اتفاق مصري تركي على إطار زمني للارتقاء بالعلاقات وعقد قمة بين السيسي وأردوغان

الخميس 13 أبريل 2023 06:40 م

اتفقت تركيا ومصر على إطار زمني محدد للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتحضير لعقد قمة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لنظيره المصري سامح شكري السبت، في العاصمة أنقرة، في زيارة هي الثانية للمسؤول المصري لتركيا خلال شهرين، في إطار تحسن العلاقات بين البلدين.

وفي بداية المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباحثات، خاطب شكري نظيره جاويش أوغلو قائلا: "صديقي العزيز أتوجه لكم بجزيل الشكر على حفاوة الاستقبال ودفئه الذي أصبح سمة في لقاءاتنا المتكررة وسعيد بهذا التسارع في وتيرتها".

وأوضح أن تلك اللقاءات "تظهر الفهم المشترك والتوافق ووجود إرادة سياسية قوية على مستوى البلدين لتفعيل العلاقات المصرية التركية والارتقاء بها في كافة المجالات".

ولفت شكري إلى أن "تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة يعزز أمن المنطقة"، لافتاً إلى أن "بلاده تسعى إلى الحد من أي معوقات في وجه العلاقات المصرية التركية".

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنه "تم الاتفاق على إطار زمني محدد للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، لافتا إلى استمرار الوتيرة السريعة في الاتصالات، ما يؤدي إلى تحديد نتائج تودي إلى مزيد من التفاهم".

وكشف عن الاتفاق بين البلدين للتحضير لعقد قمة بين السيسي وأردوغان، "لتتويج مسار (الارتقاء بالعلاقات) الذي بدأناه منذ سنوات لكنه أخذ شكله خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين والذي سيكون انطلاقة جديدة لهذه العلاقات".

وتابع شكري: "نطمح للنهوض بالعلاقات المصرية التركية إلى مستويات متقدمة"، مؤكداً أن "هناك إرادة سياسية قوية لتفعيل العلاقات المصرية التركية".

إقليميا، قال شكري: "تحدثت مع وزير الخارجية التركي حول القضية الفلسطينية وأحطته بالجهود التي بذلتها مصر لاحتواء التصعيد وضرورة التزام إسرائيل بحرمة المسجد الأقصى واحترام حرية العبادة وعدم تغيير الواقع التاريخي للمسجد".

وتابع: "نعمل على تخفيف حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية ونعمل على وقف الاعتداءات على الحقوق الفلسطينية، وضرورة إتاحة الفرصة للسلطة الفلسطينية للقيام بواجباتها".

وأكد شكري أن "التنسيق بين مصر وتركيا سيكون له وقعه وتأثيره في تحقيق ذلك".

وأضاف: "وفيما يتعلق بليبيا لدينا رغبة مشتركة لإقدام ليبيا على انتخابات حرة ونزيهة تؤدي لتولي المسؤولية حكومة جديدة تعبر عن الشعب الليبي وقادرة على حفظ على وحدة ومقدرات وسيادة بلادها".

وتطرق شكري إلى التطورات بسوريا، قائلا: "كان لنا حديثا بشأن تطورات الأوضاع في سوريا وأحاطت وزير خارجية تركيا باتصالاتنا واستقبال وزير خارجية (النظام السوري) فيصل المقداد لمصر (مطلع الشهر الحالي)".

كما أكد في هذا الصدد "ضرورة وفاء الحكومة السورية بقرار مجلس الأمن رقم 2254 وإيجاد مسار سياسي يضم كافة الشركاء السياسيين يؤدي لإزاحة شوائب الماضي والإقدام على مستقبل أكثر إشراقا وضرورة عودة اللاجئين السوريين لعودة لبلادهم".

وفي ختام كلمته بالمؤتمر الصحفي، جدد شكري التحية لجاويش أوغلو قائلا: "أشكري صديق وأخي على حفاوة الاستقبال وأعبر عن سعادتي بالتواجد في أنقرة في شهر رمضان".

من ناحيته، قال جاويش أوغلو إن بلاده تطمح إلى "فتح صفحة جديدة مع مصر"، لافتاً إلى الرغبة في "عقد قمة على مستوى رئيسي البلدين في الفترة المقبلة".

