يواجه المسلمون في المملكة المتحدة، احتمال إجبارهم على الانتظار لمدة 10 أعوام لأداء فريضة الحج، بعد أن خفضت السعودية حصصهم من 25000 حاج إلى 3600 فقط.

وحسب تقرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وترجمه "الخليج الجديد"، فإن السلطات السعودية أقرت انخفاضا حادا في عدد الأماكن المتاحة للحجاج من المملكة المتحدة.

وبموجب نظام جديد قدمته وزارة الحج والعمرة، فمن المقرر تخفيض حصة أماكن الحج المخصصة للمملكة المتحدة لحج هذا العام إلى حوالي 3600 فقط، مقارنة بأكثر من 25000 قبل جائحة (كوفيد-19).

لكن قبل أسابيع فقط من الحج، يبدو أن الرقم النهائي قد ظهر في الهواء، حيث اشتكى بعض الأشخاص الذين حجزوا ودفعوا مقابل الباقات من خلال النظام الجديد من أنهم ما زالوا ينتظرون تأكيدًا لما إذا كان لديهم مكان أم لا.

وعقد أعضاء المجموعة البرلمانية الشاملة للحج والعمرة، التي تترأسها النائبة عن حزب العمال ياسمين قريشي، اجتماعا طارئا في البرلمان الثلاثاء الماضي لمناقشة الوضع.

يأتي ذلك بعد أن سافرت قريشي و5 أعضاء آخرين من المجموعة إلى السعودية في فبراير/شباط، للقاء مسؤولين في وزارة الحج والعمرة، بمن فيهم نائب الوزير عبدالفتاح بن سليمان مشاط.

وكان أعضاء الوفد الآخرون هم النائبان عن حزب العمل عمران حسين وطاهر علي، والنائب عن حزب المحافظين رحمن شيستي، وعضوين من مجلس اللوردات.

وفقًا لمحضر الاجتماع تم إخبار الوفد، أنه بموجب النظام الجديد "ستكون حصة الحج للحجاج متوافقة مع الدول ذات الأغلبية المسلمة، وأن المملكة المتحدة سيكون لديها حوالي 3600 حاج فقط".

بينما حث الوفد السلطات السعودية، على إعادة النظر في قرارها.

وقبل (كوفيد-19)، كانت حصة المملكة المتحدة من الحجاج 25 ألف حاج، ثم انخفضت في عام 2022 لتصل إلى 12348 بسبب الوباء، والآن قررت وزارة الحج والعُمرة تخفيضها مجددًا لتصبح 3600 حاج فقط.

ووفق الموقع، فإن أعضاء البرلمان يخططون للقاء السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر بن سلطان، الأسبوع المقبل، للمطالبة بإعادة الحصة إلى مستويات ما قبل الوباء.

وينظر المسلمون إلى الحج على أنه ركن أساسي من أركان العقيدة الإسلامية، ويلتزمون بالحضور مرة واحدة على الأقل في حياتهم، إذا كانوا يتمتعون بصحة جيدة وقادرون على ذلك من الناحية المالية.

يقام حج هذا العام بين 28 يونيو/حزيران و1 يوليو/تموز المقبلين.

يقول رشيد مقردية الرئيس التنفيذي لمجلس الحجاج البريطانيين، وهي منظمة تعمل كسكرتارية للمجموعة البرلمانية: "ستجتمع ياسمين قريشي مع السلطات السعودية لإثارة القضايا التي يواجهها المسلمون البريطانيون من خلال منصة الحجز الجديدة، واستكشاف فكرة توسيع واستعادة الحصة إلى مستويات ما قبل الجائحة من أجل تلبية الطلب".

وفقًا لمحضر اجتماع  المجموعة البرلمانية، أخبر المسؤولون السعوديون أعضاء البرلمان أن الحصص الجديدة للمملكة المتحدة والدول الغربية الأخرى، ستجعلها تتماشى مع الدول ذات الأغلبية المسلمة، التي يتم خلالها تخصيص مكان واحد لكل ألف مسلم من السكان.

ومع ذلك، يمكن أن يختلف رقم الحصة بالنسبة للبلدان ذات الأغلبية المسلمة، اعتمادًا على الترتيبات المتخذة بين السعودية وهذه الدول بشكل فردي.

ولا يزال من غير الواضح، ما إذا كانت السعودية تعتزم مراجعة الرقم كل عام، أو ما هي البيانات التي ستعتمد عليها لحساب عدد المسلمين المؤهلين للذهاب من الدول الغربية.

وظهرت مخاوف بشأن حصص الدول، بعد أن أطلقت وزارة الحج والعمرة نظام حجز جديد يعرف باسم "مطوف" بديلا للتطبيق السابق "نسك"، والذي حل محل النظام القديم لعقود من السماح لوكالات السفر المحلية بتنظيم رحلات الحج للحجاج الغربيين.

إلا أن الحجاج الذين استخدموا التطبيق، واجهوا مشاكل كثيرة، فبعضهم تقطعت بهم السبل، وآخرون لم يحصلوا على تأكيد لحجوزاتهم في الفنادق قبل موعد سفرهم.

والذين حجزوا هذا العام للحج، لمّا يحصلوا على تأكيد لحجزهم بعد، بسبب رسائل وصلتهم، زعمت أن "سعة الدولة ممتلئة" بالنسبة للمملكة المتحدة.

وتُعَد فريضة الحج من أكبر التجمعات الدينية في العالم، إذ يشارك فيها نحو 2.5 مليون حاجٍّ سنويًّا.