هآرتس: إسرائيل منعت بيع منظومة اختراق هواتف جديدة للمغرب.. ما السبب؟

الثلاثاء 23 مايو 2023 04:15 م

كشف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن شركة "كوادريم" (QuaDream) الإسرائيلية، والمتخصصة في التجسس واختراق هواتف "آيفون"، حاولت بيع برنامجها الضار "كوادريم-ريجن" إلى المغرب.

جاء ذلك رغم قرار تل أبيب بوقف بيع هذا النوع من برامج التجسس إلى الرباط، بعد تورط الأخيرة في استخدام برنامج "بيجاسوس" الذي تنتجه شركة "إن إس أو NSO" الإسرائيلية أيضا في التجسس على شخصيات رفيعه في إسبانيا وفرنسا.

وكانت السعودية أيضا زبونا لتلك الشركة، حيث حصلت على البرنامج الضار، وسط انتقادات حقوقية، نظرا لتاريخ المملكة في استخدام تلك البرامج في اختراق هواتف معارضين وناشطين حقوقيين داخل البلاد وخارجها.

وتسببت هذه الصفقة، بالإضافة إلى مشكلة تسرب شفرات سرية من الشركة، إلى قرار بإغلاق "كوادريم"، حيث أبلغت العاملين فيها، قبل أسابيع، بقرار الإغلاق.

وتعد "كوادريم" منافسا أقل شهرة لشركة "إن إس أو" الإسرائيلية المتخصصة في برامج التجسس، والتي أدرجتها الحكومة الأمريكية في القائمة السوداء بسبب اتهامات قرصنة.

وتأسست شركة "كوادريم" عام 2016 من قبل موظفين سابقين في شركة "إن إس أو" الإسرائيلية.

وفي عام 2021، اتُهمت "كوادريم" و"إن إس أو" باستغلال عيوب هواتف "آيفون" لتثبيت برامج تجسس.

ويعتبر برنامج التجسس "ريجن"، الذي طورته "كوادريم"، المنافس الرئيسي لبرنامج "بيجاسوس" في اختراق أجهزة "آيفون".

وأفاد تقرير "هآرتس" بأن برنامج "ريجن" قادر على اختراق سري من دون حاجة إلى أي عمل من جانب الضحية، وهي ما تعرف بتقنية "زيرو كليك"، ويسمح الاختراق بالوصول إلى جميع جهات الاتصال والمحادثات والرسائل النصية في تطبيقات مشفرة، مثل "واتسآب"، وتحويل الآيفون المخترق إلى جهاز تجسس هائل ضد حامله.

وبمقدور هذا البرنامج اختراق أجهزة "أندرويد" أيضا.

ونقلت الصحيفة عن خمسة مصادر في مجال السايبر الهجومي قولها إن "كوادريم" حاولت تطوير أداة اختراق جديدة ذات قدرات "جنونية"، لكن لم تكمل تطوير منتجها هذا بسبب عدم تمكنها من إبرام صفقات جديدة.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن شركة "إن إس أو" باعت منظومة التجسس "بيجاسوس" للسعودية بتشجيع ومصادقة الجهات الحكومية الإسرائيلية، بينما أبرمت "كوادريم" بيع منظومة التجسس "ريجن"  خارج "إسرائيل"، بواسطة شركة "إن ريتش InReach" القبرصية، التي أقيمت من أجل تسويق منتجات "كوادريم" خارج دولة الاحتلال.

وتخضع أنشطة "إن إس أو" وغيرها من الشركات السيبرانية الإسرائيلية الهجومية لإشراف وزارة الجيش الإسرائيلية؛ خوفًا من تسريب معلومات حسّاسة، والقيام بأعمال تجارية مع دول يُحظر على الإسرائيليين حاليًا العمل معها لأسباب أمنية وعلاقات خارجية.

وقانون الرقابة الإسرائيلية ينطبق على الصادرات الأمنية وعلى أي إسرائيلي يعمل في مجال قد يتضمن معلومات أمنية سريّة أو تقنيات تأسست في "إسرائيل"، وعمليًا، القانون مطبّق فقط على الشركات الإسرائيلية المقيمة في إسرائيل.

ووفقا للتقرير، تم بالفعل بيع برنامج "ريجن" إلى السعودية، عبر الشركة القبرصية، بدون علم  وزارة الأمن الإسرائيلية في بداية الأمر.

وبحسب الصحيفة، فإن "كوادريم" أبرمت صفقات مع أنظمة غير ديمقراطية واستبدادية في العالم، بفضل "دبلوماسية السايبر" التي اتبعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من خلال إبرام صفقات كهذه في إطار "تحسين العلاقات مع العالم العربي وأفريقيا".

وركزت "كوادريم" على هذه الدول، وخاصة تلك التي لم تتمكن من شراء برنامج التجسس "بيجاسوس".

وكانت صحيفة "جلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية أول من نشر عن اتصالات "كوادريم" مع الرباط، في أغسطس/آب 2021، وبعد أن طبعت المغرب علاقاتها مع إسرائيل في إطار "اتفاقيات أبراهام".

والمغرب كانت زبونا لشركة "إن إس أو"، لكن هذه العلاقة قُطعت بعد الكشف عن استخدام الرباط برنامج "بيجاسوس" ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسبانيين والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون؛ وعلى إثر ذلك، لم تحصل "كوادريم" على تصريح لبيع برامجها للمغرب.

وقال دنكا كربهيل، وهو هاكر أخلاقي يقود فريقا تقنيا في منظمة العفو الدولية (أمنستي)، إن "محاولة البيع للمغرب، رغم تقارير عديدة حول إساءة استخدام منتجات تجسس، يثبت أن شركات خاصة لا يمكنها وغير قادرة على مراقبة نفسها. وهي تخفي أنشطتها بواسطة شبكة شركات شائكة وتلتف على الرقابة الضئيلة الموجودة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تجسس اختراق آيفون كوادريم شركات إسرائيلية NSO بيجاسوس تطبيع المغرب