قال موقع المونيتور الأمريكي، إنه في الوقت الذي تم التركيز فيه بشكل كبير على دور الصين في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، حظيت صفقة أخرى باهتمام أقل، لكنها قد تكون ذات دلالة مماثلة في إشعار نوايا الصين في المنطقة وخارجها.

وأشار الموقع إلى أن الصفقة التي حظيت باهتمام أقل تتمثل في نجاح الصين في إبرام اتفاقيات تعتمد على اليوان الصيني بدلا من الدولار.

وذكر الموقع أن الشهر الماضي، أبرمت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري اتفاق مع شركة توتال إنيرجيز الفرنسية هو الأول من نوعه على الاطلاق الذي يتم تسويته باليوان، مشيرا إلى الاتفاق يشمل 65 ألف طن من الغاز الطبيعي الإماراتي المسال.
كما أعلن العراق والسعودية استعدادهما للتعامل باليوان، بالإضافة إلى ذلك، توصلت الصين والبرازيل إلى اتفاق هذا الأسبوع للتبادل التجاري باليوان الصيني.

وأوضح الموقع أن تلك الأنباء قد تشير إلى استراتيجية طويلة الأجل لبكين لتقويض نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.

وأشار الموقع إلى وجود انقسام في الرأي بين المسؤولين والخبراء حول ما إذا كانت زيادة التجارة المقومة باليوان في الشرق الأوسط والعالم يمكن أن تشكل تهديدًا لدور الدولار كعملة احتياطية في الاقتصاد العالمي.

وبينما يرى البعض أن اليوان لا يمثل أي تهديد للدولار بالنظر إلي الأول لا يمكنه أن يضاهي السيولة العالمية للثاني دون تغيير جذري في السياسة النقدية الصينية، وإضافة لذلك يشكل الدولار 96٪ من التجارة العالمية في العقود الأخيرة، بينما جاء اليوان بنسبة 2٪ في عام 2022.

في المقابل، يرى أخرون أن وجود نظام عملة ناشئ ثنائي القطب من شأنه أن يقضي عاجلاً أم آجلاً على الوضع المتميز للدولار، خاصة وأن الولايات المتحدة تعاني من عجز دائم في الحساب الجاري، مما يثير تساؤلات حول استدامة الالتزامات الدولية لأمريكا.

وإضافة إلى ذلك، قد يكون الدولار أيضًا محور لعبة أرضية رقمية صينية تركز في الشرق الأوسط ومناطق أخرى وتجعل مستقبل العملة الأمريكية على المحك.

بينما تم سحق العملات الرقمية العام الماضي، وخسارة العملة المشفرة البيتكوين 60% من قيمتها وانهيار شركة أف تي أكس التي تعتبر بورصة للعملات المشفرة، فإن الصين تواصل اقتناص زمام المبادرة في تقنيات Web3 blockchain والاقتصاد القائم على العملات المشفرة المميزة، خاصة في آسيا والشرق الأوسط.

وقد لا تكون الولايات المتحدة على نفس الخطى بالنسبة للمبادرات الصينية في هذا الصدد للمطالبة بحصة عملتها في الاقتصاد الرقمي.

كتب براندون بوسين، مستثمر في الأصول الرقمية "إن تأثير الدولار على المستقبل الرقمي على المحك."

وخلص الموقع إلى أن "هناك العديد من الأسباب الهيكلية التي تشير إلى أن اليوان الصيني اليوم لا يضاهي العملة الأمريكية. ومع ذلك، فإن التاريخ مليء بالتوقعات المطمئنة قبل الكارثة الاقتصادية. وإذا كان هناك مثل هذا التهديد، فنحن في البداية. ولذا فمن الأسهل إدارة أزمة محتملة في المرحلة "التدريجية" بدلاً من المرحلة "المفاجئة".