وأشار إلى أن أنقرة تسعى أيضاً إلى الدخول في مشاريع اقتصادية مشتركة مع القاهرة، وقال: "نريد أن نملأ الصفحة الجديدة التي فتحناها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح".

وتابع: "نحن سعداء بالزخم الذي بدأ في علاقاتنا منذ اجتماع رؤسائنا في الدوحة (أردوغان والسيسي).. واليوم جددنا إرادتنا لزميلي وشقيقي شكري بمواصلة هذا الزخم".

وأوضح أنه اتفق مع نظيره المصري على اتخاذ خطوات ملموسة خلال الفترة المقبلة لتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.

ولفت جاويش أوغلو إلى أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 10 مليار دولار ويمكن أن نصل على المدى القصير إلى 15 مليار دولار"، مشدداً على أهمية "استغلال ميزة أن البلدين يملكان مقومات سياحية كبيرة في تطوير العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة".

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن "أنقرة تعمل على تطوير علاقاتنا في مجال الطاقة في مصر ونحفز الشركات التركية للقيام بالاستثمار في هذا المجال".

وشدد على أهمية العلاقات والتعاون بين تركيا ومصر، مضيفا: "من الآن فصاعدًا، سنعمل على توثيق التعاون بشأن ليبيا"، مشددا على وجوب أن تكون هناك انتخابات نزيهة وحرة وشفافة في هذا البلد.

واستطرد: "في اجتماع اليوم، نعتقد في الواقع أن وجهات نظرنا ليست مختلفة تمامًا، وقد نفكر بشكل مختلف حول بعض الأساليب، ولكن ينبغي لنا العمل على خريطة طريق والتعاون بشكل أوثق، وسنواصل العمل معًا في الفترة المقبلة".

كما ذكر أنه تناول مع نظيره المصري آخر المستجدات على الساحة السورية، مبينا أنه زوّد شكري بمعلومات عن الاجتماع الرباعي المزمع في الأيام المقبلة بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران.

وزاد جاويش أوغلو: "السلام والاستقرار الدائمان في سوريا مهمان لنا جميعا. لهذا يجب اتخاذ خطوات جادة. وسنكون في تعاون وثيق مرة أخرى في هذا الصدد"، مختتما حديثه أن "سلامة المنطقة مهمة بالنسبة إلى تركيا".

وهذه هي الزيارة الثانية لوزير الخارجية المصري خلال شهرين، حيث أنه زار تركيا في نهاية فبراير/شباط، بعد الزلزال المدمر الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا.

وفي 18 مارس/ آذار الماضي، أجرى جاويش أوغلو زيارة إلى القاهرة، بحث خلالها مع شكري سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.

والعلاقات بين مصر وتركيا لم تتحسن إلا مؤخرا، علما بأنها توتّرت بعد وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرئاسة في العام 2013، إثر إطاحته بالرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي كانت أنقرة من أبرز داعميه.

لكن أردوغان أعرب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لدى مغادرته قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، عن استعداده لإعادة بناء العلاقات مع القاهرة "من الصفر".

وكان أردوغان قد التقى السيسي في الدوحة، على هامش افتتاح مونديال قطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

كما جلس كل من السيسي وأردوغان في مقاعد متقاربة على منصة كبار المسؤولين الحاضرين للاحتفال ضمن قادة عرب ودوليين، وتوسطهما فقط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

ولعل هذه المصافحة واللقاء الذي عقد على هامش الاحتفال بوساطة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن بعدها الزلزال الذي ضرب تركيا، والتضامن الإنساني المصري معه، فتح صفحة جديدة في العلاقات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا مصر السيسي أردوغان تحسن علاقات جاويش أوغلو سامح شكري

مصر: متفقون مع تركيا بشأن ليبيا وسنقيم تطوير العلاقات مع إيران

مصر تمنح المواطنين الأتراك تأشيرة دخول في المعابر

دبلوماسي تركي يكشف لـ"الخليج الجديد" عن مساع أمريكية للتدخل بانتخابات 14 مايو

مصادر دبلوماسية تتوقع زيارة السيسي لتركيا عقب عيد الأضحى