استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأسد في الجامعة العربية وسورية خارجها

الجمعة 26 مايو 2023 05:00 ص

الأسد في الجامعة العربية وسورية خارجها

بعد عودة النظام يعتبر بعض العرب أنه رفع عن نفسه حرج ومسؤولية مساندة سورية وشعبها من أجل حلٍّ سياسي، وإعادة تعميرها.

بعد أن طوت قمة جدّة قرار المقاطعة الذي دام 12 عاما، يمكن له أن يتحرّك في الأجواء العربية بحرّية، وصار بمقدور المسؤولين العرب قصد دمشق بلا حرج رسمي.

عاد الأسد للمؤسّسة العربية الرسمية من بوابة القمّة وبقيت المسألة السورية معلقة تنتظر حلا هو مفتاح العودة الطوعية لملايين اللاجئين وتحرير أكثر من مئة ألف معتقل وإعادة الإعمار.

العودة إلى الجامعة رفعت العزلة عن النظام ولم تعالج لب المشكلة ففتح الباب العربي الرسمي أمام النظام لم يتم ضمن تسوية سياسية للمسألة السورية وجرى التركيز على إنهاء عزلة الأسد فقط.

* * *

صار بوسع رئيس النظام السوري، بشّار الأسد، أن يعتبر نفسه خارج العزلة العربية. وبعد أن طوت قمة جدّة قرار المقاطعة الذي دام نحو 12 عاما، يمكن له أن يتحرّك في الأجواء العربية بحرّية، وصار بمقدور المسؤولين العرب أن يقصدوا دمشق بلا حرج رسمي.

ومهما يكن من أمر، ذهبت صفحة الجفاء العلني بين النظام السوري وأغلبية الدول العربية أدراج الرياح، غير أنه بدا من خلال الشكل والمضمون، وما ورد في البيان الذي صدر عن القمّة، أن ما جرى هو عودة الأسد إلى المؤسّسة العربية الرسمية من بوابة القمّة، بينما بقيت المسألة السورية معلقة، تنتظر الحل، الذي يشكل مفتاح العودة الطوعية لملايين اللاجئين، وتسوية ملفّ أكثر من مائة ألف معتقل، وإعادة الإعمار.

على هذا الأساس، ستبقى العودة إلى الجامعة بمثابة خطوة لرفع حالة العزلة عن النظام، ولم تذهب بعيدا إلى عمق المشكلة، وهناك أسباب كثيرة، منها أن فتح الباب العربي الرسمي أمام النظام لم يتم في إطار تسوية سياسية للمسألة السورية، وجرى التركيز على إنهاء عزلة الأسد، وإهمال بقية الملفّات!

وهذا أمر مقصود من القائمين على العملية الذين يبدون غير قادرين، وعاجزين عن علاج جذور المشكلة، وليس لديهم قابلية لاتخاذ موقف يضعهم في خلاف وخصومة مع النظام وداعميه روسيا وإيران، خصوصا وأن النظام رفض التجاوب مع كل المبادرات التي تقدّمت بها الدول العربية للقبول بتسويةٍ حتى في الحدود الدنيا.

بل تصرّف على عكس ما شاع في بعض الأوساط، من أنه سيقابل انفتاح الدول العربية عليه، بخطواتٍ رمزيةٍ توحي بأنه مستعدٌّ لحل سياسي للقضية. وجاء خطاب بشّار الأسد في القمّة تعبيرا صريحا عن غير هذا الموقف.

وبالتالي، تشكل العودة إلى جامعة الدول العربية عملية قفز على القرارات الدولية والعربية، ولها عواقب خطيرة، ليس على مستوى التهرّب من مسؤولية الحلّ فقط، بل على صعيد ما سيترتّب على تمييع القضية، وإدارة الظهر لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، وترك ملايين السوريين لاجئين في داخل سورية وخارجها يعيشون أوضاعا مأساوية، بالإضافة إلى ما تعانيه سورية من تقسيم إلى مناطق نفوذ دولية، ووجود قواتٍ أجنبيةٍ على مساحاتٍ واسعةٍ من أراضيها، تمثل صراع المصالح والنفوذ بين كل من الولايات المتحدة، روسيا، إيران، وتركيا.

أخطر ما يترتّب على الوضع الجديد ليس عودة النظام إلى جامعة الدول العربية من دون أن يلتزم بأي خطوة مقابل فتح الأبواب العربية أمامه، بل هو أن يعتبر بعض العرب أنه رفع عن نفسه حرج ومسؤولية مساندة سورية وشعبها من أجل حلٍّ سياسي، وإعادة تعميرها.

وهذا أمر لن يضرّ بسورية وقضية شعبها فقط، بل بالعالم العربي غير المحصّن ضد التدخّلات الأجنبية، وخصوصا الإيرانية. وهنا تجدر الإشارة إلى نقطةٍ مهمةٍ تتعلق بدور طهران في عودة الأسد ضمن الاتفاق مع الرياض، الأمر الذي يوحي بتفاهماتٍ على حساب السوريين.

الشعب السوري الذي أحسّ بالخذلان والإهانة من استقبال الأسد في جدّة أعطى بلا حدود من أجل الحرية، ولكنه لم يتلق المساعدة الكافية من أجل تحقيق هذا الهدف. صحيحٌ أنه حصل على دعم كبير، عربي وعالمي، إلا أن المخصّص من أجل الخلاص من النظام القاتل كان محدودا.

ولذلك لم يتمكّن من الوصول لما كان يطمح إليه بمواجهة نظام عسكري وأمني لديه عدّة رهيبة، بما فيها الأسلحة الكيماوية التي لم يتردّد في استعمالها رغم أنها محرّمة دوليا، هذا بالإضافة إلى مساندة إيران وروسيا له بكل ما تملكانه من إمكانات عسكرية واقتصادية وسياسية، وهو ما جعله يظلّ على قيد الحياة أكثر من عقد، بعد أن خسر موارده الداخلية.

*بشير البكر كاتب صحفي وشاعر سوري

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

سورية الأسد النظام لاجئين العودة الطوعية الجامعة العربية قمة جدة الحل السياسي الأسلحة الكيماوية الشعب السوري

تحليل يتحدث عن السبب الرئيسي لعودة الأسد للجامعة العربية ويحذر: ما بعد ذلك لن يكون سهلا