صحيفة عبرية: الوكالة الذرية والغرب وقعوا مجددا في خداع إيراني

الاثنين 3 أبريل 2023 09:27 ص

"الوكالة الدولية للطاقة الذرية والغرب ربما وقعوا في خداع آخر من قبل إيران".. هكذا يخلص تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، الذي يشير إلى أن الجانبين سيفعلان أي شيء سوى الحديث عن التهديد النووي الإيراني المتزايد باستمرار.

ويقول التحليل إن الغرب يبدو كأنه سوف يتسامح مع إيران على العتبة النووية، طالما يُنظر إليها على أنها لا تقوم بالاندفاع نحو القنبلة النووية.

والشهر الماضي، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مفتشيها وجدوا في إيران جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة تصل إلى 83.7%، وهو أعلى مستوى حتى الآن وبتركيز أقل بـ6% فقط مما هو مطلوب لإنتاج سلاح نووي.

وأكدت الوكالة أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بمعدل 18 مرة عن السقف المسموح به، لافتةً إلى أنها تجري مناقشات مع طهران بشأن تلك التطورات.

ونقل تقرير الطاقة الذرية أن إيران أبلغت الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60% في (نوفمبر/تشرين الثاني 2022) أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية.

وتحدثت طهران عن "تراكم غير مقصود" بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في التخصيب.

ويعلق تحليل "جيروزاليم بوست" على تلك التطورات بالقول: "تم إبرام صفقة مثيرة بين الجمهورية الإسلامية والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، لافتة إلى أن الوكالة والغرب ربما وقعوا في خداع آخر من قبل إيران.

ويشير التحليل إلى أن المدير العام للوكالة رافائيل جروسي قال عقب هذا الكشف إنه في غضون 7 إلى 10 أيام، ستكون هناك اتصالات مكثفة للتأكد من وفاء إيران بالتزاماتهم النووية، ولكن لم يحدث شيء، على الأقل علنًا.

وعقد جروسي لقاءً نادرًا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حين أنه عادة ما يلتقي فقط مع رئيس البرنامج النووي الإيراني، أو على الأكثر وزير خارجيتها.

علاوة على ذلك، أدلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفسه بإعلانات واسعة حول إعادة جميع عمليات المراقبة عبر الإنترنت وحوالي 50% أكثر من عمليات التفتيش في منشأة إيران النووية في فوردو.

كان موقع فوردو هو الموقع النووي، حيث قامت إيران مؤخرًا بتخصيب بعض الجزيئات حتى مستوى 84%.

وحتى إنه كان هناك مزيج من التصريحات حول وصول جروسي إلى علماء إيران النوويين، كان من الممكن أن يكون هذا الوصول هو الصفقة الحقيقية التي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتظرها.

ويضيف  التحليل: "لم يقل أحد إن تخصيب إيران إلى درجة نقاء 84% كان خطأ وليس مقصودا، ولا يوجد حديث عن تجميد طهران لمسيرتها المستمرة نحو تخصيب اليورانيوم من أجل ترسانة نووية محتملة لا تتكون فقط من قنبلة أو قنبلتين نوويتين، بل أربع أو أكثر".

ويتابع: "هناك الكثير من الحديث عن مؤامرات إرهابية إيرانية في اليونان وأماكن أخرى، وهناك الكثير من التحليلات المكتوبة حول الغارات الجوية الإسرائيلية المحتملة التي قتلت ضباط الحرس الثوري الإسلامي في سوريا، وكثيرًا ما يناقش المعلقون تأثير اتفاق إيران الجديد مع السعوديين".

ويزيد: "لكن الجانبين سيفعلان أي شيء سوى الحديث عن التهديد النووي الإيراني المتزايد باستمرار".

ووفق التحليل، فإن إيران تلعب مع الغرب بشكل متقطع، منذ أن استولى الموساد على أسراره النووية في عام 2018، وأثبت أن الإيرانيون ما زالوا يخفون أسرارًا نووية.

ويضيف: "كل هذا ربما كان طريقة طهران لمحاولة إرباك الغرب مرة تلو الأخرى".

ويتابع: "يبدو الآن أن طهران أعطت ببساطة قدرًا قليلاً من الشفافية الإضافية في فوردو، واستعادت القليل من المراقبة النووية، لكنها ستظل تعترض على الأسئلة حول أسرارها النووية، كما فعلت في الماضي".

ويحذر التقرير، من تسامح مع إيران على العتبة النووية، طالما يُنظر إليها على أنها لا تقوم بالاندفاع الأخير نحو قنبلة نووية.

ويختتم بالقول: "إذا كان الجميع مشتت الذهن، فإن إيران تقوم بهذه المناورة الأخيرة، فهل سيكون الغرب حقاً جريئاً بما يكفي لإيقافها، أم ستُترك المهمة لإسرائيل وحدها؟"، في إشارة إلى تهديد تل أبيب بقصف المنشآت النووية الإيرانية.

وفي وقت سابق، توقعت تقارير أمريكية أن تتصرف إسرائيل بمعزل عن الولايات المتحدة وتنفذ هجوما على المنشآت النووية الإيرانية، لوقف تقدم طهران السريع في الحصول على سلاح نووي.

وسبق أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لقادة العالم في محادثات خاصة، إن الخط الأحمر لإسرائيل هو تخصيب إيران بنسبة 90% من اليورانيوم.

لكن تقارير إسرائيلية أخرى توقعت أن تقف أمريكا ضد أي ضربة محتملة ضد إيران بعد توقيع اتفاق استعادة العلاقات بين إيران والسعودية، للحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نووي إيران إيران تخصيب اليورانيوم رافائيل جروسي الطاقة الذرية الوكالة الذرية

وكالة الطاقة الذرية تعيد تركيب معدات مراقبة في منشآت نووية إيرانية

كيف تتجه إيران والغرب نحو تفاهم نووي غير رسمي؟