موقع: الأسد سيطالب بثمن باهظ مقابل عودة اللاجئين السوريين وسيحرج العرب مع واشنطن

الأحد 7 مايو 2023 10:34 ص

سيطالب رئيس النظام السوري بشار الأسد بثمن باهظ مقابل موافقته على عودة اللاجئين، مستغلا التدافع العربي لإعادة العلاقات مع دمشق، ومن المنتظر أن تصل هذه الأثمان إلى المطالبة برفع العقوبات الأمريكية عنه، ما سيضع العرب في موقف حرج مع واشنطن والمجتمع الدولي.

ما سبق كان خلاصة تقرير نشره موقع "المونيتور"، تعليقا على مساعي الجامعة العربية لإعادة مقعد سوريا إلى الأسد، وهو المسعى الذي تم، الأحد، في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، في القاهرة.

واعتبر التقرير أن التصويت على عودة دمشق للجامعة العربية سيكون تحديا لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي كانت تصر على رفض التطبي العربي مع الأسد.

وكانت الجامعة قد علقت عضوية سوريا في عام 2011 ردا على قمع الحكومة الوحشي للمظاهرات الجماهيرية ضد حكم الأسد.

ويقول التقرير إن تطبيع العلاقات مع سوريا اكتسب زخماً في السنوات الأخيرة، وليس هناك من يقلل من محنة الشعب السوري، حيث يعش 90% منه تحت خط الفقر، وفاقمت العقوبات الأمريكية والغربية من بؤسهم الاقتصادي.

وانتهزت الدول العربية الانجراف في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا للضغط من أجل مسار جديد متجذر في حقيقة بقاء الأسد في السلطة ولمنع الانهيار الاقتصادي في سوريا.

وقد أطلع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي القادة الأمريكيين والغربيين على الخطة، التي قال إنها ستتبع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (2015) ، القرار الذي طال أمده (إذا كان عفا عليه الزمن) الذي يحدد الانتقال السياسي في سوريا.

وتبشر المبادرة الدبلوماسية العربية بفصل جديد في دور سوريا الإقليمي، فالأسد، الذي لا يزال ضعيفًا، لديه أوراق يلعبها أكثر من أي وقت مضى.

على سبيل المثال، لا يريد العرب التنازل عن سوريا لإيران، لكن النفوذ الإيراني راسخ، وقد زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دمشق الأسبوع الماضي، وكانت زيارته بمثابة جولة انتصار، ورسالة مفادها أن إيران وما يسمى بمحور المقاومة حققوا انتصارًا كبيرًا وهي الآن جاهزة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، كما يقول التقرير.

ويؤكد "المونيتور" أن الأسد يأخذ عروضاً في حرب المزايدة لإعادة إعمار سوريا، كما أنه يحمل أوراقًا في قضيتين ذات أهمية ملحّة للمنطقة: محنة 5.5 مليون لاجئ يعيشون في البلدان المجاورة، وإمبراطورية الكبتاجون التي تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات، والتي أصبحت كارثة في جميع أنحاء المنطقة.

وتريد جميع الدول المضيفة للاجئين السوريين، وكذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة، عودة اللاجئين إلى سوريا، في ظل الظروف المناسبة.

والسؤال يدور هنا حول شروط مقبولة للأسد والمجتمع الدولي واللاجئين، حيثث قد يعتبر النظام السوري بعضهم أعداء للدولة لمشاركة جزء منهم، أو من جانب أفراد عائلاتهم، في الانتفاضة السورية أو ارتباطهم بجماعات المعارضة.

وبالنسبة للأسد، فإن أي نداء بشأن اللاجئين سيأتي بثمن باهظ، وسيتحول إلى عروض مساعدة إعادة الإعمار من العواصم العربية.

ويقول الموقع إن الأسد لا يحتاج إلى العودة إلى جامعة الدول العربية لإبرام اتفاقيات إعادة الإعمار التي يتصورها.

ومع ذلك، سيحصل على الفوز الرمزي أثناء موازنة عروضه، وقد يشمل سؤاله أيضًا في مرحلة ما الرفع التدريجي للعقوبات الأمريكية والغربية، ما يضع شركاءه العرب الجدد في موقف محرج محتمل مع واشنطن، وإلا فإن الدول العربية التي ترغب في القيام بأعمال إعادة الإعمار في سوريا سوف تحتاج إلى الالتفاف حول العقوبات.

هناك أيضًا مسألة تجارة الكبتاجون، التي يقع مقرها الآن في دمشق، حيث جنى الأسد عشرات المليارات من الدولارات في تجارة المخدرات على مدى العقد الماضي، وقد انتشرت المادة بشدة بين الفقراء والساخطين في المنطقة، وفاقمت من مصاعب جائحة "كوفيد-19".

إن قيام الأسد بقمع شريان الحياة المالي المربح هذا، نظرًا للعقوبات العديدة المفروضة على بلاده، سيتطلب حافزا أعلى بكثير من مجرد كونه جارا جيدا في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بشار الاسد النظام السوري الجامعة العربية اللاجئين

وزراء الخارجية العرب يوافقون على عودة سوريا للجامعة العربية

الجامعة العربية وسوريا في 12 عاما.. من التجميد إلى التطبيع (تسلسل زمني)

صحيفة عبرية: عودة سوريا إلى الجامعة العربية تعزز التهديد الإيراني لإسرائيل

انقسام عربي حول قرار عودة سوريا.. وناشطون: جرائم الأسد مستمرة

أردوغان: نعد خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم

انقسام اجتماعي ودمار اقتصادي وارتهان سياسي.. الثمن الباهظ لانتصار الأسد

دعوة تركية للمجتمع الدولي للتعاون من أجل عودة السوريين

الأسد لا يتراجع والتطبيع لن يتقدم.. هذا ما تعتقده المعارضة السورية