على خطى السيسي وحفتر والأسد.. حميدتي يغازل الغرب بـ"محاربة الإسلاميين المتطرفين"

الثلاثاء 25 أبريل 2023 12:02 م

على خطى كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ورئيس النظام السوري بشار الأسد، يحاول قائد قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) مغازلة الغرب بزعم أنه يحارب "الإسلاميين المتطرفين"، بحسب أحمد قطناش في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني ترجمه "الخليج الجديد".

مسعى حمديتي، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، جاء على خلفية اشتباكات اندلعت في 15 أبريل/ نيسان الجاري بين "الدعم السريع" والجيش السوداني، بقيادة رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان.

وأضاف قطناش، أحد مؤسسي مؤسسة كاواكيبي لتعزيز القيم الليبرالية في العالمين العربي والإسلامي، أن "حميدتي أطلق سلسلة تغريدات باللغة الإنجليزية وصف فيها البرهان بـ"الإسلامي المتطرف.. وقال إن قواته (حميدتي) "تقاتل الإسلاميين المتطرفين الذين يأملون في إبقاء السودان معزولا في الظلام وبعيدا عن الديمقراطية".

وشدد قطناش على أن هذا "اتهام غريب لقائد ميليشيا متهم بارتكاب جرائم حرب". وأُسست قوات "الدعم السريع" عام 2013 لمساندة الجيش في قتاله ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير القانونية على الحدود وحفظ أمن البلاد.

وأردف: "من غير المعروف أن حميدتي يتحدث الإنجليزية بطلاقة أو مستخدم نشط لتويتر، لكنه يعرف كيفية الاستفادة من وكالات العلاقات العامة الغربية وجماعات الضغط".

وزاد بأنه "بعد أسابيع من مذبحة الخرطوم عام 2019، وقَّع بنفسه صفقة بقيمة 6 ملايين دولار مع شركة ضغط كندية أسسها عميل الاستخبارات الإسرائيلية السابق آري بن ميناشي، وفي يناير (كانون الثاني) 2022، وقَّعت الحكومة اتفاقية أخرى مع شركة ضغط أمريكية".

وتنفي "الدعم السريع" صحة اتهامات بمشاركتها في فض اعتصام لمحتجين بمحيط مقر القيادة العامة للجيش وسط العاصمة الخرطوم في 3 يونيو/حزيران 2019 للمطالبة بنقل السلطة إلى المدنيين، مما خلف عشرات القتلى.

واستطرد قطناش: "يبدو أن المستشارين الذين يعتمد عليهم حميدتي حاليا قاموا بواجبهم، خاصة وأن مفهوم الإسلاموية أو الحركات السياسية استُخدم لحشد وتوجيه العمل الغربي (ولاسيما الولايات المتحدة) في المنطقة خلال السنوات الأخيرة".

ولفت إلى أنه في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 انقلب البرهان وحميدتي معا على الحكومة المدنية الانتقالية، التي خلفت "الدكتاتور" عمر البشير (1989-2019)، الذي أطاح به قادة الجيش تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة له.

وبين حميدتي والبرهان خلافات أبرزها حول مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى عودة الحكم المدني في البلاد، بعد الإطاحة بالشركاء المدنيين من حكم المرحلة الانتقالية.

مصر وليبيا وسوريا

ومقارنًا بين مزاعم مكافحة التطرف والإرهاب في السودان ومزاعم مماثلة في دول عربية أخرى، قال قنطاش إنه "بعد الانقلاب العسكري عام 2013 (بقياة عبد الفتاح السيسي)، الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطيا في التاريخ المصري (الرئيس محمد مرسي)، تم تزيين القنوات التلفزيونية في مصر بلافتة تقول "مصر تحارب الإرهاب".

وتابع أن "السلطات العسكرية الجديدة في مصر قامت بتطهير مؤسسات الدولة من المتعاطفين مع الإسلاميين والمعارضين من أي نوع، وسحقت المجتمع المدني".

وأردف: "في ليبيا (الجارة الغربية لمصر)، نفذ اللواء المتقاعد المارق خليفة حفتر عدة انقلابات فاشلة، وأعاد تسميتها بأنها "حروب على الإرهاب".

واستطرد: "كما استخدم بشار الأسد (رئيس النظام) السوري، المحرض على أكثر حملات القمع وحشية هذا القرن، الإسلاميين والإرهابيين كمبرر لعنفه الجماعي منذ عام 2011". وفي مارس/ آذار من ذلك العام اندلعت في سوريا احتجاجات شعبية مناهضة للأسد طالبت بتداول سلمي للسلطة.

نتائج عكسية

قطناش قال إن الحكام المستبدين يطلقون نداءات عن التسامح والليبرالية، ويستهدفون جمهورا أجنبيا ساذجا للغاية أو غير مكترث لإدراك أن تلك الحكومات غالبا ما تعتمد على سجن المعارضين وقمع الأقليات والحد بشكل كبير من حرية التعبير.

واستدرك: هذا لا يعني إنكار أن العديد من الحركات والأحزاب الإسلامية أظهرت اتجاهات شعبوية أو استبدادية قوية، وعامة يجب الحكم على الحكومات من خلال سجلها العملي في حقوق الإنسان والحريات المدنية، بغض النظر عن خطابها.

وحذر قطناش الغرب من أن "الاعتماد على الحكام المستبدين لمحاربة التطرف ليس محكوما عليه بالفشل فحسب، بل يؤدي إلى نتائج عكسية بشكل خطير".

المصدر | أحمد قطناش/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان حميدتي التطرف الإسلاميون حفتر الأسد

السودان.. الدعم السريع تزيل كلمة "قدس" من شعارها تزامنا مع مغازلة لإسرائيل

عمر البشير وقيادات في نظامه خارج سجن كوبر.. ماذا يعني؟

تحذير سوداني: انتصار حميدتي ينذر بتكرار "سيناريو الصومال"