تحليل يتحدث عن السبب الرئيسي لعودة الأسد للجامعة العربية ويحذر: ما بعد ذلك لن يكون سهلا

الجمعة 26 مايو 2023 02:10 م

اعتبر تحليل أن عودة النظام السوري ورئيسه بشار الأسد إلى الجامعة العربية، بعد مساع تزعمتها السعودية وشاركت بها الإمارات والأردن ومصر، جاء ليعبِّر عن حاجة عربية وإقليمية لتسوية الخلافات البينية والانتقال من مرحلة الاستنزاف المتبادل، خصوصًا بعد التقارب السعودي-الإيراني، والتقارب التركي-المصري، والتركي-الخليجي وفي ظل تنامي التنافس الصيني-الأمريكي في المنطقة.

وأشار التحليل، الذي نشره مركز الجزيرة للدراسات، إلى أن هذه الحاجة هي التي ستحدد حتمًا طبيعة الدور الذي ستقوم به سوريا في الإقليم وموقعها في اصطفافاته الجديدة.

الضغوط الغربية

لكن التحليل يرى أن المضي في هذا المسار لن يكون سهلًا؛ إذ سيترتب على الدول العربية مقاومة الضغوط الغربية، وخصوصا الأمريكية، الرافضة لمسار التطبيع، وإقناعها بجدوى المقاربة الجديدة، بما يسمح بتجاوز العقوبات أو تخفيفها لإطلاق عملية إعادة الإعمار.

وفي نفس السياق، سيتعين على الدول العربية إقناع النظام السوري بتقديم تنازلات تساعدها في هذا المسعى مع وجود شكوك عميقة حول قدرة هذا النظام أو رغبته في تنفيذ أي تعهدات يقطعها في مقابل مساعدته اقتصاديًّا وفي إعادة الإعمار.

استنزاف قوة سوريا

وشكك التحليل في إمكانية أن تضيف عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية إيجابا لقوة الأخيرة، في ضوء الضعف الشديد الذي يعتري سوريا بعد 12 سنة من الحرب، وفي ظل وجود خمسة جيوش أجنبية على أراضيها، وفقدان النظام السيطرة على مناطق واسعة من شمال وشمال شرقي البلاد؛ حيث تتركز أكثر ثروات سوريا المائية والطبيعية (النفط والغاز) فضلًا عن انهيار قدراتها العسكرية، وحدوث دمار واسع في بنيتها التحتية، حيث تقدر تكلفة إعادة بنائه وفق أكثر التقديرات تحفظًا بـ 400 مليار دولار.

الأهم من كل ذلك هو فقدان سوريا أكثر من نصف مواردها البشرية، مع اقتلاع نحو 12 مليون سوري من بيوتهم، موزعين بين لاجئ ونازح، فيما يعيش 90 بالمئة ممن يقيمون في مناطق سيطرة النظام تحت خط الفقر الأدنى.

ويرى التحليل أنه رغم الشكوك المحيطة بقدرة نظام الأسد على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وهو أحد أهداف التقارب العربي مع دمشق، إلا أن الدول العربية المتحمسة لمسار التطبيع تجادل بأن عودة الدور العربي إلى سوريا أقله من بوابة العمل الإنساني ومشاريع التعافي المبكر سوف يعزز موقف الأسد التفاوضي تجاه الضغوط الإيرانية التي تتعاظم على دمشق لتسديد ديونها، بعد دعم طهران له لقمع الثورة المسلحة ضده.

انتصار للجناح المناهض للتغيير

ويعتبر التحليل أن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية يشكل انتصارًا للجناح المناهض للتغيير والرافض للإصلاح السياسي في الجامعة العربية وتعزيزًا لموقفه، علاوة على توفيرها مدخلًا جديدًا للتعاون الذي يتنامى مع روسيا، التي تشارك هذا الجناح الموقف من الثورات العربية، إلى جانب مصالح مشتركة أخرى عديدة تبدأ بالطاقة وتمتد إلى الأمن والموقف من التيارات الإسلامية.

مصالح متباينة

ويعدد التحليل مصالح الدول العربية من عودة الأسد إلى الصف، ففيما يركز الأردن أكثر على قضية إعادة اللاجئين، نظرًا لوجود نحو 650 ألف لاجئ سوري على أراضيه، تتشارك السعودية ودول خليجية أخرى مع الأردن المخاوف من ازدياد عمليات تهريب المخدرات بعد أن باتت سوريا مصدرًا رئيسًا لإنتاجها.

وفيما تبدو الإمارات مهتمة أكثر بطي صفحة الربيع العربي والقضاء على تيارات الإسلام السياسي، لا يحظى موضوع الدفع بالحل السياسي للأزمة السورية إلا باهتمام مباشر من جانب قطر، التي جعلت منه شرطًا للتطبيع مع النظام.

ويعتبر التحليل أن التوجه العربي للتطبيع مع النظام السوري، الذي بدأته الإمارات، قبل أن تقود اندفاعته السعودية، يشكل أحد تجليات الانكفاء الأمريكي عن المنطقة، وأزمة الثقة في العلاقات السعودية-الأميركية التي بدأت مع إدارة أوباما واستمرت مع ترامب وبلغت ذروتها مع بايدن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بشار الاسد النظام السوري الجامعة العربية ايران العلاقات السعودية السورية

ميدل إيست آي: انعطافة العرب تجاه سوريا ستغير اللعبة كليا ولكن بشرط