دول غربية تسارع الزمن لإجلاء مواطنيها من السودان

الاثنين 24 أبريل 2023 07:59 ص

تتواصل الجهود الدولية لإخراج الأجانب من السودان الإثنين، وسط استمرار القتال الدائر رحاه بالعاصمة الخرطوم بين الجيش النظامي وقوات "الدعم السريع".

وتسببت الاشتباكات منذ 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.

وتقطعت السبل أيضا بآلاف الأجانب ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة بسبب القتال، وتعمل الدول على إجلاء مواطنيها.

وقالت وزارة الخارجية السويسرية على "تويتر" إن البلاد أغلقت سفارتها في الخرطوم وأجلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمني الحالي هناك.

وأضافت الوزارة: "لقد تحقق ذلك بفضل التعاون مع شركائنا وخاصة فرنسا". ولم تذكر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

وقالت الحكومة الفرنسية إنها تواصل إجلاء الأفراد من السودان، وإن عملية إجلاء أخرى تجري صباح الاثنين.

وأضافت أن عملياتها أسفرت حتى الآن عن إجلاء 388 شخصا.

من جهتها، قالت السويد إنه جرى إجلاء جميع موظفي سفارتها في الخرطوم وعائلاتهم وعدد غير محدد من السويديين الآخرين، إلى جيبوتي.

وذكرت أن طائرات الجيش وأفراده سيواصلون المساعدة في إجلاء الرعايا الأجانب طالما سمح الوضع الأمني بذلك.

يأتي ذلك في وقت قال مصدر عسكري سوداني، إن أول طائرة تابعة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم من السودان، حطت في برلين خلال ساعة مبكرة الإثنين.

ونقلت الطائرة من طراز إيرباص "إيه-321" الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قاعدة الأزرق الأردنية التي يستخدمها الجيش الألماني كمحور لعملية الإجلاء بتجاه برلين.

وقال المصدر إن الجيش الألماني نقل ما مجموعه 313 شخصا من السودان حتى الآن.

كما تمكنت الحكومة البريطانية من نقل الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم في جسر جوي إلى خارج البلاد فيما وصف بعملية "معقدة وسريعة".

وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي، إن الخيارات المتاحة لإجلاء ما تبقى من المواطنين البريطانيين في السودان "محدودة جداً".

كما غادر عدد من المواطنين الهولنديين الخرطوم على متن الطائرة الفرنسية، في وقت تأمل هولندا إخراج المزيد من المواطنين جواً خلال ساعات.

يأتي ذلك في وقت قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن بلاده قررت تعليق عملياتها في السودان مؤقتا وأخرجت دبلوماسييها.

من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن بلاده أجلت مواطنيها وموظفيها الدبلوماسيين من السودان، فضلا عن مواطنين آخرين من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية.

وكتب ألباريس على "تويتر": "أقلعت طائرات سلاح الجو الإسباني لتوها من الخرطوم وعلى متنها مواطنونا وموظفونا الدبلوماسيون.. كما كان على متنها مواطنون آخرون من الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية".

وأضاف: "نكرر الدعوة لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار في السودان".

كما أعلنت إيطاليا بدء عملية إجلاء رعاياها من السودان، ورعايا من سويسرا وأعضاء في سفارة الكرسي الرسولي في السودان.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، في تصريحات نقلتها شبكة "يورونيوز": "قمنا بالتواصل مع 140 إيطاليا يتواجدون في السودان، ونقوم بكل ما هو ممكن لضمان سلامتهم".

وأكد الوزير أن العملية ستجري بالتنسيق مع وزارة الدفاع الإيطالية.

وأضاف: "إجمالا سيهتم جنودنا بنحو 200 شخص، بينهم مواطنون سويسريون وأعضاء السفارة الرسولية" في السودان.

ورفض الوزير الكشف عن عدد الجنود الإيطاليين على الأرض، وفق الشبكة نفسها.

وأعلنت كذلك تركيا بدء إجلاء رعاياها من السودان، لافتة إلى مغادرة نحو 1000 مواطن تركي برا باتجاه إثيوبيا.

وسيتوجه المواطنون الأتراك إلى بلدهم جوا عبر مطار أديس أبابا، وفق وكالة "الأناضول" (رسمية).

وفي سياق متصل، نظمت السفارة اللبنانية لدى السودان قافلة إجلاء لرعاياها الذين وصل عددهم إلى حوالي 60 شخصا، وفق بيان صادر عن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي.

وقال البيان إن قافلة اللبنانيين الذين تم إجلاؤهم من الخرطوم باتوا بأمان خارج العاصمة، حيث سيصلون إلى لبنان "بحرا".

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن إغلاق مؤقت لسفارتها في السودان بعد إجلاء الدبلوماسيين وعوائلهم من البلاد.

وأجلت دول أخرى بنجاح أشخاصاً السبت، فقد تم إجلاء أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من مواطني دول خليجية، بالإضافة إلى مصر وباكستان وكندا، عبر البحر إلى ميناء جدة السعودي.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان، وقعت اشتباكات بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.

وتفجر الاقتتال إثر خلافات بين البرهان وحميدتي بشأن قضايا عدة، أبرزها بشأن دمج مقترح لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان اتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية، بينما يتمسك حميدتي بـ10 سنوات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إجلاء السودان اشتباكات السودان دول غربية

بمساعدة تركيا والإمارات.. أمريكا تنظم قافلتي إجلاء من السودان