هاجم الرئيس التونسي قيس سعيد الجهات التي تحدثت عن تدهور وضعه الصحي، معتبرًا أنها محاولة لـ"اختلاق الأزمات".

وقال سعيّد في تسجيل مصور نشرته الرئاسة التونسية إنّ من يتحدّثون عن شغور أو تعذّر مؤقّت "لا يثيرون إلا الازدراء والاحتقار"، مؤكّداً أنّ هؤلاء "يحاولون اختلاق الأزمات".

وأضاف أنّ خصومه "بلغوا درجة من درجات الجنون التي لم نعرفها في تونس من قبل".

وتابع سعيد: "غاب رئيس الجمهورية يومين أو ثلاثة" فباتت هناك مشكلة، مشيرا إلى تداول البعض "شهادة وفاة" الرئيس.

ولم يقم الرئيس بأي نشاط علني منذ مساء 22 مارس/ آذار وفق صفحة الرئاسة على فيسبوك، قناة الاتصال الرسمية الوحيدة، ما أثار تكهنات على مواقع التواصل الاجتماعي حول احتمال معاناته من مشاكل صحيّة.

والإثنين، تحدث تقرير فرنسي عن دخول قيس سعيد العناية المركزة في المستشفى العسكري بالعاصمة، منذ 5 أيام على الأقل، نتيجة مشاكل في القلب.

ووفقا لمصادر تحدث لموقع "موند أفريك" الاستخباري الفرنسي، فقد بدأ غياب سعيد عن جميع الشاشات الإعلامية لمدة 10 أيام يثير قلق الشعب التونسي بشكل جدي، حيث يعود آخر ظهور له إلى عشية رمضان في 22 مارس/آذار الفائت.

وطالب رئيس جبهة "الخلاص الوطني" المعارضة في تونس أحمد الشابي في مؤتمر صحفي الإثنين، الحكومة بالكشف عن أسباب عدم ظهور سعيد، لافتا إلى أن "الجبهة بلغها أن سعيّد تعرض لوعكة صحية منذ اليوم الأول لغيابه في 23 مارس الجاري".

وقال الشابي: "إذا كانت أسباب الغياب مؤقتة فالدستور الجديد يفوض السلطات لرئيسة الحكومة، أما إذا كان الشغور دائما فهنا الطامة الكبرى"، مضيفا أن "هناك فراغا دستوريا مخيفا ولن ننتظر حتى تحل قوة من القوى هذا المشكل فلابد من إطلاق مشاورات وطنية لحل المشكلة وإيجاد آلية للانتقال السلس للسلطة".

وتمر تونس بأزمة سياسية منذ 25 يوليو/تموز 2021، عندما بدأ سعيد اتخاذ "سلسلة إجراءات" شملت حل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وإقرار دستور جديد في 25 يوليو 2022، وإجراء انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وإلى جانب المشاكل السياسية، تشهد البلاد أوضاعا اقتصادية صعبة، مع ارتفاع التضخم والبطالة، ومعاناة فئات واسعة من التونسيين من ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية ونقص في الوقود ومجموعة من المواد الأساسية الأخرى.