بحراسة مسيرات مسلحة.. أمريكا تنفذ أول إجلاء لرعاياها من السودان

الأحد 30 أبريل 2023 06:26 ص

وصل مئات الأمريكيين الفارين من القتال الدامي في السودان على مدى أسبوعين إلى ميناء بالدولة الواقعة شرقي أفريقيا، السبت، في أول عملية إجلاء تديرها الولايات المتحدة، استكمالا لرحلة برية خطيرة تمت تحت حراسة طائرات مسيرة مسلحة.

وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة "أسوشييتد برس"، إنّ الطائرات الأمريكية المسيرة، التي ظلت تراقب طرق الإجلاء البرية لعدة أيام، وفّرت مراقبة مسلحة لقافلة حافلات تقل ما بين 200 و300 أمريكي لمسافة تصل إلى 800 كيلومتر إلى بورتسودان، المكان الآمن نسبياً.

وتعرضت السلطات الأمريكية، التي لم يكن لديها مسؤولوها على الأرض للإشراف على عملية الإجلاء، لانتقادات عائلات الأمريكيين المحاصرين في السودان بسبب استبعادها في البداية أي إجلاء تديره الولايات المتحدة لنحو 16 ألف أمريكي في السودان يرغبون في المغادرة.

وتوجهت قوات العمليات الخاصة الأمريكية لفترة وجيزة إلى العاصمة الخرطوم في 22 أبريل/نيسان لنقل الموظفين الأمريكيين بالسفارة، وغيرهم من موظفي الحكومة الأمريكية جواً.

وأجلت أكثر من 12 دولة أخرى رعاياها، باستخدام مزيج من الطائرات العسكرية والسفن البحرية والأفراد على الأرض.

وتمكنت مجموعة واسعة النطاق من الوسطاء الدوليين، بينهم دول أفريقية وعربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة، من تحقيق سلسلة من الهدن المؤقتة الهشة، والتي فشلت في وقف الاشتباكات، ولكنها خلقت ما يكفي من الهدوء لعشرات آلاف السودانيين ليفروا إلى مناطق أكثر أمناً، ولدول أجنبية لإجلاء الآلاف من رعاياها براً وجواً وبحراً.

ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل/نيسان، أوصت الولايات المتحدة رعاياها بأنهم بحاجة إلى إيجاد طريقهم للخروج من البلاد، على الرغم من أنّ المسؤولين الأمريكيين حاولوا ربط الرعايا بجهود الإجلاء التي تبذلها دول أخرى.

وقال مسؤولون إنّ ذلك النهج تغير مع استغلال المسؤولين الأمريكيين فترة الهدوء النسبي في القتال، ونظموا من بعيد قافلتهم الخاصة للأمريكيين.

وبدون رحلات الإجلاء بالقرب من العاصمة الخرطوم التي قدمتها دول أخرى لرعاياها، ترك العديد من الرعايا الأمريكيين للقيام برحلة برية خطيرة من الخرطوم إلى ميناء بورتسودان الرئيسي الواقع على البحر الأحمر في البلاد.

ووصفت إحدى العائلات السودانية الأمريكية الرحلة، وقالت إنها مرت عبر العديد من نقاط التفتيش التي يحرسها رجال مسلحون، والجثث الملقاة في الطرقات، ومركبات العائلات الفارة الأخرى التي قتل أفرادها على طول الطريق.

وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إنّ القافلة كانت تقل رعايا أمريكيين وسودانيين يعملون لدى الولايات المتحدة ورعايا دول حليفة.

وأضاف: "نكرر تحذيرنا للأمريكيين بعدم السفر إلى السودان".

ومن بورتسودان، وبعيداً عن القتال، يمكن للأمريكيين في القافلة البحث عن مواقع على متن السفن التي تعبر البحر الأحمر إلى مدينة جدة الساحلية السعودية.

ويعمل المسؤولون الأمريكيون أيضاً مع السعودية لمعرفة ما إذا كانت إحدى السفن البحرية التابعة للمملكة يمكنها نقل عدد أكبر من الأمريكيين إلى جدة.

وفي السياق، قال مسؤولون إنّ المسؤولين في القنصلية الأمريكية سينتظرون الأمريكيين بمجرد وصولهم إلى الرصيف في جدة، لكن لا يوجد موظفون أمريكيون في بورتسودان.

وتأكد مقتل أمريكيين اثنين في القتال الذي اندلع بالسودان في 15 أبريل/نيسان، أحدهما كان مدنياً، قال مسؤولون إنه قضى في تبادل لإطلاق النار، والآخر طبيب من أيوا سيتي بولاية أيوا تعرض للطعن حتى الموت أمام منزله وأسرته في الخرطوم، في أعمال العنف الفوضوية التي صاحبت القتال.

وإجمالاً، أدى القتال في الدولة الواقعة شرقي أفريقيا إلى مقتل أكثر من 500 شخص.

ونقلت الولايات المتحدة جميع دبلوماسييها وأفرادها العسكريين جواً، وأغلقت سفارتها في 22 أبريل/نيسان.

وتركت وراءها عدة آلاف من الأمريكيين الذين ما يزالون في السودان، وكثير منهم يحملون جنسيات مزدوجة.

وسبق أن حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من عدم وجود خطط للانضمام إلى دول أخرى في تنظيم إجلاء الرعايا الأمريكيين العاديين الذين يريدون الخروج، ووصفتها بأنها عملية خطيرة للغاية.

ولم يكن هناك أفراد معروفون من الحكومة الأمريكية على الأرض في السودان لمساعدة القافلة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان أمريكا عملية إجلاء طائرات مسيرة بورتسودان ميناء جدة

دعته لوقف التصعيد.. السعودية تستقبل مبعوث قائد الجيش السوداني

امتنان وحسرة على متن سفينة إجلاء سعودية من السودان

تحليل: روسيا تريد استمرار الحكم الاستبدادي في السودان لهذه الأسباب