ربط تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بين إعلان الولايات المتحدة نشر الغواصة الهجومية النووية "يو إس إس فلوريدا" في البحر الأحمر واستقرارها به لفترة، واكتشاف الأسطول الخامس الأمريكي بالمنطقة تحركات إيرانية لمهاجمة سفن تجارية إسرائيلية في الخليج العربي وبحر العرب.

وقدمت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، تسلسلا زمنيا للأحداث التي تشهد تحركا أمريكيا بهذه الوتيرة لأول مرة في البحر الأحمر على مستوى غواصة نووية منذ سنوات طويلة.

وأوضح التقرير أن نشر الغواصة النووية الأمريكية جاء بعد نحو يوم من إصدار الأسطول الأمريكي الخامس تحذيرًا نصح فيه جميع السفن التجارية بالمضي بحذر في الخليج العربي وبحر العرب، في أعقاب التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل.

استعداد للهجوم

وقال الجيش الأمريكي ووكالات المخابرات الإسرائيلية إن قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني كانت تستعد لهجوم بطائرات بدون طيار على سفن تجارية مدنية مملوكة لإسرائيل تبحر في الخليج العربي وبحر العرب، وفقًا لمسؤولين استخباراتيين غربيين كبار على دراية بالتهديدات طلبا عدم الكشف عن هويتهما، لأنهما غير مخولين بالتحدث علنا.

وأضاف مسؤولون أمريكيون أن نشر الغواصة الأمريكية "فلوريدا"، والتي تحمل 154 صاروخ كروز من طراز "توماهوك"، يهدف إلى ردع إيران والحفاظ على استقرار أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، حيث يتم نقل ملايين الدولارات من البضائع التجارية والنفط والغاز يوميًا.

ودخلت الغواصة النووية البحر المتوسط يوم الخميس، وعبرت قناة السويس المصرية يوم الجمعة، وفقًا لمتحدث باسم البحرية الأمريكية.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن بيان الإعلان الأمريكي عن دخول الغواصة إلى البحر الأحمر كان أمرا غير معتاد؛ لأن الجيش الأمريكي لا يقر عادةً بوجود غواصاته في أي مكان، على عكس السفن والطائرات التي يمكن تتبعها.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن نشر الغواصة في المنطقة أمر مهم لأنها كانت المرة الأولى منذ 19 شهرًا التي تتولى فيها القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على الشرق الأوسط وبعض المناطق المجاورة، السيطرة التشغيلية على غواصة هجومية أمريكية.

عادة، تعبر الغواصات منطقة الشرق الأوسط، لكن البيان العام للبحرية أشار إلى أن هذه الغواصات ستبقى في المنطقة لفترة من الوقت.

وفي علامة أخرى على تصاعد التوترات في المنطقة، أعلن البنتاجون، الأسبوع الماضي، عن تمديد جولة حاملة الطائرات "جورج إتش. بوش" في شرق البحر المتوسط، والإسراع بنشر طائرات هجومية تابعة للقوات الجوية من طراز "A-10" في قاعدة بالشرق الأوسط.

تسلسل زمني

وبحسب الصحيفة، فقد بدأت التوترات بعد غارة إسرائيلية على ضواحي العاصمة السورية في 31 مارس/آذار الماضي، قتلت قياديين في الحرس الثوري الإيراني، وتوعدت طهران بعدها بأيام بالرد.

ويوم الأربعاء الماضي، أصدرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، التي تراقب الأمن البحري، تحذيرًا من "تهديد متزايد" لجميع السفن التي تعبر شمال المحيط الهندي لأنها اكتشفت نشاطًا غير عادي.

بحلول يوم الخميس، حذر الأسطول الخامس الأمريكي وزارة الدفاع الإسرائيلية من تهديد وشيك من إيران ضد السفن الإسرائيلية، وقال إن الحرس الثوري في وضع يسمح له بالضرب، وفقًا لمسؤولين استخباراتيين غربيين.

وحذر الأسطول الخامس الأمريكي شركات الشحن الإسرائيلية، يوم الخميس، بحسب موظف كبير في شركة شحن إسرائيلية طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث علانية، وقال إن الهجمات الإيرانية السابقة على السفن التجارية نُفِّذت ضد سفن كانت في السابق مملوكة لإسرائيليين، أو كانت مملوكة جزئيًا فقط لإسرائيليين، فيما يبدو أنه حالات خطأ في تحديد الهوية.

تم نصح السفن الإسرائيلية بإغلاق أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، والإبحار في أقرب مكان ممكن من ساحل عمان وبعيدًا عن الساحل الإيراني، والإبلاغ بشكل روتيني عن مكان وجودهم وأي نشاط مشبوه.

وقالت "نيويورك تايمز" إن الأوضاع لا تزال خطيرة، بعد توسع التوترات خلال الأيام الماضية على جبهات متعددة، لا سيما بعد تعرض إسرائيل لصواريخ فلسطينية من لبنان، وغزة، ومؤخرا من سوريا، بعد اعتداءتها بالمسجد الأقصى.