تغطية "حزينة" لنتائج الانتخابات التركية في الصحف الغربية

الاثنين 15 مايو 2023 03:48 م

سلّطت الصحف الغربية، الإثنين، الضوء على نتائج الانتخابات التركية، التي أفضت إلى فوز التحالف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم بأغلبية البرلمان، وإجراء جولة إعادة بين الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، ومنافسه، كمال كليتشدار أوغلو.

واستمرت حالة الانحياز ضد أردوغان في تغطية الصحف، التي ركزت على ما اعتبرته "مردودا سلبيا" لفوز تحالفه بانتخابات البرلمان؛ ما اعتبره مراقبون محاولة أخيرة للتأثير على الناخبين الأتراك في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، المقررة في 28 مايو/أيار الجاري.

ووصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية فوز حزب العدالة والتنمية بأنه "احتفاظ يميني بالسيطرة على البرلمان" من خلال "تحالف مع القوميين المتطرفين"، ومشيرة إلى أن الليرة التركية لمست مستويات منخفضة جديدة مقابل الدولار وتراجعت الأسهم في بورصة إسطنبول "بعد إدراك أن عصر الاقتصاد غير التقليدي لأردوغان قد لا ينتهي"، حسب توصيفها.

اضطرابات اجتماعية

فيما وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية العقد الثاني من فترة حكم العدالة والتنمية بأنها كانت "مليئة بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية"، خاصة بعدما رد أردوغان على محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 "بعمليات تطهير واسعة النطاق تسببت في قشعريرة في المجتمع التركي وجعلته شريكًا غير مريح للغرب على نحو متزايد"، حسب قولها.

وزعمت الصحيفة أن ظهور كيليتشدار أوغلو وتحالفه المعارض "يعطي الحلفاء الأجانب والناخبين الأتراك بديلاً واضحًا"، مشيرة إلى تصريح زعيم المعارضة التركية بعد التصويت في العاصمة أنقرة: "افتقدنا جميعا الديمقراطية (..) إن شاء الله سيأتي الربيع على هذا البلد".

وجزم تقرير الصحيفة بأن أردوغان سيظل مطاردا بأسوأ أزمة اقتصادية شهدتها تركيا في عهده، مع القلق بشأن استجابة حكومته المتعثرة لزلزال فبراير/شباط الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

كما زعمت "لوموند" بأن المعارضة التركي تشعر بالقلق من أن أردوغان "يحاول التمسك بالسلطة بأي ثمن"، وهو ما علق عليه عندما سئل عشية التصويت عن ما إذا كان سيوافق على مغادرة السلطة حال خسارته، قائلا: "هذا سؤال سخيف للغاية (..) سنفعل ما تتطلبه الديمقراطية".

إحياء الديمقراطية

أما شبكة "BBC" البريطانية فأوردت أن الغرب يراقب الانتخابات التركية عن كثب؛ "لأن كيليتشدار أوغلو وعد بإحياء الديمقراطية التركية، وكذلك العلاقات مع حلف شمال الأطلسي الناتو"، في إشارة إلى تفضيل فوز زعيم المعارضة وتحالفه.

ونوهت الشبكة إلى أن "حكومة أردوغان، ذات الجذور الإسلامية، تتهم الغرب بالتآمر لإسقاطه"، مشيرة إلى أن كيليتشدار أوغلو أنهى حملته الانتخابية برحلة إلى ضريح مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، في أنقرة، بينما ألقى أردوغان خطابه الانتخابي الأخير من آيا صوفيا في إسطنبول، الذي تحول من كنيسة إلى مسجد تحت حكم العثمانيين، ثم حوله أتاتورك إلى متحف، لكن في عام 2020 أعاده أردوغان إلى مسجد، متحديًا الانتقادات الدولية.

اختراق المعارضة

يأتي ذلك فيما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" أن حملة الانتخابات التركية الشاقة "أثارت الآمال في اختراق المعارضة"، لكن النتائج جاءت بتقدم أردوغان بنسبة 49.5% على كليتشدار أوغلو بنسبة 44.9%، واصفة الاحتمالات الخاصة باستمرار سياسات أردوغان الاقتصادية بأنها تسببت في "ضرب الأسواق المالية بالبلاد، بعد أن انتعشت أواخر الأسبوع الماضي إثر استطلاعات الرأي التي أعطت كليتشدار أوغلو الأفضلية".

