رغم تنامي التوترات.. الكويتيون يعارضون أي احتجاجات داخلية أو في المنطقة

السبت 20 مايو 2023 01:53 م

أظهر استطلاعٌ للرأي العام، أن الكويتيين يعارضون أي اضطرابات في الداخل أو في المنطقة، على الرغم من تنامي التوترات في المشهد السياسي داخليا وخارحيا.

الاستطلاع الذي أجرته إحدى الشركات الإقليمية المستقلة في مارس/آذار وأبريل/نيسان، بتفويضٍ من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، اعتمد على مقابلات شخصية مع عينة تمثيلية عشوائية قوامها 1000 مواطن كويتي.

ويشير الاستطلاع إلى أنه على الرغم من جمود الوضع السياسي الداخلي، وتغيير حكومات وحل مجلس الأمة مرتين خلال شهور، إلا أن لم المستطلعين الكويتيين لم يظهروا حماسًا للنزول إلى الشوارع.

ويبرر ذلك بعدد المرشحين المسجلين لانتخابات يونيو/حزيران المقبل، وهم أقل بكثير من الأعوام السابقة، وذلك على الأرجح إلى مشاعر الخيبة السياسية السائدة.

ويوضح الاستطلاع أن نسبة 79% إلى حدّ ما على الأقل، يوافقون على عبارة: "من الجيد أننا لا نشهد احتجاجات شعبية ضد الفساد، كما يجري في بعض الدول العربية الأخرى".

وتوازي هذه النسبة إحصائيًا لتلك المسجلة في الاستطلاع الأخير الذي أجري في مارس/آذار 2022.

وشملت هذه النسبة الأقلية الشيعية الكبيرة في الكويت، إذ وافق نحو ثلثي المستطلعين الشيعة إلى حدّ ما أو بشدة على ذلك.

ويختلف شيعة الكويت بشكل ملحوظ مع نظرائهم السنّة فيما يتعلق بفكرة الإصغاء إلى تفسيرات الإسلام "المعتدلة والمتسامحة والحديثة".

وتماشيًا مع النتائج الماضية، وافقت نسبة 51%من المستطلعين الشيعة في أحدث استطلاع إلى حدّ ما على الأقل على أنه يجب اتباع هذه التفسيرات، في حين عارضتها نسبة 46%.

من جهة أخرى، أيّد 34% من السنّة فقط هذه المقولة، في حين عارضها 64% منهم.

إسرائيل

ولم تتغير آراء الكويتيين بشأن "اتفاقات إبراهام" للتطبيع مع إسرائيل، منذ استطلاعات عام 2022، وتزداد سلبيةً حتى مقارنة بالآراء في دول خليجية أخرى شملتها الاستطلاعات، إذ اعتبر 14% فقط من المستطلعين أن إقامة علاقات رسمية بين عدة دول عربية وإسرائيل هو "تطوّر إيجابي إلى حد ما" أو "إيجابي للغاية" بالنسبة إلى المنطقة.

وعلى نحو مماثل، عارضت نسبة 95%، 89% منها بشدة، فكرة إبرام صفقات تجارية مع شركات إسرائيلية، حتى لو عادت بالفائدة على الاقتصاد الكويتي.

ومجددًا، عارض معظم المستطلعين (92%) إلى حدّ ما على الأقل فكرة "التعاون مع إسرائيل" للتصدي لتهديدات إيران، بينما وافق 87% إلى حدّ ما على الأقل مع هذه المقولة المستفزة عمدًا: "في حال حدوث زلزال أو كارثة طبيعية أخرى، كما حصل في سوريا وتركيا، على الدول العربية رفض أي مساعدة إنسانية من إسرائيل".

وعلى الرغم من الرفض الواسع النطاق للتطبيع، يبدو أن الكويتيين أكثر تقبلًا لأحد أوجه التعاون الملموس مع إسرائيل ويعارضون عمومًا هجمات "حماس" عليها.

وعند طلب تقييم أثر "الاتفاق المبرم في الآونة الأخيرة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل" على المنطقة، شعر 45% منهم أنه "إيجابي إلى حد ما" أو "إيجابي للغاية"، في حين اعتبرته أغلبية ضئيلة (53%) سلبيًا.

ورأى أكثر من ثلثي المستطلعين أن الهجمات الصاروخية التي تشنها حركة "حماس" على إسرائيل، ستنعكس سلبًا "إلى حد ما" أو "إلى حدّ كبير" على المنطقة.

