اعتبر أكاديمي سعودي، أن وقف الحرب في السودان ليس بالأمر الهين في الوقت الراهن، لافتا إلى أن الأمر يستدعي أكثر من حوار بين الأطراف المتنازعة.
وقال المحلل السياسي والمستشار في مركز البحوث والتواصل المعرفي علي خشيبان لموقع "إرم نيوز": إنه من الطبيعي ألا تكون هناك مناقشة لوقف الحرب بسبب ما وصفه "طبيعة الخلافات العميقة بين المتنازعين"، وهي مرتبطة بتفرعات كبيرة في الداخل السوداني، وفق تعبيره.
ورغم ذلك، إلا أن المحلل السياسي أكد أهمية مراعاة مسألة عامل الوقت في هذا الصراع الذي فاقم من معاناة الشعب السوداني.
وأضاف خشيبان أن "الوقت لا يزال مبكرا لمناقشة التسوية السياسية نظرا للوضع المحتدم ولطبيعة الخلاف التراكمي بين الفريقين، الذي سيكون من الصعب بمكان تهدئته في هذه المرحلة".
وتابع: "الوقت كفيل بحل مشاكل السودان والقضية لا تتعلق بملف واحد فقط، بل ملفات متعددة وشائكة، والأمر سيتطلب أكثر من لقاء وأكثر من حوار بين المتقاتلين".
وأوضح خشيبان أن المفاوضات الحالية تهدف إلى تخفيف حدة الصراع بين المتقاتلين وفتح الطرق للعمليات الإنسانية وإجلاء العالقين، مشيرا إلى أن السعودية من الدول القادرة على إدارة هذا الخلاف عبر الحوار القائم حاليا.
وانطلقت السبت محادثات في مدينة جدة السعودية بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بغية التوصل إلى "وقف فعّال لإطلاق النار"، فيما أعلنت الرياض الأحد أن تلك المفاوضات "ستستمر أيامّا".
والاثنين نقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي سعودي - لم تسمه قوله إن المفاوضات في جدة "لم تحرز تقدما كبيرا"، ما يضعف الآمال في التوصل لوقف سريع للاقتتال.
وأضاف المسؤول أنّ "وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة" لافتا إلى أن "كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".
وأكد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في تصريحات صحفية الإثنين، أنه لن تكون هناك هدنة قبل انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، تشهد ولايات بالسودان بينها الخرطوم (وسط) اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلفت مئات قتلى وآلاف الجرحى وأوضاعا إنسانية صعبة.