حظي موقف السياسي القومي التركي سنان أوغان بإعلانه دعم الرئيس رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية على حساب مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو بتفاعل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

والاثنين، دعا سنان أوغان الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من الانتخابات بعد حصده 5.17% من نسبة الأصوات، أنصاره للتصويت لأردوغان في جولة الإعادة التي ستجرى يوم الأحد المقبل، مؤكدا أن المعارضة التركية "لم تستطع أن تقنعنا ولم تتمكن من الحصول على أغلبية البرلمان".

وثمن أردوغان موقف أوغان وقال خلال مقابلة مع شبكة "TRT" التلفزيونية الحكومية: "لم نساوم قط السيد سنان، وهو يعلم جيدا موقفنا الواضح بشأن مكافحة الإرهاب وعلاقتنا بالعالم التركي".

وأضاف أردوغان: "نتوقع أن تبدأ المعارضة في حملة تشويه سمعة سنان أوغان، لكن سيكون رد الشعب على تلك الحملة في جولة الإعادة".

من جانبه قال كليتشدار أوغلو في تغريدة على "تويتر": "مِن الواضح مَن يقف مع هذا البلد الجميل ومَن يقف بجانب بيع هذا البلد الجميل! نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين. إنه استفتاء".

وأضاف: "لا أحد يستطيع أن يخدع أحدا بعد الآن. أدعو مواطنينا البالغ عددهم 8 ملايين وجميع شبابنا الذين لم يأتوا إلى صناديق الاقتراع (في 14 مايو/أيار) إلى التصويت!".

وأثار دعم سنان أوغان لأردوغان ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل؛ إذ تصدر وسم باسمه منصة "تويتر" في تركيا وبرز بشكل كبير في الدول العربية.

واعتبر ناشطون ومغردون أن موقف أوغان ضربة قوية للمعارضة ومن شأنه حسم الفوز لصالح أردوغان في الجولة الثانية.

وقال الصحفي اليمني أنيس منصور: "قبل أن يعلن سنان أوغان دعمه للرئيس أردوغان تم رصد واستطلاع  الشارع ولوحظ انهزام وانكسار المعارضة مقدماً وخيار المنافسة أصبح صعب ومستحيل على وجوههم علامات الهزيمة.. ألف مبروك أردوغان".

ورأى الصحفي المصري أحمد الشرقاوي أن موقف أوغان يؤكد أن أردوغان محترف في السياسة ويأتي في إطار السعي للحفاظ على مكتسبات الدولة.

وأكد الصحفي عبد القادر سلوي أن "دعم سنان أوغان لأردوغان يضمن حصوله على 0.5٪ من الأصوات التي كان بحاجة لها".

واعتبرت الصحفية التركية سارة أردوغان موقف أوغان بأنه ضربة عثمانية قوية للقوى الغربية وحليفهم كليتشدار أوغلو.

في المقابل اعتبر مغردون آخرون أن دعم سنان أوغان لأردوغان في جولة الإعادة خطوة مهمة لكنهم يعتقدون أنها قد لا تغير كثير في مجرى التصويت وربما الذين صوتوا للمرشح القومي لن يسمعوا كلامه في ظل عدم وجود قاعدة شعبية قوية له.

وكتب الصحفي المصري جمال سلطان حول موقف أوغان: "تطور إيجابي، لكني ما زلت مصرا على أنه لن يغير كثيرا مجرى التصويت، وأردوغان ليس بحاجة ماسة له في انتخابات الإعادة، إنما لما بعد الانتخابات بدرجة أهم".

وقال الناشط محمد أردوغان: "لا توجد لسنان اوغان قاعدة شعبية قوية حتى نقول أن الـ 5% (الذين صوتوا له بالجولة الأولى) جميعهم سيسمعون كلامه وسيصوتون لأردوغان". 

وقال الناشط عيد الشمري: "الإفراط في التفاؤل بانتصار أردوغان بعد تأييد المرشح السابق سنان أوغان لحملته سوف يفرّط في فوز الرئيس التركي بالجولة الثانية خاصة أن أوغان الذي خسر الجولة الأولى لا يضمن توجيه كل أنصاره بالتصويت لأردوغان".

وقال الصحفي مصطفى عاشور: "بعدما أعلنه المرشح الرئاسي الخاسر في الجولة الأولى سنان أوغان نصيحتي للأخوة الأتراك لا تركنوا ولا تنخدعوا بكلامه الذي أعلن دعمه للرئيس أردوغان في جولة الإعادة فهذا قد يكون موقفا واقعيا شخصيا من سياسي يبحث عن مكسب (وهذا حقه) لكنه يبقى فخ ولن يحقق للرئيس ما يريد وإنما الذهاب للصناديق والعمل الجاد وحث المناصرين للرئيس بالتصويت ودعوة المتارجحين لتأييد الرئيس أردوغان والحفاظ على الكتلة الصلبة هو الأهم".

ومن ناحية اقتصادية كتب الأكاديمي مخلص الناظر: "من جديد ارتفع مؤشر التخلف عن السداد للديون التركية لأجل خمس اعوام الى 700 نقطة، بعد إعلان سنان اوغان دعم الرئيس أردوغان في جولة الانتخابات الثانية، حيث تتوقع الاسواق فوز أردوغان واستمرار السياسة الاقتصادية غير التقليدية".