وطن بلا مخدرات.. الحملة السعودية الأكبر ضد مخدر الشبو

الأحد 14 مايو 2023 12:04 م

حملة واسعة تشهدها السعودية منذ أيام لمكافحة مهربي ومروجي المخدرات في المملكة، بالتزامن مع ازدياد حالات مصادرة مواد مخدرة تم اكتشافها عند المعابر الحدودية أو خلال تنفيذ عمليات مداهمة أمنية.

وتركز الحملة على التصدي لما يسمى بمخدر "الشبو" أو "الكريستال" أو "الكبتاجون"، إذ يعتبر من أخطر أنواع المخدرات، حيث بات يعد الأشد خطورة، ويتميز بعدم وجود رائحة تكشف متعاطيه، كما أن معدل الإدمان عليه يعتبر الأسرع مقارنة بالمواد الأخرى، إذ يمكن أن تتم عملية الإدمان من محاولات التجربة الأولى.

وتمثل فئة المراهقين بين عمر 14 عاماً و25 عاماً الفئة الأكثر تعاطيا له، رغم أن مادة "الإمفيتامين" المصنعة للمخدر تسبب السكتة القلبية والجلطة الدماغية والفشل الكلوي، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة.

كما يمكن أن تؤدي لأعراض أخرى كالأوهام والهلوسة البصرية والسمعية والرغبة بالعزلة والشك والعصبية والعنف، وغيرها من المشاكل الصحية والنفسية.

وتعلن السلطات السعودية بين الحين والآخر إحباط عمليات تهريب ضخمة لممنوعات ومخدرات، عبر البحر والمنافذ البرية من دول الجوار واعتقال مهربين.

وتفرض المملكة عقوبات مشددة على من يروجون ويهربون المخدرات، قد تصل إلى الإعدام.

وتصدرت عدة وسوم منها "الحرب على المخدرات" و"شيطان المخدرات" و"الحرب ضد المخدرات" و"بلغ عنهم"، و"وطن بلا مخدرات"، قائمة الاكثر تفاعلا في المملكة، على موقع "تويتر"، خلال الأيام الماضية، وسط دعوات بمحاربة هذه الظاهرة.

وتحتوي الوسوم التي تتحدث عن مكافحة المخدرات على الكثير من المقاطع التي تعرض مشاهد صعبة لحالات تعاطي أشخاص فاقدين للوعي أو يقومون بجرائم إطلاق نار أو ضرب أو طعن، بسبب تأثير المخدر الذي أفقدهم وعيهم، إذ وصل الأمر مع بعضهم إلى حد قتل أقاربهم من الدرجة الأولى.

وشاركت عدد من الشخصيات الإعلامية والمؤثرة في التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع الدعوة إلى تشجيع من اتخذ قرار الإقلاع عنها.

كما دعا ناشطون للإبلاغ عن أي معلومة متعلقة بجهات أو أشخاص يروجون للمواد المخدرة.

كما تعمل السلطات السعودية على التوعية الإعلامية بمخاطر المخدرات واتباع أسلوب الوقاية، وتروج لثقافة التبليغ عن المتعاطين أو المروجين.

وتأتي هذه الحملات المكثفة بتوجيه من السلطات السعودية، وهو ما عبر عنه وزير الداخلية السعودي في تغريدته التي توعد فيها مروجي المخدرات "بضربة تتلوها ضربات".

 

والعام الماضي، قال تقرير لموقع "جيوبوليتكال فيتشرز" إن السعودية الوصية على أقدس الأماكن الإسلامية، تبرز كواحدة من أكبر الوجهات في العالم للمخدرات، حتى شكلت أكثر من 45% من المضبوطات العالمية من عقار "الأمفيتامين" المعروف باسم الكبتاجون.

وتعد السعودية ثالث أكبر مستهلك للمخدرات في العالم والأكبر في الشرق الأوسط.

وحسب تقديرات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية السعودية، فقد وصل عدد مدمني المخدرات في البلاد إلى 200 ألف شخص، لكن بعض منظمات المجتمع المدني تشير إلى أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير، بينما تسعى حالات قليلة للعلاج.

وحسب الإحصاءات، فإن 90% من المدمنين هم سعوديون، في حين أن 10% المتبقية هم من المغتربين الذين يمثلون 40% من سكان البلاد (يبلغ تعداد السكان 35 مليون نسمة).

ويأتي حوالي 80% من الكبتاجون المهرّب إلى السعودية من سوريا، ما يدر عائدات أعلى بثلاثة أضعاف من ميزانية نظام بشار الأسد.

ويحقق المتاجرون في الكبتاجون أرباحا هائلة حيث تبلغ تكلفة تسليم شحنة واحدة 10 ملايين دولار، بما في ذلك تكلفة المواد الخام والتهريب والرشوة، ويمكن أن تحقق ربحًا قدره 180 مليون دولار.

وحتى لو صادرت السلطات عدة شحنات، فإن عبور شحنة واحدة فقط يمكن أن يحقق ربحًا كبيرًا.

ويتزايد الضجر الاجتماعي من التحولات التي تمر بها المملكة مع تفاقم معدلات الإدمان، وقد أدى تسريع التغييرات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، مثل السماح للحفلات الموسيقية ومنح المرأة الحق في القيادة، إلى اندلاع حرب ثقافية كما خلق غموضا بشأن معايير الصواب والخطأ.

ويعد نقص الوظائف المتاحة برواتب مناسبة سببًا لتعاطي المخدرات بين الشباب، فمع ترسخ أسلوب الحياة باهظ الثمن في المملكة، يواجه الشباب صعوبة في تلبية التوقعات، خاصة فيما يتعلق بالزواج والسكن.

بالإضافة إلى ذلك، يتهم منتقدو ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" الأمير بلعب دور في إغراق البلاد بالمخدرات لإبعاد الشباب عن السياسة وإلهائهم عن المطالبة بمزيد من الحقوق، خاصة مع اعتقال العلماء واختفاء الإصلاحيين ومراكز إرشاد الشباب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مخدرات السعودية الشبو مكافحة المخدرات

بالتعاون مع عمان.. السعودية تحبط تهريب 6 ملايين قرص مخدر