السعودية تستضيف مساع أمريكية لتنسيق جهود مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»

الخميس 11 سبتمبر 2014 10:09 ص

تستضيف المملكة العربية السعودية اليوم الخميس في جدة محادثات مع الولايات المتحدة ومصر والأردن وتركيا ودول خليجية عربية أخرى.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية بيانا جاء فيه أن الاجتماع سيتناول «موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته».

ومن المقرر أن تعمل الولايات المتحدة هذا الأسبوع على إقناع حلفائها المترددين في دول الخليج العربية ببحث التوسع في عمليات تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها لتقود المعركة ضد الجهاديين، بعد أن هددت الولايات المتحدة بالقضاء على مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية».

بدوره، توجه وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إلى لمنطقة منذ أول أمس الثلاثاء، و من المتوقع أن يعقد اجتماع بين مسؤولي «البيت الأبيض» وكبار أعضاء «الكونجرس» لمناقشة مبادرة أعلنت في يونيو/حزيران بقيمة 500 مليون دولار لدعم جماعات من المعارضة تقاتل ضد الحكومة السورية وتنظيم «الدولة الإسلامية».

وقالت مصادر مطلعة إن أعضاء «الكونجرس» لديهم استفسارات عن كيفية إنفاق هذه الأموال وما إذا كانت الولايات المتحدة ستنهي حظرا على إرسال شحنات أسلحة فتاكة مثل الصواريخ أرض-جو للمعارضة خوفا من استيلاء المتشددين عليها أو استخدامها ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وذكرت المصادر أنها تتوقع أن تكون مبادرة إنفاق 500 مليون دولار على رأس جدول الأعمال في محادثات يوم الثلاثاء.

من جانبه قال «فريد هوف» المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية الذي شارك في صياغة السياسة الأمريكية في سوريا قبل انضمامه لمجلس الأطلسي وهو «مجلس أبحاث عام  2012» إنهم يعيدون النظر في الأمر بجدية في ضوء الواقع على الأرض في سوريا.

وأضاف أن الولايات المتحدة إذا كانت ستفكر في شن ضربات جوية داخل سوريا فإنها ستحتاج لأناس على الأرض يمكنهم المساعدة في السيطرة على الأهداف، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق نتيجة حاسمة من خلال الضربات الجوية وحدها.

ويمثل سعي «أوباما» لتشكيل قوات معارضة قوية تغيرا كبيرا في موقف الرئيس الأمريكي الذي صرح في مقابلة حديثة مع «نيويورك تايمز» في 8 أغسطس/آب الماضي بأن فكرة إحداث المعارضة التي تسلحها الولايات المتحدة فرقا على الأرض في سوريا هي «ضرب من الخيال».

ومن المتوقع أن يطرح «أوباما» خطة للتعامل مع متشددي «الدولة الإسلامية» الذين استولوا علي ثلث الأراضي في كل من العراق وسوريا وأعلنوا الحرب على الغرب ويريدون إقامة معقل للجهاديين في قلب العالم العربي. ومدة الخطة من عام إلى ثلاثة أعوام.

وأشار مسؤولون في «البيت الأبيض» إلى أن خطاب «أوباما» الذي لم يتم الانتهاء من إعداده بعد لن يتضمن تغييرا كبيرا في لهجة «أوباما» أو سياسته التي كشف عنها في السابق.

وقال «أوباما» في الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة مستعدة للقضاء على قادة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مضيفا أن «حلف شمال الأطلسي» جاهز للمشاركة في عمل عسكري ضد التنظيم الذي وصفه بأنه تهديد رئيسي للغرب.

ومن المنتظر أن يحاول وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارة للسعودية والأردن وربما دول أخرى في الشرق الأوسط حشد التأييد في منطقة يساورها الكثير من الشكوك إزاء مدى استعداد الولايات المتحدة للانخراط في صراعات طائفية متشابكة.

