نتائج الانتخابات التركية على غير توقعات الأحزاب.. فهل حُسمت الجولة الثانية؟

الثلاثاء 16 مايو 2023 09:17 م

"لحسن الحظ، أجرى بلدنا انتخابات ذات أهمية تاريخية بنضج ديمقراطي، وكانت كل عيون عواصم العالم علينا، مع نسبة إقبال بلغت 88.92%، حيث انعكست الإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع وأظهرت ديمقراطيتنا قوتها مرة أخرى".

هذا ما يتناوله مقال برهان الدين دوران حول نتيجة الانتخابات التركية، في صحيفة صباح، والذي ترجمه "الخليج الجديد"، حيث تفوق الرئيس رجب طيب أردوغان بنسبة 49.5% على منافسه كمال كليتشدار أوغلو الذي احتل المركز الثاني بفارق 5 نقاط.

ومرة أخرى، بلغ عدد نواب تحالف الشعب الذي يقوده "العدالة والتنمية" 322 نائبا، وحصل على أغلبية أعضاء المجلس بنسبة 49.5%.

ويشير الكاتب إلى أن هذه النتائج تعني أن أردوغان سيذهب إلى الجولة الثانية بثلاث مزايا على الأقل: الأغلبية في البرلمان، والمركز الأول، والفارق الواضح.

ومع هذا الإقبال، من المتوقع أن يفوز الرئيس المنتهية ولايته، والذي يحتاج إلى 0.5% من الأصوات الإضافية، بسهولة في الجولة الثانية.

ووفقا للكاتب، فإن "الخطاب الشامل والثقة بالنفس في خطاب أردوغان بالشرفة في مقر حزبه أظهر هذه الراحة، كانت هذه أيضًا بداية جيدة لحملة الإعادة".

"انهيار المعارضة"

من ناحية أخرى، تشهد المعارضة انهيارًا في العديد من العوامل، وقد تسببت التوقعات التي أثارتها في شركات الاستطلاعات ووسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات في إحباط كبير للناخبين.

لم تؤد تصريحات ممثلي المعارضة ليلة الانتخابات إلى إثارة غضب ناخبيهم فقط؛ حيث كانت مزاعم رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، وكليتشدار أوغلو بشأن نتائج الانتخابات والتي تتعارض مع البيانات، بداية سيئة للغاية إلى الجولة الثانية.

وسترغب المعارضة في التحضير لحملة وكأنها في طريقها لانتخابات جديدة، ويؤكد الكاتب أنهم بدأوا الحملة من مكان سلبي في الليلة الأولى، على عكس أردوغان.

ولفت الكاتب إلى أن كليتشدار أوغلو لم يستطع سوى الخروج بفيديو في دقيقة واحدة و51 ثانية بالقول بأننا "سنأخذ الجولة الثانية". ومن خلال المقطع الذي قال فيه "أنا هنا"، بدا كليتشدار أوغلو يوجه رسالة إلى كوادر حزب الشعب الجمهوري للحفاظ على رئاسته بدلاً من الحديث عن الجولة الثانية.

يرى الكاتب أنه سيكون من الصعب للغاية على كليتشدار أوغلو أن يأخذ ناخبي أحزاب تحالف الأمة إلى الجولة الثانية. فبالرغم من أنه سيدعي أنه حقق نتائج جيدة للرئاسة، بالإشارة إلى نسبة 44%، إلا أن بقاء الحزب عند 25% يمثل عقبة كبيرة أمام حزب يمكنه ترشيح مرشح رئاسي، فهذه النتيجة هي النقطة التي وصل إليها رغم أنها تضمنت 4 أحزاب يمينية على قوائم حزب "الشعب الجمهوري".

لقد أظهرت الأحزاب الصغيرة أنها حصلت على صفقة جيدة بترفيع 34-35 نائباً، لكن ناخبي حزب الشعب الجمهوري لم يروا أي مكافأة للتعايش مع هذه الأحزاب، وهم يتساءلون: هل كان الأمر يستحق إعطاء 6-7% نواب؟ بالطبع، لم يدخل تحالف الأمة في هذه المناقشات بعد، حيث أن الحساب الحقيقي سيأتي بعد هزيمة الجولة الثانية.

ويذكّر الكاتب أن زعيمة حزب "الجيد" ميرال أكشنار قالت إن كليتشدار أوغلو مرشح لن يفوز، وكانت على حق؛ فهل يصبح إمام أوغلو رئيسًا للحزب مع يافاش الذي شغل مقعده؟. على أية حال، هذه كلها ستكون مناقشات الأسبوعين المقبلين.

ويتحدث الكاتب أيضا عن أن النتائج المهمة الأخرى للانتخابات ثقل الناخبين القوميين في المعادلات السياسية. بادئ ذي بدء، حصل حزب الحركة القومية على 10%؛ مما فاجأ بعض منظمي الاستطلاعات مرة أخرى، كما حصل الحزب "الجيد" على ما يقرب من 10%، وأظهر المنافس الرئاسي سنان أوغان أن الجولة الثانية ستتحدد من قبل الناخبين القوميين، عندما تجاوز نسبة 5%.

ويختم الكاتب بالقول إنه "لا شك في أن الفائزين في انتخابات 14 مايو/أيار هم أردوغان وحزب العدالة والتنمية. وبالرغم من عبء 21 عامًا من السلطة، حصل الحزب على أكثر من 35%، بينما حصل تحالفه على 50% والأغلبية في المجلس".

كما أن أردوغان يذهب إلى الجولة الثانية "بسهولة شديدة، وربما هي الأولى في التاريخ أن يصل حزب إلى 26 عامًا من السلطة الديمقراطية المستمرة مع نفس الزعيم".

المصدر | برهان الدين دوران / صحيفة صباح – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الانتخابات أردوغان كليجدار أوغلو انتخابات تركيا 2023

فوز 121 سيدة.. أرقام قياسية للمرأة في الانتخابات التركية

زرع الخوف والانقسام.. حيلة كليتشدار أوغلو الأخيرة لإبعاد الأتراك عن التصويت لأردوغان

ماذا تعني نتائج الانتخابات التركية محليا وإقليميا ودوليا؟