لتأمين قاعدة عسكرية.. هل من يد خفية لروسيا في اقتتال السودان؟

الأربعاء 19 أبريل 2023 08:15 ص

في حين ينزلق السودان نحو "حرب أهلية صريحة" بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية يوجد لاعب آخر يتربص بظلال السياسة والتجارة السودانية لسنوات حتى الآن، وهي روسيا التي لطالما اهتمت بتأمين قاعدة عسكرية في ميناء على ساحل البحر الأحمر السوداني، بحسب مايك إيكل في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" (eurasiareview) وترجمه "الخليج الجديد".

إيكل تابع أن الاشتباكات تدور، لليوم الخامس على التوالي الأربعاء، بين جنرالين هما رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق نائب رئيس المجلس قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حمديتي).

وبلغ عدد الضحايا 174 قتيلا و1041 جريحا، وفقا لنقابة أطباء السودان، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن 185 قتيلا، وأفادت تقديرات مستقلة بوجود أكثر من 500 قتيل من المدنيين والعسكريين.

وأبرز نقطة خلاف بين البرهان وحميدتي هي الدمج المقترح لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان اتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعا من الطرفين في السلطة والنفوذ.

وقال إيكل إنه "في الوقت الحالي، لا يوجد دليل علني على أن موسكو تلعب دورا في العنف في الخرطوم أو في أي مكان آخر، وهذا ينطبق أيضا على مجموعة فاجنر الروسية المرتزقة سيئة السمعة المرتبطة بالكرملين ووزارة الدفاع الروسية، والتي ورد أن عناصرها يعملون في مناجم الذهب السودانية".

مناجم الذهب

في 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن توصف من الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات الراهنة.

ولفت إيكل إل أنه "في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، سيطرت قوات حميدتي على مناجم الذهب في منطقة جبل عامر بإقليم دارفور (غرب). والمناجم هي أكبر مصدر لعائدات التصدير في السودان".

وأردف: "في 24 أبريل/ نيسان 2018، سافر مؤسس وزعيم فاجنر يفغيني بريغوزين من موسكو إلى الخرطوم. في السودان كان لفاجنر وجود أقل وضوحا، لكنه كان مصدر قلق متزايد للدول الغربية.. ومن المحتمل أن تكون شركات بريغوزين  قد وصلت إلى مناجم الذهب".

وأضاف أن "مجموعة الأبحاث الروسية مفتوحة المصدر CIT وثقت أدلة على أن فاجنر ساعدت في قمع الاحتجاجات بالخرطوم في أواخر 2018، والتي أدت في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير (1989-2019) بعد بضعة أشهر".

واستطرد: "بعد حوالي أسبوع من الإطاحة بالبشير، توجهت مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين الروس إلى الخرطوم على متن طائرة شركة مسجلة لشركة تابعة لبريغوزين. ولم يتضح ما إذا كان بريغوزين على متنها. وبعدها بوقت قصير، استخدمت الطائرة نفسها لنقل العديد من كبار المسؤولين السودانيين إلى موسكو، وبينهم شقيق حميدتي".

وردا على استفسار بشأن وجود فاجنر في السودان، أجاب بريغوزين  على قناته في "تليجرام": "اليوم، لا يوجد مقاتل واحد من فاجنر في السودان، وهذا هو الوضع منذ أكثر من عامين".

قاعدة عسكرية

السودان يمتلك ساحلا على البحر الأحمر بطول 850 كيلومترا غير مطور إلى حد كبير، باستثناء يمناء بورتسودان، وهو أهم بوابة للتجارة الدولية في البلاد، حيث يمر حوالي 90% من صادرات وواردات البلاد عبر الميناء.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستبني منشأة (قاعدة عسكرية) للسفن البحرية في بورتسودان، بعقد إيجار مدته 25 عاما، بحسب إيكل.

وأضاف إيكل أن الاتفاق، الذي يمنح موسكو ميناء ثانيا خارج روسيا بعد طرطوس على البحر المتوسط في سوريا، أثار غضب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وأوضح أن الاتفاق ينص على أن المنشأة ستحتوي على مساحة عمل تتسع لـ300 فرد وأرصفة لأربع سفن حربية، بما فيها سفن تعمل بالطاقة النووية، وستزود روسيا السودان بالسلاح للمساعدة في الدفاع عن المنشأة.

وتابع أن "الاضطراب السياسي في السودان أدى إلى تعليق الاتفاق حتى 2022، وقبل يوم واحد من بدء روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، سافر حميدتي إلى موسكو برفقة وزراء لإجراء محادثات لم يُكشف عنها، وحين عاد إلى الخرطوم قال لصحفيين إنه يؤيد المضي قدما في الاتفاق (بشأن القاعدة الروسية)".

وأردف إيكل أن "وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سافر في فبراير/ شباط الماضي إلى الخرطوم، وبعدها بوقت قصير قال وزيران سودانيان إن صفقة القاعدة البحرية على وشك الاكتمال".

وشدد على أن "الخبراء يراقبون عن كثب بحثا عن تلميحات إلى أن روسيا قد يكون لها يد خفية في الاضطرابات في السودان أو ما قد تفعله بينما تغرق البلاد في عمق الفوضى".

المصدر | مايك إيكل/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان حرب أهلية الجيش قوات الدعم السريع روسيا فاجنر

واشنطن بوست: اشتباكات السودان تضع روسيا في ورطة حقيقية

رغم النكسات.. روسيا تُصر على تأمين موطئ قدم في البحر الأحمر