اللاجئون السوريون في السودان.. 90 ألفا يبحثون عن مأوى جديد

الاثنين 24 أبريل 2023 04:57 م

بينما تسابق العديد من الدول الزمن لإجلاء رعاياها من السودان، يعيش نحو 90 ألف سوري لاجئ في البلد الأفريقي حالة من التيه، فكثير منهم لا يعرف أين يذهب، وآخرون ينتظرون تحرك السفارة السورية.

وبعد مرور أكثر من أسبوع على القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، تشير المؤشرات إلى أن البلاد تتجه إلى حالة متصاعدة من المعارك؛ ما دفع دولا عربية وغربية للبدء بعمليات الإجلاء، فيما اتجهت أخرى لإغلاق سفاراتها بالكامل حتى إشعار آخر.

وفي حين تتركز الأنظار حاليا على نحو أكبر تجاه عمليات الإجلاء، وتفاصيلها المتسارعة، يترقب السوريون، وهم أكبر الجاليات في السودان، مصيرا مجهولا، في ظل غياب أي إعلان رسمي من السلطات السورية لبحث مصيرهم، وما إذا كانت هناك إمكانية أو استعدادات لعملية إجلائهم في الأيام المقبلة.

ويشوب وضع اللاجئين السوريين الكثير من العقبات والحواجز، ترتبط بالطريقة التي وصلوا إليها إلى السودان في السنوات الماضية، والأسباب التي دفعتهم إلى ذلك، حسبما أورد موقع قناة الحرة.

فالكثير من الشبان مطلوبين أمنيا لسلطات النظام السوري، وآخرون ممن تخلفوا عن الخدمة العسكرية، وفي حال أعلنت سفارة النظام في الخرطوم استعدادها لعملية الإجلاء، لن يسلك الكثير منهم هذا الطريق، رغم أن الطرق الأخرى في معظمها "مغلقة".

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، لا تعرف الظروف التي يعشها آلاف السوريين، وإن كان من بينهم ضحايا أو مصابون، غير أن تقرير لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أشار، الإثنين، إلى أن "المصير المجهول يلاحق السوريين وسط تقاعس النظام عن التدخل لنقلهم".

وجاء في التقرير: "النظام السوري قتل شعبه داخل وطنهم فكيف يحميهم خارج أسوارها"، ونقل المرصد نداء استغاثة من لاجئين، نتيجة تعرضهم للخطر؛ بسبب القصف وعمليات السلب والنهب.

كما نقل التقرير مطالب بإنقاذ العائلات السورية في العاصمة السودانية الخرطوم، والتدخل السريع لحماية السوريين وإجلائهم، ولاسيما بأن "الكثير منهم مطلوبين للنظام، ولا يستطيعون العودة إلى بلادهم، وقلة قليلة من الدول التي قد تستقبلهم لمجرد أنهم سوريون".

وينتشر غالبية السوريين المسجلين، وغير المسجلين، لدى مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة الخرطوم، ويعيشون بظروف صعبة، في ظل صعوبة التنقل للوصول إلى منطقة آمنة، وإغلاق المجال الجوي في مطار الخرطوم الدولي.

وتسببت الاشتباكات المستمرة في السودان، حتى الآن، بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.

غير أن التقديرات ترجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أعلى بكثير، مع عدم تمكن الأطباء والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين.

وكان للسوريين نصيب من حوادث القتل، سواء عبر العصابات أو بعد تعرضهم للقذائف والرصاص الطائش، ومع غياب إحصائية رسمية عن عددهم، نقلت مواقع محلية سورية عن مصادر من "أبناء الجالية السورية" قولها إن عدد الضحايا ارتفع إلى 11 شخصا.

وتحدث موقع "أثر" المحلي، ومقره دمشق، عن "مباحثات دبلوماسية بين السفارة السورية في الخرطوم ووزارة الخارجية والمغتربين، بهدف البحث في أوضاع أبناء الجالية السورية".

ولسنوات طويلة، كان السودان وجهة الكثير من السوريين، سواء الذين قرروا الفرار من داخل البلاد، أو من دول مجاورة ارتفعت فيها أصداء العنصرية اتجاههم، لكن وبعد سلسلة القرارات التي أصدرتها الحكومة السودانية تغيّر الحال رأسا على عقب.

ومنذ تلك الفترة، غادرت الكثير من العائلات البلاد باتجاه أوروبا، أو إلى مصر وليبيا، بينما فضلت عائلات ميسورة البقاء، كونها اعتبرت السودان البلد الآمن والملاذ الأخير لها، في ظل صعوبة الحصول على تأشيرة إلى بلدان أخرى.

لكن في الوقت الحالي، ومع اشتداد القتال داخل الأحياء والمناطق السكنية، بات من بقي من العائلات مضطرا لخوض رحلة جديدة من الغربة، تبدو معقدة على نحو كبير قياسا بالفترات السابقة من اللجوء والهجرة.

السورية، هبة المهيد، إحدى الطبيبات السوريات اللاتي قصدن السودان خلال السنوات الماضية، تصف كيف وصل حالها مع اشتداد المعارك، حيث تقيم وسط الخرطوم، قائلة إنها تنتظر مع عائلتها "رحمة رب العالمين".

وتضيف: "شبكة الإنترنت اليوم باتت منقطعة بنسبة 90% ولا يوجد رصيد لكي نشحن. الوضع الأمني سيء جدا".

وتتابع، بينما كانت تصل رسائلها عبر تطبيق "واتساب" بصورة متقطعة: "في أي لحظة قد تدخل العصابات المنزل وتقتل وتنهب. لا مياه ولا مواد غذائية"، و"لا يوجد أي إنسان في شوارع الخرطوم في الوقت الحالي".

وتشير هبة إلى أنها، وسوريين آخرين، ناشدوا سفارات عدة في الخرطوم من أجل تنسيق عملية النقل إلى بورسودان أو ولاية الجزيرة، إلا أنهم "لم يتلقوا أي رد حتى الآن".

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

السودان السوريين الخرطوم السفارة السورية