وول ستريت جورنال: لقاء مرتقب بين السيسي وبشار الأسد نهاية أبريل لإعادة العلاقات الكاملة

الأحد 2 أبريل 2023 08:43 ص

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مصر تجري "مباحثات متقدمة" مع النظام السوري من أجل استعادة كاملة للعلاقات، كاشفة عن لقاء مرتقب بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد وقت قصير من انتهاء شهر رمضان، في أواخر أبريل/نيسان الجاري.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير كتبه بينوا فوكون، كبير المراسلين بها، وسمر سعيد مراسلة الشرق الأوسط، وترجمه "الخليج الجديد"، أن التقارب بين القاهرة ودمشق يأتي ضمن تطورات سريعة لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية بالمنطقة، أبرز ملامحها استعداد معظم الدول العربية لإعادة العلاقات مع النظام السوري.

وأشار التقرير إلى أن مكان القمة المرتقبة بين السيسي وبشار الأسد لم يتحدد بعد.

وكان وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد وصل إلى القاهرة، السبت، والتقى نظيره المصري سامح شكري، وهي أول زيارة علنية يقوم بها مسؤول سوري رفيع إلى مصر منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011، وجاءت بعد زيارة شكري لدمشق أواخر فبراير/شباط الماضي، والتي التقى خلالها مع الأسد.

عقود إعادة الإعمار

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على المحادثات قولهم إن الشركات المصرية تأمل في الفوز بعقود إعادة إعمار محتملة بمليارات الدولارات في سوريا بمجرد استعادة العلاقات.

وبدعم من الضربات الجوية الروسية والميليشيات الإيرانية، استخدم بشار الأسد الأسلحة الكيماوية وحصار التجويع أو الاستسلام لكسر الثوار المناهضين للحكومة، ومعاقبة المدنيين الذين يعيشون تحت سيطرة المعارضة.

وعندما أصبح من الواضح في السنوات الأخيرة أن الأسد سيبقى في السلطة، تكثفت الجهود لإعادته إلى الحظيرة الدبلوماسية العربية - وهي خطوة لا يمكن أن تقلل من نفوذ إيران المنافسة فحسب، بل تفتح أيضًا منافع تجارية لجميع الأطراف، بحسب الصحيفة.

وقدمت عدة دول عربية من بينها مصر والإمارات والسعودية والأردن مساعدات بعد الزلازل التي دمرت مساحات شاسعة من سوريا في فبراير/شباط الماضي. كما سعت حكومة الأسد بدورها إلى الاستفادة من التعاطف الناتج عن الكارثة لتوثيق العلاقات مع الدول العربية والضغط من أجل إنهاء العقوبات النفطية والمصرفية الصارمة التي فرضها الغرب منذ بداية الحرب الأهلية.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الإجماع يتنامى في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري في وقت ما لمعالجة القضايا الإنسانية على الأقل، بما في ذلك عودة اللاجئين.

ومع ذلك، تلفت الصحيفة إلى أن بعض الدول العربية، مثل قطر، صمدت ضد تجديد العلاقات مع حكومة الأسد، حيث قالت الدوحة إنها لن تطبع العلاقات مع سوريا ما لم يتخذ الأسد خطوات جادة لإصلاح الأضرار التي تسبب فيها في الداخل والتي تكون مقبولة لجميع السوريين.

تذكير بتضاؤل النفوذ

ورغم أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية استثناءات من العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة على دمشق بعد الزلزال، ما سمح بوصول المساعدات الإنسانية، لكنهم لا يزالون يرفضون إعادة تأهيل الأسد أو التطبيع معه، وطالبوا الدول العربية بذلك.

لكن عودة النظام السوري المحتملة إلى الحظيرة العربية هو تذكير للولايات المتحدة بأنه في حين أنها لا تزال القوة العسكرية والدبلوماسية البارزة في الشرق الأوسط، فإن نفوذها في المنطقة يتضاءل.

ولفتت الصحيفة – في هذا الإطار- إلى الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، بوساطة صينية، معتبرة أنه إشارة إلى إعادة التنظيم الجيوسياسي الأوسع الجارية في الشرق الأوسط، وهي إشارة تأتي وسط حالة من عدم اليقين بشأن التزام واشنطن طويل الأجل بضمان الأمن في المنطقة الغنية بالطاقة، حيث كانت الولايات المتحدة قوة مهيمنة لعقود لكنها تركز بشكل متزايد على الصين وروسيا الصاعدتين.

المصدر | بينوا فوكون وسمر سعيد | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية السورية عبدالفتاح السيسي بشار الأسد التطبيع مع الأسد

قطر ترفض التطبيع مع نظام الأسد: موقفنا لم يتأثر بالتفاعلات الحالية

تحولات كبيرة في الشرق الأوسط.. فما تأثيرها على إسرائيل؟

أحدث حلقة لإعادة تأهيله دوليا.. الإمارات تدعو الأسد لحضور "كوب 28"

ريسبونسبل ستيتكرافت: لا يمكن معالجة قضايا المنطقة دون إشراك الأسد.. ولكن