سلطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على ما وصفته بتوسع النفوذ الروسي في أفريقيا، مستشهدة بشركة الأمن الروسية فاجنر التي تستفيد من فشل السياسيات الغربية بالقارة السمراء.

وذكرت المجلة أنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وجدت أفريقيا نفسها وسط حرب باردة جديدة، فيما شوه القلق الغربي من تزايد نفوذ الشركة الأمنية الروسية العلاقات الأوروبية بعدد من الدول الأفريقية.

وأشارت المجلة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتبرون أن تحركات موسكو عبر فاجنر في أفريقيا يمثل تهديد وجوديا للمصالح الغربية بالقارة السمراء.

وفي يناير/كانون ثان، أدلت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، بشهادة أمام الكونجرس، أكدت خلالها أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا تمول مباشرة من مناجم الذهب التي تسيطر عليها فاجنر في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وإضافة لذلك، فقد تورطت مرتزقة فاجنر في عمليات تهريب مزعومة للذهب من السودان إلى روسيا، حسبما أفادت المجلة.

ويعتقد محللون أنه بالنظر إلى فشل فاجنر الحالي في أوكرانيا فإنها ربما تضاعف جهودها في جميع أنحاء أفريقيا.

وأشارت إلى أنه من بين شبكة عالمية واسعة تغطي أوروبا وآسيا، يُعتقد أن فاجنر تعمل في ثمانية بلدان أفريقية على الأقل، حيث توفر إلى حد كبير خدمات قتالية وحماية للأنظمة والحكومات المحاصرة- مما يؤدي إلى القضاء على المتمردين دون أي مساءلة ديمقراطية.

ولفتت المجلة إلى أن البلدان الأربعة التي تعمل فيها فاجنر دون رادع تخضع لشكل من أشكال الحكم المطلق أو لديها فراغ أمني - ليبيا والسودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

يُتهم الجيش المالي وما يُشتبه في أنهم قوات من قوات فاجنر بارتكاب مذبحة راح ضحيتها 500 شخص على الأقل، وفي السودان ارتبط مرتزقة فاجنر بتدريب الجنود السودانيين وتزويد قوات الدعم السريع شبه العسكرية بالأسلحة.

وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، يقوم مرتزقة فاجنر بتدريب القوات هناك وحماية الرئيس فوستين أرشانج تواديرا من المتمردين الذين يتطلعون إلى الإطاحة به.

توسع أفريقي

وبالرغم من الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها ضد فاجنر، ووصفها بأنها منظمة إجرامية عابرة للحدود، لكن تلك الإجراءات فشلت في الحد من توسع الجماعة في أفريقيا.

وقالت خبيرة الشؤون الأفريقية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ميشيل جافين، إن روسيا مهتمة بنوع من التضامن الاستبدادي حيث يمكنك الالتفاف حول غزو جارك الأصغر إذا رأيت ذلك مناسبًا.

وأضافت أن الروس يستغلون بشكل انتهازي للغاية المجالات التي حققت فيها الولايات المتحدة نتائج سياسية سيئة"

وتابعت: "يجب أن ندرك كيف أن مواصلة تجربة تلك السياسات غير الفعالة توفر فرصا لجهات فاعلة مثل روسيا "

وبحسب المجلة فإن نجاح روسيا في أفريقيا مدفوع جزئيًا بالاستفادة من تجاهل القوى الغربية للفظائع المروعة التي ارتكبها الجنود الماليون والميليشيات التابعة لهم.

وأشارت إلى أن يجب أن تفكر واشنطن بشكل خلاق في كيفية مواجهة روسيا وفاجنر بطريقة لا تنفر مجموعات المجتمع المدني الأفريقي.

وقالت جافين: من المهم ألا تدعم السياسات عن غير قصد الحكومات التي تعمل ضد الرغبات الديمقراطية للمدنيين، كما فعلت في السودان وبوركينا فاسو.