فوائد بالجملة.. هذه آثار الاتفاق السعودي الإيراني على استقرار باكستان

الثلاثاء 2 مايو 2023 08:05 م

يرى نادر علي بمقاله المنشور في "مودرن ديبلوماسي"، والذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه بالرغم من سنوات العداء، أعربت السعودية وإيران عن استعدادهما للمشاركة في محادثات وإيجاد أرضية مشتركة. وأنه قد يكون لهذا التطور آثار إيجابية على باكستان، وهي لاعب رئيسي في المنطقة، وتمكنت تاريخياً من الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الرياض وطهران.

وفي هذا السياق، يشير المقال إلى أن وزير خارجية باكستان بيلاوال بوتو زرداري، أجرى يوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ونقل تهانيه الحارة للتطبيع الجدير بالثناء للعلاقات بين المملكة وإيران، على النحو الذي تم تبنيه في "البيان الثلاثي المشترك" مع الصين، مشيدا "بالقيادة الحكيمة للمملكة في هذا التطور الإيجابي".

كما أجرى وزير الخارجية اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان، وأشاد باستئناف العلاقات الدبلوماسية، وهو ما يمثل شهادة على "حكمة وبصيرة قيادة البلدين". كما أشادت باكستان بالدور الفعال الذي لعبته الصين في تسهيل هذه العملية.

ويعتقد الكاتب أن التقارب المعقول بين السعودية وإيران له تداعيات كبيرة على سياسة باكستان الخارجية. إذا نجحت القوتان الإقليميتان في التوفيق بين العداء الطويل الأمد بينهما، فمن المحتمل أن تقيم إسلام آباد علاقات أوثق مع كلتا الدولتين، تقوم على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المشتركة.

فوائد اقتصادية

وبشكل مفصل، يرى الكاتب أن توثيق العلاقات مع المملكة يمكن أن يولد استثمارات مطلوبة بشدة وتعاونًا اقتصاديًا ثنائيًا، في حين أن العلاقات المحسنة مع إيران يمكن أن تمنح باكستان إمكانية الوصول إلى آسيا الوسطى، وبالتالي تعزيز أمن الطاقة لديها.

ويضيف أن تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة على باكستان؛ نظرًا لأنهما تمثلان 2 من الشركاء التجاريين الرئيسيين لها، وإقامة علاقات اقتصادية أوثق يمكن أن تفتح آفاقًا تجارية جديدة للبلاد.

كما أن ذوبان الجليد في العلاقات بين هاتين القوتين الإقليميتين من شأنه أن يسهل استقرار أسعار النفط الخام، الأمر الذي سيفيد بشكل كبير قطاع الطاقة في باكستان.

وفي الوقت نفسه، نظرًا لمشاركة باكستان والهند في مشاريع البنية التحتية المهمة في إيران، فإن العلاقات المحسنة بين طهران والرياض يمكن أن تفيد النمو الاقتصادي في المنطقة.

تتمثل إحدى هذه المبادرات في تطوير ميناء "تشابهار" في جنوب شرق إيران، والذي التزمت الهند بالفعل بمساعدتها كجزء من ممر اتصال أكبر يهدف إلى الوصول إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.

ويشير المقال إلى أنه بالمثل، هناك مشروع مهم آخر قد يكون قادرًا على تزويد باكستان بأمن الطاقة الذي تحتاجه بشدة، وهو استكمال خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان، والذي تم بناؤه جزئيًا فقط.

ويرى الكاتب أنه بالرغم من وجود العديد من العقبات في طريق استكمال هذا المشروع في الماضي، مثل العقوبات ضد إيران والقضايا الأمنية في مقاطعة بلوشستان الباكستانية، إلا أن دفء العلاقات بين إيران والسعودية قد يجعل الأمور أسهل.

ويعتقد الكاتب أنه إذا لم يتم حل النزاعات طويلة الأمد بين البلدين، فقد يكون أمن واستقرار باكستان في خطر، حيث عانت باكستان بشكل كبير نتيجة الحرب المستمرة بالوكالة بين السعودية وإيران في اليمن.

ويختتم المقال بأن أي تكثيف للقتال بين البلدين يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على باكستان من خلال تصعيد التوترات الطائفية وتأجيج نيران التطرف والعنف.

المصدر | نادر علي/ مودرن ديبلوماسي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

باكستان إيران السعودية الصين الطاقة

ديون خارجية ثقيلة ووضع سياسي مضطرب.. معاناة باكستان تزيد المخاطر للإمارات والسعودية

منافع جمة.. كيف أنعشت المصالحة السعودية الإيرانية باكستان؟

استكشاف ديناميكيات العلاقات الباكستانية الإيرانية