تركيا على مفترق طرق مع احتددام التنافس على مقعد الرئاسة

الاثنين 15 مايو 2023 07:41 ص

يبدو أن الانتخابات الرئاسية التركية تتجه إلى جولة إعادة، في 28 مايو/أيار الجاري، بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو، وربما تكون الكلمة الفصل فيها للمرشح الخاسر سنان أوغان، ما يفتح الباب أمام تحالفات وتنازلات ومكاسب محتملة في ظل استقطاب سياسي حاد. ولم يسبق أن شهدت تركيا جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية.

وحتى الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش، ومع فرز 99.38% من الأصوات، حصد أردوغان مرشح تحالف الشعب 49.42%، يليه مرشح تحالف الأمة كليتشدار أوغلو بـ44.95%، ثم مرشح تحالف الأجداد أوغان بـ5.20%، وأخيرا محرم إنجه (منسحب) مرشح حزب "البلد" بـ0.43%، بحسب النتائج الأولية.

وفي حال عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% في الجولة الأولى، تُجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي أُجريت الأحد، 88.75% في الداخل و51.92% في الخارج.

وبالنسبة للانتخابات البرلمانية، وبعد فرز 99.27% من الأصوات، حصد تحالف الشعب 49.37% بواقع 35.49% لحزب العدالة والتنمية الحاكم و10.06% لحليفه حزب الحركة القومية.

فيما حصل تحالف الأمة على 35.12%، هي 25.38% لحزب الشعب الجمهوري، و9.75% لحليفه حزب الجيد. بينما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 8.80%. وصوّت الناخبون الأتراك لاختيار 600 نائب في البرلمان، وتستمر فترة ولاية كل من الرئيس والبرلمان 5 سنوات.

رسائل الطرفين

أعلن كلا الطرفين تقدمه في النتائج واعترضا على الأرقام المعلنة، واعتبر كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو أنه الأحق بالفوز، لكنه يبدو أنهما يتوقعان جولة إعادة بل ويهيئان أنصارهما لهذا الاحتمال.

وفي العاصمة أنقرة، احتفل أنصار الجانبين، حيث رفع حشد خارج مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002، ملصقات لأردوغان وهم يغنون ويرقصون.

فيما تجمع محتلفون أمام مقر حزب الشعب الجمهوري، بزعامة كليتشدار أوغلو، ملوحين برايات مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية والحزب.

والانتخابات الراهنة، بحسب مراقبين، هي "الأهم" في تاريخ الجمهورية التركية منذ تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول 1923، وربما تمثل "نقطة تحول" للبلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي في ظل متغيرات وتحديدات عديدة.

ثقة أردوغان

ومحاولا الحفاظ على الثقة والزخم بين أنصاره، أعرب أردوغان (69 عاما) في وقت مبكر من صباح الإثنين عن ثقته بأنه سينهي الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة تفوق 50%.

غير أنه استدرك، في كلمة أمام حشد من أنصاره أمام مقر العدالة والتنمية بأنقرة: "لكن في حال قرر شعبنا تأجيل حسم الانتخابات إلى الجولة الثانية سنرحب بذلك".

ومضى قائلا: "نؤمن بصدق أننا سنستمر في خدمة أمتنا على مدى السنوات الخمس القادمة، وشعبنا الذي منح تحالف الشعب (بقيادة العدالة والتنمية) الأغلبية في البرلمان، سيصوت لصالح الاستقرار في الانتخابات الرئاسية".

وينظر البعض إلى الانتخابات الراهنة على أنها استفتاء على حكم أردوغان المتواصل منذ 20 عاما كرئيس وزراء ثم رئيسا للجمهورية، وكذلك حزبه العدالة والتنمية الحاكم منذ 21 عاما بفضل سلسلة من الانتصارات الانتخابية.

تعهد  كليتشدار أوغلو

فيما ندد كليشتدار أوغلو بما أسماه "إعاقة فرز الصناديق" في مناطق مناصرة له.

وطالب  هيئة الانتخابات بألا تعيق إرادة الشعب، مضيفا: "باقون هنا حتى إحصاء آخر صوت في الانتخابات".

واعتبر كليتشدار أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رؤساء أحزاب تحالف الأمة، أن "أردوغان لم يتمكّن من الحصول على ثقة الشعب مجددا".

وتعهد بالفوز على أردوغان في الجولة الثانية، معتبرا أن "إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50%".

قرار أوغان

ومع حصول المرشح الثالث أوغان (56 عاما) على 5.21% من الأصوات في الجولة الأولى، فإن تحديد مَن سيدعمه في جولة الإعادة ربما يحسم السباق بين أردوغان وكليتشدار أوغلو.

وقال أوغان، مرشح تحالف "الأجداد" (أحزاب قومية): "لن ندعم كليتشدار أوغلو (في الجولة الثانية) إلا إذا أنهى تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطية (كردي)".

وعادة ما تتهم الأحزاب القومية حزب الشعوب الديمقراطية بممارسة ودعم الإرهاب وهو ما ينفيه الحزب في بلد خاض سنوات طويلة من المواجهات مع مسلحين أكراد.

ومشيدا بما أسفرت عنه النتائج، تابع أوغان: "أصبحنا في مكان مفصلي ومؤثر في نتيجة الانتخابات، سأجتمع في الأيام القليلة المقبلة مع قادة تحالف الأجداد كي نناقش ما يمكن فعله في الجولة الثانية، فنحن لن نسمح بأن تقع بلادنا في حالة من عدم الاستقرار".

وأضاف أن "القوميين والأتاتوركيين سيكونون حاسمين في الجولة الثانية، وهناك 15 يوما صعبا أمامهم (...) سيكون موقفنا بالتأكيد لصالح شعبنا".

ومع احتمال محاولة كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو جذب أوغان إلى صفه في الجولة الثانية، يمكن للأخير تحقيق مكاسب عبر إشراك تحالفه في السلطة وتحقيق جانب من وعوده الانتخابية.

ووعد أوغان، خلال حملته الانتخابية، بإعادة تركيا إلى النظام البرلماني، ودعم الديمقراطية وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشكيل اقتصاد إنتاجي، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، واستعادة ما يقول إنها جزر سلمتها أنقرة إلى اليونان، بالإضافة إلى تبني سياسة خارجية تركز على التجارة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا انتخابات الرئاسة أردوغان كليتشدار أوغلو أوغان جولة إعادة

تركيا تتجه لجولة إعادة رئاسية للمرة الأولى بتاريخها.. وتحالف أردوغان يحصد أغلبية البرلمان

ماذا قال الناشطون العرب عن الانتخابات التركية ونتائجها؟

نتائج الانتخابات التركية على غير توقعات الأحزاب.. فهل حُسمت الجولة الثانية؟