السودان.. استمرار المعارك رغم إعلان الطرفين الموافقة على هدنة عيد الفطر

الجمعة 21 أبريل 2023 07:49 م

شهدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم تبادلاً لإطلاق النار، الجمعة أول أيام عيد الفطر، بعدما بدأت قوات من الجيش في الانتشار سيراً على الأقدام للمرة الأولى منذ اندلاع القتال السبت الماضي، مع قوات الدعم السريع التي أعلنت موافقتها على هدنة لمدة 72 ساعة.

وتأتي الاشتباكات رغم تأكيد القوات المسلحة السودانية في بيان، أنها وافقت على هدنة لمدة 3 أيام، تبدأ الجمعة، لتمكين الشعب السوداني من الاحتفال بعيد الفطر.

وأضافت أنها تأمل أن "يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".

وقال شهود لوكالة "رويترز" إن جنوداً وعناصر من الدعم السريع تبادلوا إطلاق النار في مناطق سكنية في شمال المدينة وغربها ووسطها، بما في ذلك خلال صلاة العيد في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، لكن الأوضاع عادت إلى الهدوء خلال الساعات الأخيرة.

في المقابل، أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة، أن 413 شخصا قتلوا وأصيب 3551 في السودان منذ اندلاع القتال العنيف هناك قبل 6 أيام.

وكانت منظمة الصحة أبلغت الخميس، عن مقتل 330 وإصابة قرابة 3200 شخص في أعمال القتال بالسودان.

وقالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي دوري في جنيف: "قتل 413 شخصا وأصيب 3551 بجروح".

من جانبه، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر، الذي شارك في المؤتمر الصحفي إن "9 أطفال على الأقل قتلوا في المعارك، وأصيب أكثر من 50 طفلا" بجروح.

وأضاف: "للأسف نعرف أنه طالما استمرت المعارك سيواصل الأطفال دفع الثمن".

وقال إن الرعاية الأساسية التي كانت تقدم قبل الاشتباكات لنحو خمسين ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد "توقفت"، مشيرا إلى أن "حياة هؤلاء الأطفال مهددة".

وبسبب القتال، أصبح عدد كبير من العائلات عالقة مع كميات قليلة أو معدومة من الماء والطعام والأدوية والكهرباء، وفق وكالة "فرانس برس".

وكان حوالي ربع سكان السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد قبل اندلاع الصراع، في حين أوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من كبرى عمليات المساعدات العالمية التي يقدمها في السودان، السبت، بعد سقوط 3 من موظفيه.

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها لم تتمكن من إيصال المساعدات للمدنيين في السودان بسبب نقص الضمانات الأمنية بسبب القتال والعنف الذي يهز البلاد مؤخرا.

وأضافت رئيسة المنظمة ماريانا سبولياريك في بيان: "يتصل السكان بزملائي في السودان كل يوم لطلب المساعدة للهروب من العنف. تمزقت العائلات ونفد الطعام والماء من الناس بعد أن حوصروا في منازلهم".

وجاء في البيان: "تفاقمت المعاناة بسبب حقيقة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، حيث لم يقدم لنا الطرفان الضمانات الأمنية اللازمة".

وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف على منحها "وصولاً فوريًا وبدون عوائق للمساعدات الإنسانية" و"وقف إطلاق نار ذا مغزى" للسماح للمدنيين بالوصول إلى بر الأمان ولتوصيل المساعدات.

وأضافت سبولياريك بالقول: "متطوعون من جمعية الهلال الأحمر السوداني يقدمون الإسعافات الأولية في العيادات والمستشفيات في الخرطوم ومروي ودارفور، لكنهم بحاجة إلى الإمدادات".

وتابعت مسؤولة الصليب الأحمر: "خلال الأيام القليلة المقبلة، ستجتمع العائلات في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفطر، يجب أن يكون وقت الفرح والاحتفال".

فيما ذكرت نقابة الأطباء أن 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن العمل، بواقع 55 مستشفى من أصل 78.

ولفتت إلى أنه من بين 78 مستشفى أساسي في العاصمة والولايات، يعمل 23 منها بشكل كامل أو جزئي.

وحذرت من أن تلك المستشفيات مهددة بالإغلاق أيضاً، إما بسبب نقص الكوادر الطبية، أو الإمدادات، أو انقطاع المياه والتيار الكهربائي.

وأودى القتال بحياة المئات، وفي ظل عدم التوصل لوقف لإطلاق النار، لا يتسنى للدول الأجنبية بما في ذلك الولايات المتحدة إجلاء مواطنيها من السودان، بحسب وكالة "رويترز".

لكن مصادر دبلوماسية قالت، إن عمليات إجلاء مرتقبة لعدد من الرعايا والدبلوماسيين الأجانب ستتم عبر مطارات عسكرية من السودان.

وتقوض المواجهات الدائرة الجمعة، جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للتوصل لهدنة، وذلك رغم العدد الكبير من الاتصالات التي تلقاها البرهان، الخميس، من وزراء من كل من الولايات المتحدة وقطر والسعودية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغيرهم من القادة وكبار المسؤولين في العالم.

ولم تؤتِ النداءات الدولية إلى وقف القتال ثمارها، تماما كما حصل مع كل الاتصالات الدبلوماسية التي أجريت بطرفي النزاع منذ اندلاعه.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين البرهان وحميدتي.

وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب؛ بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية، وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان اشتباكات السودان الدعم السريع هدنة هدنة عيد الفطر

الجيش السوداني يتهم الدعم السريع باقتحام سجن أم درمان.. وقوات حميدتي تنفي

السودان ثاني أيام العيد.. المعارك تتجدد بالخرطوم رغم الهدنة واتهامات للدعم السريع باقتحام سجن

رغم المخاطر.. سكان الخرطوم يحاولون الفرار مع تبديد الحرب فرحة العيد

ناطق الحرية والتغيير لـ"الخليج الجديد": اتصالات مكثفة لإنهاء حرب السودان خلال أيام