نزع سلاح القوات الإقليمية.. قنبلة عرقية مرشحة للانفجار في إثيوبيا

الاثنين 10 أبريل 2023 07:52 م

تثير خطة حكومة الإثيوبية لنزع سلاح القوات الإقليمية احتجاجات واشتباكات دامية في منطقة الأمهرة الشمالية، ويخشى عديد السكان من أن يجبرهم نزع السلاح على التخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها مجموعة الأمهرة العرقية الآن أو يتركهم عرضة لهجمات من مجموعات عرقية أخرى.

وعزز من تلك المخاوف مقتل 4 أشخاص على الأقل، بينهم 2 من عمال الإغاثة الإثيوبيين، في بلدة كوبو، بعد اشتباك الجيش الفيدرالي مع ميليشيا الأمهرة المدنية، المعروفة باسم "فانو".

وقال أحد سكان المنطقة إن العديد من عناصر قوة الأمهرة غادروا المدينة لتجنب نزع سلاحهم، فيما لم يرد المتحدث باسم الجيش الإثيوبي والمتحدث باسم الحكومة الفيدرالية والمتحدث الإقليمي باسم الأمهرة على طلبات للتعليق، حسبما أورد تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وترجمه "الخليج الجديد".

وتأتي مواجهات الأمهرة في وقت حرج بالنسبة لرئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الذي يكافح لاحتواء صعود الحركات السياسية العرقية، التي يمكن أن تهدد سلامة ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.

ووقع أبي أحمد أخيرًا اتفاق سلام مع القوات المتمردة بمنطقة تيجراي الشمالية، في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد حرب أهلية استمرت عامين أودت بحياة مئات الآلاف، كما يكافح لاحتواء التمرد في منطقة أوروميا الجنوبية، حيث كان المدنيون من أمهرة هدفًا لعمليات قتل جماعي.

ويوجد في إثيوبيا 11 منطقة فيدرالية، لكل منها قواتها الأمنية الخاصة، وعلى مر السنين تلك القوات أحيانا تهديدًا للسلطة المركزية، كما تم اتهام العديد منها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي عام 2019، قتل قائد القوات الإقليمية في الأمهرة رئيس المنطقة، ما تسبب في قتال أودى بحياة العشرات، فيما وصفته الحكومة بأنه محاولة انقلاب فاشلة.

وانضمت القوات الإقليمية لتيجراي إلى التمرد ضد الحكومة الفيدرالية في أوروميا، وهي أيضا متهمة بالتعذيب والقتل الجماعي للمدنيين.

وأعلنت الحكومة الفيدرالية، الأسبوع الماضي، أنها ستدمج القوات الإقليمية في القوات الفيدرالية؛ ما أثار عاصفة من الاحتجاجات في مدن الأمهرة، حيث أعرب بعض قادة المنطقة عن تخوفهم من أن يؤدي اتفاق السلام مع تيجراي إلى إجبار الحكومة الفيدرالية لهم على التخلي عن الأراضي التي جرى احتلالها حديثًا.

وتطالب تيجراي بتلك الأراضي الزراعية الخصبة، التي تخضع حاليًا لسيطرة الأمهرة، حيث جرى إجبار مئات الآلاف من سكان تيجراي على مغادرة منازلهم هناك أثناء الحرب، وهو ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، بأنه "تطهير عرقي".

انتهاكات متبادلة

وقال سكان تيجراي الفارين، إن القوات التي ترتدي الزي الرسمي للأمهرة وأفراد ميليشيا فانو ارتكبوا عمليات اغتصاب وقتل وأحرقوا منازل، وهي الاتهامات التي طالما نفتها القوات والميليشيا.

في المقابل، تساءل أحد السكان الذين شهدوا اشتباكات بلدة كوبو، يومي الأحد والإثنين: "عندما كانت الحكومة الفيدرالية بحاجة إلى ذلك، لم نتردد في القتال إلى جانبها، فلماذا تنقلب علينا الآن؟"، رافضا الإفصاح عن ما إذا كان عضوا في مليشيا فانو.

وأضاف: "يريد فانو تطمينات من الحكومة الفيدرالية بأن هذه الأرض لن تعود إلى تيجراي".

وإذا تمردت أجزاء من قوات الأمهرة، فقد تواجه القوات الحكومية الفيدرالية تمردات مسلحة في المقاطعتين الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد: أمهرة وأوروميا.

وقال أحد السكان إن تبادلا لإطلاق النار بين القوات الفيدرالية وميليشيا "فانو" أسفر، يوم الأحد، عن مقتل اثنين من مقاتلي الأخيرة في بلدة كوبو.

وزعم آخر أنه رأى أحد مقاتلي فانو يطلق النار خلال تبادل لإطلاق النار بالقرب من محطة وقود، وقال إن العشرات من أفراد قوات الأمهرة غادروا البلدة بزيهم الرسمي، ولم يسلموا أسلحتهم.

وأوضح ساكن ثالث أنه رأى العديد من أفراد قوات الأمهرة الخاصة يبيعون ممتلكاتهم ويغادرون المدينة بأسلحتهم.

وأضاف: "شعب الأمهرة يواجهون تهديدا وجوديا"، وأشار إلى عدة مناطق متنازع عليها عرضة للاشتباكات العنيفة، متسائلا: "لماذا بدأوا نزع السلاح من الأمهرة؟".

وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، حذر أبي أحمد من أن الحكومة الفيدرالية لن تتسامح مع معارضة القرار الخاص بنزع سلاح القوات الإقليمية، مؤكدا تنفيذه "ولو كان مكلفا".

وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي: "سنحاول إقناع الذين يعارضونه (القرار) دون فهم. أما بالنسبة لأولئك الذين يلعبون دورًا مدمرًا عن عمد، فسيتم اتخاذ تدابير لإنفاذ القانون بحقهم".

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إثيوبيا الأمهرة تيجراي أبي أحمد أوروميا

قتيلان في تظاهرة ضد تدمير مساجد في إثيوبيا