بعد انتهاء التمرد.. ما مصير قوات فاجنر في الشرق الأوسط وأفريقيا؟

الأربعاء 28 يونيو 2023 07:32 م

قال مسؤولون، إن الولايات المتحدة تعكف على دراسة مدى تأثير تمرد مجموعة "فاجنر" قصير الأمد ضد المؤسسة العسكرية في روسيا على عمليات المجموعة العسكرية الخاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأذهل زعيم فاجنر يفجيني بريجوجين العالم بقيادته تمرداً مسلحاً، السبت، نقل مقاتليه من الحدود الأوكرانية إلى مسافة 200 كيلومتر من موسكو قبل أن يوقف تحركه فجأة.

وينظر صانعو السياسة الأمريكية إلى المجموعة من منظور التنافس مع روسيا على النفوذ في أفريقيا والشرق الأوسط، ويتهمونها بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بل أن الجيش الأمريكي اشتبك بشكل مباشر مع قوات "فاجنر" في سوريا.

وقال مسؤول أمريكي، إن من بين الاحتمالات التي يدرسها محللو السياسة أن استعداد قادة الدول الأفريقية لتوظيف مقاتلي المجموعة "قد يتراجع" بعد مشاهدة بريغوجين ينقلب على رعاته.

وكان أحد الخيارات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأعضاء "فاجنر" توقيع عقد مع القوات المسلحة الروسية.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "إذا تم استيعاب قوات فاجنر في الجيش الروسي بين عشية وضحاها، فقد تكون هناك مشكلة.. فالعديد من هذه الدول لم تكن تطلب وجوداً عسكرياً روسياً عندما طلبت قوات فاجنر".

وقال المسؤول إن بعض هؤلاء الزعماء الأفارقة قلقون بشدة من الخصوم الداخليين، ومسيرة "فاجنر" صوب موسكو قد تغذي مخاوفهم.

وعلى الرغم من أن مجموعة "فاجنر" ليست جزءاً رسمياً من الجيش الروسي، فإنها مهمة لبوتين لأنها يمكن أن تعزز أولويات سياسته الخارجية وبسطها بجزء بسيط من التكلفة.

وقال بوتين، الثلاثاء، إن المجموعة كانت "مموّلة بالكامل" من ميزانية الدولة.

ونشرت المجموعة قوات بالآلاف في أفريقيا والشرق الأوسط، وأقامت علاقات قوية مع عدد من الحكومات الأفريقية على مدار العقد الماضي من خلال عمليات في دول من بينها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا.

ولعبت المجموعة دوراً محورياً في الغزو الروسي لأوكرانيا، وخاضت الكثير من أكثر المعارك دموية ضد القوات الأوكرانية.

وفي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، رفض المتحدث باسم الوزارة باتريك رايدر التكهن بمستقبل "فاجنر"، لكنه أدان تصرفات المجموعة في أفريقيا وغيرها.

وقال رايدر: "لهم تأثير مزعزع للاستقرار في تلك المنطقة وبالتأكيد يشكلون تهديداً، ولهذا السبب تم إعلانهم منظمة إجرامية عابرة للحدود".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوسائل إعلام روسية، الإثنين، إن نشاط "فاجنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى "سيستمر".

وقال المسؤول الأمريكي إنه على الرغم من تصريحات لافروف، تتطلع الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت الدول في أفريقيا تثق في هذه الوعود.

وتحدى بريغوجين، الحليف السابق لبوتين، أوامر هذا الشهر بوضع قواته تحت قيادة وزارة الدفاع الروسية.

وبعد التمرد، قال بوتين، إنه سيفي بوعده بالسماح لمقاتلي "فاجنر" بالانتقال إلى بيلاروسيا، إذا أرادوا ذلك، أو توقيع عقود عسكرية رسمية، أو العودة إلى عائلاتهم.

وقال المسؤول الأمريكي إن الكثير في هذا الصدد "سيعتمد على مصير بريغوجين، ومدى النفوذ الذي سيحتفظ به مع قواته في أفريقيا".

واتفق مايكل مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاجون، مع فكرة أن أحداث مطلع الأسبوع يمكن أن تضر "فاجنر" في أفريقيا.

وقال مولروي: "سيُنظر إليهم على أنهم غير مستقرين للغاية، وربما يشكلون تهديداً للقيادة في تلك البلدان"، مضيفاً: "لقد كادوا أن يبدأوا انقلاباً في (بلادهم)".

وقال مسؤول أمريكي ثانٍ، إنه على الرغم من المخاطر الواضحة على مجموعة بريغوجين، هناك فرصة لاستفادة المجموعة من تمردها، مضيفا: "قد تؤدي مسيرة فاجنر المفاجئة نحو موسكو، التي لم تواجه مقاومة تذكر، إلى تعزيز سمعتها، مما يؤدي إلى المزيد من الأعمال في أفريقيا".

وتابع المسؤول الأمريكي الثاني: "إنه (بريغوجين) يتعامل في أمور العنف، وهذا أمر جيد للترويج له".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

فاجنر تمر فاجنر أفريقيا الشرق الأوسط بوتين

من مالي إلى الإمارات.. ما هي الشركات التي عاقبتها واشنطن لدعم فاجنر؟

بعد انتهاء التمرد.. كيف يتحرك بوتين للسيطرة على فاجر داخل وخارج روسيا؟

بعد احتواء تمردها.. لافروف يحدد مستقبل فاجنر في أفريقيا

هل أضعف تمرد فاجنر الفاشل نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