إسرائيل تحذر حزب الله من ارتكاب أي خطيئة تؤدي بالمنطقة لحرب كبيرة

الأربعاء 24 مايو 2023 01:28 م

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، إن حزب الله اللبناني "مرتدع بشدة عن شن حرب شاملة ضدنا"، في وقت حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هرتسي هاليفي حزب الله من ارتكاب "خطيئة" قد تؤدي بالمنطقة إلى حرب كبيرة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن كوخافي الثلاثاء، إن "حزب الله مرتدع بشدة عن شن حرب شاملة ضد إسرائيل"، مؤكدا أن بلاده لديها استعداد جيد على الجبهة الشمالية.

في وقت نقلت عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حوليا، في كلمة له، خلال مؤتمر "هرتسليا 2023" في جامعة "ريخمان"، إن "أي حرب على الحدود الشمالية ستكون قاسية على جبهتنا الداخلية لكننا سنعرف كيف نتعامل معها".

وزاد: "(الأمين العام لحزب الله حسن) نصرالله يعتقد أنه يعرف كيف نفكر.. إنه يتحدانا بطرق يعتقد أنها لن تؤدي إلى حرب شاملة".

وأضاف حوليا، أن سماح رئيس النظام السوري بشار الأسد باستخدام أراضيه لإطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل يجعل احتمال نشوب هذه الحرب أكبر، مطالبا بلاده بأن تستعد لذلك.

وأشار إلى أن تعاون المخابرات العسكرية مع الموساد والشين بيت (وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية) أقرب من أي وقت مضى، محذراً من وصفهم بـ"أعداء إسرائيل" بألا يخطئوا التقدير.

وتابع أن "تفعيل القوة من الجبهة الشمالية نحو إسرائيل سواء من سوريا أو من لبنان قد يؤدي إلى تصعيد واصطدام كبير بين إسرائيل وحزب الله في لبنان".

حزب الله يتدرب

وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من إجراء حزب الله، مناورة بالذخيرة الحية في جنوب لبنان، تعد من الأكبر التي يقيمها أمام وسائل الإعلام، وتخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرات مسيّرة، أو اقتحام أراضي.

وشارك نحو 200 من عناصر الحزب اللبناني خلال المناورة التي أجريت في بلدة عرمتى على مسافة نحو 20 كيلو متر شمال الحدود مع إسرائيل، وذلك بمناسبة قرب حلول ذكرى انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في 25 مايو/أيار 2000.

فيما أفادت قناة "12" العبرية، بأن مناورات "حزب الله" اللبناني الأخيرة قد تجبر الجيش الإسرائيلي على إعادة حساباته من جديد.

وذكرت القناة أن هناك تهديدات متزايدة على الجيش الإسرائيلي قد تجبره على إعادة حساباته من جديد، بدعوى أنه في حاجة ماسة إلى تعزيز منظومة الاحتياط التي باتت تئن تحت تراكم الأعباء.

وأكدت أن حالة التطور التكنولوجي لـ"حزب الله" اللبناني، الذي وصفته بـ"أعداء إسرائيل"، قد يسبب قلقا متزايدا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، وأنه على تل أبيب استغلال الميزانية الجديدة للبلاد في تطوير القوات العسكرية وبناء الجيش الإسرائيلي من جديد.

ونقلت القناة عن عدد من جنود الاحتياط الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية للبلاد أن هناك حالة واضحة من نقص المعدات والذخيرة والآليات العسكرية، فضلا عن انعدام التغطية الاستخباراتية التكتيكية للتعامل مع التهديدات المتزايدة على الجبهة الشمالية.

وشددت على أن القيادة الميدانية للجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، وتحديدا على الحدود اللبنانية تدرك تلك الحقيقة إلا أنها تقف عاجزة عن إيجاد حل لهذه المشكلة الواقعية.

