ماذا تعني نتائج الانتخابات التركية محليا وإقليميا ودوليا؟

الأحد 21 مايو 2023 06:00 م

سلّطت منصة "أسباب" المعنية بتحليل أبعاد ومآلات التطورات الإقليمية والدولية، الضوء على نتائج الانتخابات التركية وما تعنيه في ضوء الجولة الأولى التي تفوق فيها الرئيس التركي على منافسيه، وكان قاب قوسين أو أدنى من حسمها لصالحه.

وشهدت تركيا في 14 مايو/أيار الجاري، انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتنافس في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان.

وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، رسمياً، إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، في 28 مايو/أيار، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.

وحصل أردوغان على 49.52% من أصوات الناخبين، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88%، وسنان أوغان 5.17%، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.

ووفق المنصة، فإن التقدم الواضح للرئيس أردوغان على منافسيه، يشير إلى أنه يتجه لولاية رئاسية ثالثة (ثانية في ظل النظام الرئاسي واسع الصلاحيات)، الأمر الذي سيكون له انعكاسات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.

داخل تركيا

وذكرت المنصة أن فوز أردوغان يعني بشكل عام استمرار السياسات الرئيسية التي انتهجها الرئيس خلال رئاسته، مع توقعات بمراجعة السياسات الاقتصادية.

كما أن احتفاظ الائتلاف الحاكم بأغلبية مريحة، ستمكنه من إقرار السياسات والقوانين في البرلمان دون معوقات من المعارضة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، مثل انتشار القوات التركية في الخارج، وأولويات السياسة الخارجية، والسياسات المالية.

لكن في المقابل، تشير النتائج إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم لم يحرز تقدما كبيرا فيما يتعلق بجهود استعادة تأييده من الطبقة الوسطى في أنقرة وإسطنبول، كما عجز عن اختراق الكتلة التصويتية الكردية، في المحافظات الشرقية، لذلك؛ أكد الرئيس التركي أكثر من مرة أن الحزب بصدد مراجعة نقاط ضعفه ومحاسبة نفسه في ضوء نتائج الانتخابات.

انعكاسات إقليمية

بحسب المنصة، فإن الانعكاسات الإقليمية للانتخابات التركية تتمثل في حصول سياسة تركيا تجاه دول المنطقة على دفعة تستهدف تعزيز التعاون والحد من الخلافات، خاصة وأن دول الخليج سيكون لها أهمية متزايدة في حسابات أنقرة الإقليمية في ظل أنها مصدر مهم للاستثمارات، وفي نفس الوقت سوقا مهمة للشركات المدنية والعسكرية التركية.

وستكون دول الخليج في المقابل أكثر حماسة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية بعد أن أظهرت الانتخابات أن أردوغان مازال رجل تركيا القوي.

وقد تشهد الفترة القادمة خطوات أسرع في مسار التطبيع مع مصر التي ربما كانت متحفظة في الأشهر الماضية في انتظار نتائج الانتخابات.

انعكاسات دولية

ستمثل انتكاسة المعارضة واستمرار حكم أردوغان تعزيزا لمسيرة الصعود التركي كقوة دولية متوسطة، والتي يعمل فيها الرئيس التركي على إرساء نهج خارجي متوازن تكون أنقرة فيه عضوا فاعلا في الناتو، لكنّها مستقلة عن النفوذ الغربي ودون أن تكون معادية له.

وبالتالي، ستتواصل مخاوف بعض القوى الغربية التي ترى في هذا الصعود مزاحمة تركية للنفوذ الغربي في عدة مناطق، تشمل البلقان وجنوب أوروبا والبحر المتوسط وشمال أفريقيا، فضلا عن القرن الأفريقي والشرق الأوسط، وفي ضوء ذلك من المرجح أن يتواصل التوتر بين تركيا والغرب.

وعلى الرغم من أن هذا الصعود التركي يزاحم أيضا النفوذ الروسي في البحر الأسود والقوقاز وآسيا الوسطى، لكنّ موسكو مازالت ترى في الصداقة مع أنقرة فوائد جيوسياسية مهمة في ظل العزلة الغربية التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلفية حرب أوكرانيا.

لذلك؛ لم يخفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترحيبه بإنجازات حكومة أردوغان، قبل أيام من التصويت، خلال مشاركته في تدشين محطة "أكويو" للطاقة النووية في تركيا.

المصدر | الخليج الجديد+ منصة أسباب

  كلمات مفتاحية

الانتخابات التركية انعكاسات الانتخابات التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

ديفيد هيرست: لماذا أخطأ الغرب في فهم انتخابات تركيا؟.. وهذه نصيحتي لأردوغان