وقال «كيري» للصحفيين يوم الاثنين الماضي إنه سيتوجه للشرق الأوسط لمواصلة تشكيل أكبر تحالف ممكن في شتى أنحاء العالم للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام وإضعافه وهزيمته.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية «جين ساكي» إن موافقة وزراء خارجية 22 دولة عضو في «الجامعة العربية» يوم الأحد على تبني إجراءات للتصدي لـ«لدولة الإسلامية» خطوة مشجعة.

ولكن «كيري» سيقابل في السعودية ودول أخرى في المنطقة حلفاء قد يبدون ترددا في الانضمام بهمة إلى أحدث مغامرة عسكرية أمريكية في العراق في حين تدرس «واشنطن» توسيع معركتها ضد «الدولة الإسلامية» لتشمل معقلها في سوريا المجاورة.

وتخشى السعودية من احتمال تقسيم العراق ليصبح مأوى لإسلاميين متشددين قد يستهدفون المملكة ولكن أكثر ما تخافه أن يعجل القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بخطى التقارب بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي يونيو/حزيران أبلغ السعوديون «كيري» استعدادهم للمساهمة في استقرار العراق ولكن نفوذهم هناك محدود ولا تعمل السفارة السعودية في بغداد منذ غزو «صدام حسين» الكويت عام 1990.

وفى نفس الوقت ترى المملكة أن معركة الإطاحة بالرئيس السوري «بشار الأسد» حليف ايران حيوية لمستقبل المملكة.

وتخشى السعودية أن يؤدي بقاء «الأسد» لاتساع نفوذ ايران في المنطقة وإحكام الدائرة حول المملكة، ونتيجة لذلك تدعم كل من السعودية وإيران طرفا مغايرا في الصراعات السياسية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن.

وفي الصيف الماضي هاجم كبار المسؤولين السعوديين «واشنطن» بعدما امتنعت عن توجيه ضربات لـ«الأسد» إثر هجوم بالغاز السام عقب بدء مفاوضات بين مسؤولين أمريكيين وإيران بشأن برنامجها النووي.

وقال عدد من المسؤولين السابقين في الإدارة لا زالوا على صلة وثيقة بالحكومة إن من المتوقع أن يضغط المسؤولون الأمريكيون على القيادة السعودية لتقديم أموال للمساهمة في تسليح مقاتلين سنة للقتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» مما يتيح تمويلا للمعارضة السورية المعتدلة تحتاجه بشدة.

وقال مسؤول أردني لـ«رويترز» إن من المتوقع أن يطلب الأردن من «كيري» مزيدا من المساعدات العسكرية تشمل طائرات هليكوبتر ومعدات لأمن الحدود إلى جانب جزء من الـ«500 مليون دولار» المخصص للمساعدة في تدريب المعارضة السورية.

ويعتبر الأردن الاختيار الأمثل لاستضافة أي أنشطة تدريب للمعارضة نظرا لوجود علاقات وثيقة مع «واشنطن» في مجال الأمن فضلا عن قربه من سوريا ووجود أكثر من 600 ألف لاجئ سوري هناك. غير أن عَمان تخشى التعرض لأعمال انتقامية من سوريا إذا استخدمت أراضيها لتدريب المعارضة علنا.

ويستضيف الأردن بالفعل جهودا محدودة ويفترض أنها سرية لوكالة المخابرة المركزية الأمريكية لتدريب مجموعات صغيرة من معارضي «الأسد».

وقال «جيمس جيفري» الدبلوماسي المحنك الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في العراق في الفترة من 2010 إلى 2012، إن رسالة «كيري» ستكون بصفة عامة أن الرئيس «أوباما» ملتزم بتحرك حاسم للقضاء على «الدولة الإسلامية» ولكنه لن يفعل ذلك منفردا.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الإرهاب الدولة الإسلامية اجتماع جدة

التحالف ضد «الدولة الإسلامية» تركيبة عجيبة وأسئلة مريبة؟

عبد الباري عطوان: هل ينجح التحالف الأمريكي الإيراني السعودي في هزيمة «الدولة الاسلامية»؟

خبير أمنى مصري يؤكد وجود تحالف مصري خليجي إسرائيلي لمواجهة «الإرهاب»

السعودية توافق على استضافة معسكرات لتدريب «المعارضة السورية المعتدلة»