وأكدت الصحيفة البريطانية أن المستثمرين "قلقين بشأن سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة على الرغم من التضخم الحاد".

زعيم متسلط

وفي السياق، وصفت صحيفة "الإندبندنت" المعارضة التركية بأنها "تحاول إزاحة زعيم ركز تقريبًا جميع سلطات الدولة في يديه"، مشيرة إلى مراقبة الانتخابات باهتمام من قبل الدول الغربية والشرق الأوسط وحلف شمال الأطلسي وموسكو.

وأشارت إلى أن أردوغان عرقل سعي السويد للانضمام إلى الناتو وكان شريكًا صعبًا للغرب، ولديه علاقات قوية مع روسيا، كما اشتبك مع عدد من قادة الشرق الأوسط.

تحت الصفر

بينما سلّطت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الضوء على ردود أفعال زعماء المعارضة أثناء التصويت، واتهام رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أحد قادة حزب الشعب الجمهوري، لوكالة أنباء "الأناضول" بأنه "سمعتها تحت الصفر"، متهما إياها بالانحياز لأردوغان.

وزعمت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس التركي تبنى "نزعة قومية بلا هوادة، وشيطن رموز المعارضة كإرهابيين متعاونين مع أعداء تركيا في الغرب".

خلاصة النتائج

وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، أحمد ينار، الإثنين، حصول الرئيس المنتهية ولايته على 49.51% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، فيما حصل منافسه المعارض كيليتشدار أوغلو على نسبة 44.88%، وذلك بعد فرز 100% من إجمالي أصوات الناخبين.

وبهذه النتيجة، تتجه تركيا رسمياً إلى جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في تاريخها، لعدم حصول أي من المرشحين على نسبة الـ(50%+1) المطلوبة لإعلان فوز أحدهما، فيما فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بغالبية واضحة في البرلمان.

وستعتمد نتيجة الجولة الثانية جزئياً على المرشح الثالث؛ وهو سنان أوغان (قومي)، الذي فاز بحوالي 5.2% من أصوات الجولة الأولى، غير أنّه لم يدعُ بعد مناصريه إلى دعم أحد المرشّحين.

وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، أظهرت النتائج عقب فرز 100% من صناديق الاقتراع، حصول تحالف "الجمهور" الحاكم الذي يضم أحزاب "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"الرفاه الجديد" و"الوحدة الكبرى" على نسبة 49.37% من الأصوات.

وحصل حزب العدالة والتنمية منفرداً على 266 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغ عددها 600 مقعد، فيما حصل الحزب الرئيسي المتحالف معه "الحركة القومية" على 50 مقعداً، و5 مقاعد لحزب "الرفاه الجديد"، فيما لم يحصل حزب "الوحدة الكبرى" على أي مقاعد.

في المقابل، حصل "تحالف الأمة" المعارض الذي يضم حزبي "الشعب الجمهوري"، و"الجيد"، على 35.12% من أصوات الناخبين، وحصل الأول على 169 مقعداً، والثاني 44 مقعداً.

ونال "تحالف العمل والحرية" المؤلف من "حزبي اليسار الأخضر" الموالي للأكراد، و"العمال" المعارض، على 10.52% من الأصوات، بإجمالي 62 مقعداً للأول و4 مقاعد للثاني.

ولم يتمكن "اتحاد القوى الاشتراكية"، و"تحالف آتا" (الأجداد) من تجاوز عتبة الـ7% اللازمة لدخول البرلمان، بحصول الأول على 0.29%، والثاني على 2.45% من الأصوات.

المصدر | الخليج الجديد + صحف

  كلمات مفتاحية

تركيا رجب طيب أردوغان كمال كليتشدار أوغلو الانتخابات التركية

البيت الأبيض مهنئا الأتراك بنجاح الانتخابات: نتطلع للعمل مع الفائز أيا كان

الدستور واللاجئين والإرهاب.. أوغان يضع 5 شروط لدعم أردوغان أو كليتشدار أوغلو

فوز 121 سيدة.. أرقام قياسية للمرأة في الانتخابات التركية