وفضلًا عن ذلك، اعتبرت نسبة 65% من الكويتيين أن "الاحتجاجات الحاشدة التي نظمها بعض الإسرائيليين ضدّ حكومة (بنيامين) نتنياهو" كان لها أثر "إيجابي إلى حدّ ما" أو "إيجابي للغاية" على المنطقة.

وصحيح أن أسباب تأييد الأغلبية غير واضحة، إلا أنها تحاكي عمومًا نتائج الاستطلاعات من باقي دول المنطقة.

أمريكا وإيران

وكانت مواقف الكويتيين تجاه الولايات المتحدة أكثر انقسامًا، إذ تعتبرها نسبة 34% شريكًا أمنيًا و31% شريكًا اقتصاديًا.

ومع ذلك، اعتبر 11% من المستطلعين الولايات المتحدة دولة عدوة، مقابل 2 إلى 3% ممن لديهم الرأي نفسه إزاء روسيا أو الصين.

وعند السؤال عمّا يجب أن تكون أبرز أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، أجاب ثلث المستطلعين أنه عليها "بذل المزيد من الجهود للمساعدة على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

في حين اعتقدت نسبة 25% أنه على الولايات المتحدة "القيام بالمزيد من أجل التصدي للتهديدات الصادرة عن إيران ووكلائها.

واعتبر 40% من المستطلعين الكويتيين إيران "دولة منافسة" و38% "دولة عدوة".

وحتى في أوساط الأقلية الشيعية في الكويت، كانت الآراء إزاء إيران سلبية عمومًا، إذ اعتبرها ثلثا المستطلعين الشيعة تقريبًا دولة منافسة أو عدوة.

مع ذلك، يوافق أكثر من ثلاثة أرباع (77%) المستطلعين إلى حد ما على الأقل على أن "أي ضربة عسكرية كبيرة سواء أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران ستكون خطيرة للغاية وفكرة سيئة بالنسبة إلى بلدنا".

وعلى نحو مماثل، لا تؤيد نسبة 66% فكرة امتلاك دولة عربية قنبلة نووية ردًا على التقدّم الذي تحرزه إيران في هذا المجال.

وفيما يتعلق بإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، انقسمت آراء المستطلعين بعض الشيء، على الرغم من أن أغلبية ضئيلة (58%) اعتبرت التقارب سلبيًا إلى حدّ ما على الأقل.

الصين وروسيا

عند تقديم خمسة خيارات مختلفة إلى المستطلعين، صديق بلادنا، أو شريكها الأمني، أو شريكها الاقتصادي أو منافسها أو عدوها، أجمعت أغلبية الكويتيين (62%) على أن الصين هي شريك اقتصادي، تلتها بفارق شاسع نسبة 19% اعتبرت الصين دولة صديقة.

ويتناقض هذا الموقف الواضح إزاء مكانة الصين الاقتصادية البارزة مع وجهات النظر إزاء روسيا والولايات المتحدة، على الرغم من أن الأغلبية لا تزال تعتبر هذين البلدين شريكَين للكويت بطريقة ما.

وفيما يخص روسيا، ذكر 43% من المستطلعين أنها شريكًا اقتصاديًا، في حين رأت نسبة 31% أن الكرملين هو شريك أمني للبلاد.

ووصفت نسبة 22% روسيا بأنها دولة صديقة، وينسحب هذا الثناء على العلاقات الروسية على آراء الكويتيين بشأن الحرب في أوكرانيا.

وفي الواقع، وافق إلى حدّ ما على الأقل نحو ثلاثة أرباع المستطلعين على المقولة التالية: "في الحرب الجارية حاليًا بين روسيا وأوكرانيا، ستتمثل أفضل نتيجة في انتصار روسيا، وما يتضمنه هذا النصر من ضمّ لأراضٍ أوكرانية شاسعة إلى روسيا".

ويبدو أن هذه الإجابة تشير إلى تغير في المواقف بالمقارنة مع الشهر الأول من الحرب.

ففي استطلاع مارس/آذار 2022، اعتقد 76% من الكويتيين أن الأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا ستخلّف آثارًا "سلبية إلى حد ما" أو "سلبية جدًا" على المنطقة، واعتبرت نسبة 56% منهم أنها سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الكويت استطلاع رأي الكويتيون إسرائيل أمريكا إيران احتجاجات