثالى، ربما لم يجدوا من هم أسهل من تيار المحافظين الجدد لإجراء بحوث عنهم. فهم لم يخططوا يومًا خلف الأبواب المغلقة وإنما كانت كل خططهم معلنة ومنشورة. لكننا لا نقرأ.

وفى الفترة السابقة مباشرة على الغزو أتذكر أننى أجريت عشرات المقابلات الإعلامية فى قنوات مصرية وعربية وكنت أقول ما عندى بوضوح بناء على ما كتبه المحافظون الجدد قبل توليهم مواقع المسؤولية فى عهد بوش الابن بسنوات طويلة.

لكن أحدًا فى عالمنا العربى، على ما يبدو، ما كان يريد أن يصدق أن الولايات المتحدة ستقدم بالفعل على غزو العراق واحتلاله.

ولن أنسى ما حييت حين كنت بالولايات المتحدة بعد الغزو بشهور قليلة وسُئل أحد جنرالات الاحتلال فى مؤتمر صحفى عن الضحايا فى الصفوف الأمريكية فأجاب بأرقام محددة، ثم سأله الصحفى عن الضحايا العراقيين فأجاب بالحرف: "نحن لا نحصيهم".

تصورت وقتها أن مثل ذلك التصريح الفضيحة سيقيم الدنيا ولا يقعدها، لكن الصمت المميت كان هو العنوان الرئيسى. فلا صحفي بالقاعة استطرد ولا الصحف فى اليوم التالى أوردت الإجابة ولا كلمة واحدة فى كل البرامج الحوارية الأمريكية. حتى المنظمات الحقوقية الأمريكية التزمت الصمت المطبق.

.. وبعد، فبوش الابن يحتفون اليوم بلوحاته، وديك تشينى يعيش حياة رغدة بمسقط رأسه! أما كوندوليزا رايس فلطالما اعتبرتها عارًا على الأكاديميا لأنها فى الأصل أستاذة للعلوم السياسية.

فهى، حين كانت مستشارة للأمن القومى ثم وزيرة للخارجية، كانت كلما نطقت حرفًا ارتكبت جريمة جديدة. فهى التى قالت بعد الغزو بسنوات إن كل ذلك الدمار كان "آلام المخاض لشرق أوسط جديد".

وبعدما اعتبرت الانتخابات العراقية تحت الاحتلال "انتصارًا للديمقراطية"، رفضت، دون خجل، شرعية الانتخابات اللبنانية بعد ذلك بسنوات لأنها جرت "تحت الاحتلال" السورى!

وغسل سمعة رايس عادت بعده بسهولة للجامعة بل ترأست واحدًا من أهم مراكز الفكر اليمينية. والجنرال باتريوس الذى خرج من السلطة بفضيحة، عاد لمركز فكر آخر بل لإحدى الشركات الخاصة التى تقاضى منها الملايين.

أما كولين باول، الذى كذب على العالم بالأمم المتحدة، فقد حصل على الملايين من شركة بلوم للطاقة. والجنرال ماتيس، المسؤول عن مذبحة الفالوجا، عاد وزيرًا للدفاع فى عهد ترامب، لا أقل! وكل تلك المناصب استطاعوا من خلالها ليس فقط تحقيق أرباح طائلة وإنما التأثير مجددًا على صنع القرار.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

العراق أمريكا غزو العراق غسيل السمعة المحافظين الجدد

طارق الهاشمي لـ"الخليج الجديد": العراق بحاجة لنظام ليس كالحالي ولا السابق (1/2)

طارق الهاشمي لـ"الخليج الجديد": محاولات توحيد البيت السني فشلت وأطالب بموقف خليجي موحد إزاء العراق (2/2)