وفدان للجيش السوداني والدعم السريع يغادران إلى السعودية لإجراء مفاوضات

الجمعة 5 مايو 2023 08:55 م

غادر وفدان يمثلان الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، إلى مدينة جدة السعودية، لإجراء أولى المفاوضات بين الطرفين المتصارعين منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.

أعلن الجيش السوداني الجمعة، إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها في إطار المبادرة السعودية الأمريكية.

وقال الجيش في منشور على "فيسبوك": "في إطار المبادرة السعودية الأمريكية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى مدينة جدة مساء اليوم وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها".

وأضاف أن ذلك يتم "بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية لمواطنينا في ظل الأوضاع الراهنة".

في وقت قالت وسائل إعلام سعودية، إنّ وفدا آخر من وقوات "الدعم السريع" في طريقها إلى جدة لإجراء مفاوضات.

ووفق مصادر سعودية، فإن وفد الجيش السوداني يمثله 3 ضباط وسفير، بينما يتكون وفد "الدعم السريع" من 3 ضباط.

بينما نقلت قناة "العربية" عن دفع الله الحاج مبعوث قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قوله، إن "طرفي الصراع سيبحثان في جدة مدة الهدنة في السودان، والممرات الآمنة".

ولم يصدر أي تعليق بعد عن قوات "الدعم السريع" حول ما وفده إلى جدة.

ولليوم الـ21 على التوالي، تواصلت الضربات الجوية والتفجيرات في عدد من أحياء الخرطوم لاسيما في محيط المطار على الرغم من وعود بهدنة.

ومنذ 15 أبريل/نيسان، أسفر القتال بين الجيش بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه "إيه سي إل إي دي".

ومن بين القتلى أطفال "بأعداد كبيرة"، حسب الأمم المتّحدة، في بلد يقلّ فيه عمر 49% من السكّان عن 18 عاماً.

وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة، إلى تقارير تفيد بسقوط 7 أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.

وأضافت المنظمّة الأممية أنّها تلّقت تقارير من شريك موثوق به، لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد، تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال الأيام الأحد عشر الاولى فقط من القتال.

والخميس، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ "المأساة… يجب أن تنتهي"، ملوّحاً بفرض عقوبات على "الأفراد الذين يهدّدون السلام"، من دون أن يسمّي أحداً.

والسودان الدولة التي يبلغ عدد سكّانها 45 مليون نسمة، خرج في العام 2020 من عقدين من العقوبات الأمريكية التي فُرضت على الدكتاتورية العسكرية الإسلامية للجنرال عمر البشير الذي أطاح به الجيش تحت ضغط الشارع في العام 2019، بعد بقائه ثلاثين عاماً في السلطة.

وفي 2021، أطاح البرهان وحميدتي معاً في انقلاب شركاءهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ سقوط البشير.

لكن سرعان ما ظهرت خلافات بين الجنرالين وتصاعدت حدّتها، ومن أبرز أسبابها شروط دمج قوات "الدعم السريع" في الجيش.

ومنذ ذلك الحين، لا يبدو أنّ شيئاً قادر على التوفيق بين الرجلين اللذين يتبادلان الاتهامات بشأن انتهاك الهدنات المتتالية.

وخلافا للجيش السوداني، لم تؤكد قوات الدعم السريع ما أعلنه جنوب السودان الأربعاء من أنّها والجيش وافقا على وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام يستمر حتى 11 الجاري.

وأعلنت قوات "الدعم السريع" الجمعة، أنّها وافقت على هدنة لمدة 3 أيام فقط، تمت مناقشتها في إطار وساطة أمريكية سعودية.

بينما توقعت رئيسة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز معارك "طويلة الأمد"، لأنّ “الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتصار عسكرياً، وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأسفر القتال عن إصابة أكثر من 5 آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح، وفقاً للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ واحدة من أفقر دول العالم.

وأوضحت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 56 ألف شخص عبروا في 3 مايو/أيار إلى مصر، مضيفة أنّ "أكثر من 12 ألف شخص عبروا إلى إثيوبيا و30 ألف شخص إلى تشاد.

وفي دارفور غرباً على الحدود مع تشاد، تمّ تسليح مدنيين للمشاركة في الاشتباكات بين الجنود وقوات الدعم السريع ومقاتلين قبليين ومتمرّدين، وفقاً للأمم المتحدة.

في هذا الإقليم الذي شهد حرباً دامية بدأت العام 2003 بين نظام البشير ومتمرّدين ينتمون الى أقليّات إتنية، لفت المجلس النروجي للاجئين الى سقوط 191 قتيلاً على الأقلّ واحتراق عشرات المنازل ونزوح الآلاف، فضلاً عن تعرّض مكاتبه للنهب.

ووصل 30 طنّاً إضافية من المساعدات الجمعة إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً في منأى عن أعمال العنف.

وتسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن ايصال هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.

وفي وقت تتكثف المبادرات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيجاد) بسبب الحاجة إلى "حلول أفريقية لمشاكل القارّة"، مرحّباً في الوقت ذاته بالوساطات الأمريكية والسعودية.

وكان مبعوث البرهان موجوداً في أديس أبابا الخميس، كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين.

وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان، بحسبما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي رفيع المستوى.

وتعهّد معسكر البرهان تسمية موفد يمثّله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية "رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي".

من ناحية أخرى، أعلنت قوات الدعم السريع أنّها تتواصل مع قائمة طويلة من البلدان والمنظمات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البرهان حميدتي وساطة مفاوضات السعودية جدة الجيش السوداني الدعم السريع

الجيش السوداني يعلن احتلال الدعم السريع للملحقية العسكرية السعودية بالخرطوم

بلينكن يهاتف بن فرحان.. وبيان أمريكي سعودي يرحب ببدء محادثات السودان

بدء مباحثات أولية بين ممثلي البرهان وحميدتي في جدة

قتال في الخرطوم ووسطاء يسعون لإنهاء الصراع في السودان