وتزامنت المواقف الإسرائيلية مع منشورات تحذيرية لسكان المناطق الحدودية وتدريبات بالمدفعية، نفّذتها قوات الاحتلال في سفوح الجولان، حسب ما لفتت مراسل قناة "المنار".

وأضافت القناة، أنه "بعد استنفاد كل وسائل الوعيد والتهديد والرهبة من التنفيذ بفعل معادلة الردع، العدو (إسرائيل) يلقي منشورات تحذيرية تهديدية لرعاة الماشية ولسكان المزارع المحررة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا".

وقالت الوكالة اللبنانية (رسمية)، إن المنشورات كتب عليها: "فكّر قبل أن تعمل اختراقك للحدود، نشاطك يعرض الوضع للخطر وقد يؤدي إلى إصابتك، اتّبع القاعدة الشرعية أن درء المفسدة مُقدّم على جلب المصلحة".

مناورة قادمة

من ناحيتها، أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت​" العبرية، أن "حزب الله​ يخطط لإرسال قوات خاصة إلى المستوطنات الشمالية وتنفيذ عمليات أسر"، في "استعراض للقوة أمام أعين الجيش".

وقالت إن المناورة "كانت أشبه بهجوم على مستوطنات إسرائيلية استخدمت فيها الطائرات بدون طيار والدراجات النارية"، معتبرة أن "المناورة أظهرت وجود تحسن كبير في قدرات وحدات حزب الله البرية، ولاسيما قوة الرضوان الخاصة، التي اكتسبت عملياتها خبرة في سوريا".

وأضافت: "على ما يبدو وبتوجيه من الأمين العام للحزب ​حسن نصر الله​، تقدمت هذه الفرقة باتجاه خط التماس مع إسرائيل، في خطوة هجومية مهمة للغاية، وبدأت الانتشار في أبريل/نيسان 2022، وأكملته في غضون عام، بهدف زيادة مستوى الاستعداد للحرب".

كما ذكرت أنه "منذ أكثر من عقد، يتحدث نصرالله عن الانتقال من المدافع عن لبنان إلى فاتح ​الجليل.​. إنه لا ينوي إرسال كتائب تصل إلى عكا، بل وحدات خاصة تتسلل إلى المستوطنات على طول الخط الحدودي".

واستطردت: "حزب الله يغيّر الاستعدادات على الحدود ويمارس التخريب المتعمد لخلق استفزازات، وزاد عدد القوات في الجبهة، وزاد من سرعة رد الفعل ورفع مستوى وسائل الحرب".

ورأت الصحيفة أن الحزب "يظهر المزيد من الجرأة والاستعداد للمخاطرة بالمواجهة"، مذكرة أن "حزب الله قادر يومياً على إطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ، بمدى طويل وقدرة تفجيرية عالية، ودقة، وعلى إسرائيل الاستعداد لذلك".

وسبق للأمين العام للحزب حسن نصرالله، أن حذّر إسرائيل مرارا خلال الأعوام الماضية، من أن الحزب قد يطلب من مقاتليه اقتحام الجليل في أي حرب مقبلة بين العدوين اللدودين.

وشهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بدأت بإقدام عناصر من حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين. وقتل خلال الحرب 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون، و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.

وتأسس الحزب عام 1982 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي، بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وانضم الى مجموعات يسارية تصدّت للقوات الاسرائيلية، وتحول لأبرز قوة ساهمت في تحرير الجنوب بعد نحو 22 عاماً من الاحتلال.

ويعدّ الحزب لاعبا رئيسيا على الساحة اللبنانية ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها. ويقاتل أيضا في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد بشكل علني منذ العام 2013.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل حزب الله حسن نصرالله الأسد الجيش الإسرائيلي الجولان مناورات

الجيش الإسرائيلي وحزب الله.. من يهدد من؟ ولماذا؟

تخوف إسرائيلي من أفعال لنصرالله قد تؤدي إلى حرب كبيرة

4 سيناريوهات للتصعيد بين إسرائيل وإيران وحزب الله.. تعرف عليها