أمام تحالف غير متجانس.. توقعات متزايدة بفوز أردوغان

السبت 27 مايو 2023 12:51 م

تحت عنوان: "لماذا سينتصر أردوغان في تركيا؟"، نشر موقع "ناشونال إنترست" تحليلا للأكاديمي صاحب الدكتوراه من جامعة ساوت كارولينا وأستاذ الشؤون الدولية في كلية تشارلستون على دميرطاش، توقع فيه أن يحقق الرئيس التركي فوزا مريحا في جولة الإعادة المقررة الأحد 28 مايو/أيار الجاري، على حساب المعارضة التي صنعت إجماعا على قاعدة وحيدة وهي: "أي شخص إلا أردوغان"، بغض النظر عن فاعلية تحالفها وواقعيته.

سيارة لا تتحرك

وشبه الكاتب مبدأ "أي شخص إلا أردوغان"، بقيادة كمال كليتشدار أوغلو بميكانيكي يحاول بناء سيارة باستخدام أجزاء غير متوافقة تمامًا.

نعم، لقد صنع سيارة لكنها لم تتحرك أو تنطلق أبدا، على حد قوله في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد".

وقبل ترشحه، كان الكثيرون في "تحالف الأمة" الذي يتزعمه يرون أن كليتشدار أوغلو غير كفء، يتلعثم وتكثر أخطاؤه عند التحدث، حيث أشار إلى مقاطعات تركية على أنها دول، مثل قونيا، ما أثار لغطا، ولم يستطع تلاوة أول سطرين من النشيد الوطني التركي في بعض المناسبات، علاوة على التصريح رسميا بأنه علوي، وهي أقلية شيعية، وهو إعلان غير حكيم، نظرًا للهوية السنية الساحقة لتركيا، كما يقول الكاتب.

أما الأكثر شهرة في تاريخ كليتشدار أوغلو، يضيف الكاتب، فهو ربما أنه خسر 11 مرة ضد أردوغان في السنوات الـ13 الماضية، ومع ذلك يصر على البقاء على رأس حزب الشعب الجمهوري رغم الانتقادات.

ويتابع: علاوة على ذلك، أعطى كليتشدار أوغلو انطباعا بأنه سياسي مؤيد للغرب بشكل غير مشروط ومستعد لتحقيق كل ما تمليه الولايات المتحدة وأوروبا. هذا لا يبشر بالخير مع الناخبين الوطنيين الذين يعتقدون أن واشنطن وبروكسل هما سبب مشاكل تركيا ، خاصة فيما يتعلق بـ"إرهاب حزب العمال الكردستاني".

إنجازات أردوغان

وبشكل عام، يرى الكاتب أن أردوغان استفاد بذكاء من تضاؤل النفوذ العالمي للولايات المتحدة، من خلال اتباع سياسة خارجية مستقلة دائمًا تعزز مصلحة بلاده، والتي غالبًا ما تتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة، حيث نجح بسلسلة تحركات عسكرية في تقويض المشروع الأمريكي لإقامة حكم ذاتي كردي في سوريا، والذي اعتبرته أنقرة مسألة تتعلق بالأمن القومي.

واستناداً إلى لامبالاة واشنطن بأمن تركيا، مضى أردوغان، على الرغم من الاعتراضات الأمريكية التي لا هوادة فيها، إلى الأمام وحصل على أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400".

وفي شرق البحر الأبيض المتوسط الغني بالطاقة، تبنى الرئيس التركي مفهوم "Mavi Vatan" (الوطن الأزرق)، الذي يرسم الحدود البحرية لتركيا من منظور مختلف، بعيدا عن المنظور اليوناني والأوروبي الذي يحاصر السواحل التركية بالجزر.

وقد دفع هذا أنقرة إلى توقيع اتفاق بحري مع ليبيا، والذي سمح لأنقرة بالسيطرة الفعالة على الموارد البحرية، وقطع وصول اليونان البحري عن القبارصة اليونانيين.

ويقول الكاتب إن خصم أردوغان كمال كيلتشدار أوغلو مصمم على التراجع عن المكاسب المتصورة للأول في السياسة الخارجية، وأيضا يعتبر وحدات حماية الشعب (YPG)، الوكيل الأمريكي في سوريا، "وطنيين يحاولون إنقاذ وطنهم"، وقد تساءل من حين لآخر عن سياسة تركيا تجاه شمال أفريقيا، قائلا: "ماذا تفعل تركيا في ليبيا؟" وأخيرًا، انتقد قرار أردوغان بشراء "إس-400" قائلاً: "من سيهاجم تركيا؟ لماذا اشتريناها؟".

المهمة المستحيلة

ونظرا لكونه رئيسًا لأكبر حزب معارض، شرع كيليتشدار أوغلو في المهمة المستحيلة المتمثلة في تجميع ائتلاف من الأحزاب التي تتناقض مع رؤية حزب الشعب الجمهوري، والذي اضطر، بآرائه اليسارية والعلمانية والموالية للغرب والتقدمية، إلى تشكيل ائتلاف مع الحزب الصالح القومي اليميني وحزب السعادة الإسلامي، وكذلك حزب ديفا وحزب المستقبل، وقادته هم كوادر أردوغان السابقة الذين انقلبوا ضده.

واستغرق قرار التحالف لترشيح كليتشدار أوغلو وقتا كبيرا لدرجة أنه ثارت تساؤلات عما إذا كان التحالف سيكون قادرًا حتى على تشكيل حكومة فاعلة في حالة فوزه، وبعد ترشحه انسحبت ميرال أكشنار قبل أن تعود بعد تعرضها لضغوط، ما أقلق الكثيرين.

الأسوأ، بحسب الكاتب، هو اضطرار كليتشدار أوغلو إلى التحالف مع الأحزاب الكردية، مثل الشعوب الديمقراطي واليسار الأخضر، ما أدى إلى نفور الناخبين المناهضين لحزب العمال وذهابهم للتصويت إلى سنان أوغان، والمفارقة أن الأخير أعلن تأييده لأردوغان في الجولة الثانية.

استغلال الكارثة

بعد أن خسرت أمام أردوغان مرارًا وتكرارًا، جادلت المعارضة بأن "كارثة كبرى أو حربًا" ستضعفه، ما يعجل بلحظة تغيير النظام السياسي. وتحققت رغبتهم عندما ضرب زلزالان بقوة 7.6 و7.4 درجة في فبراير/شباط جنوب وسط الأناضول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص وتسبب في دمار هائل في 11 مقاطعة.

يقول الكاتب إن تلك الكارثة أعطت المعارضة فرصة لتقويض إرث أردوغان وإلحاق الهزيمة به في الانتخابات، لكن الجولة الأولى أثبتت عكس ذلك، ففي جميع المقاطعات الـ11 التي ضربها الزلزال - باستثناء واحدة - احتل أردوغان الصدارة بأغلبية ساحقة، حيث اتضح أن المواطنين في منطقة الزلزال اقتنعوا بأن أردوغان وحده هو القادر على معالجة الوضع من خلال تقديم المساعدة المالية وإعادة بناء المدن وتعويضهم عن خسائرهم.

رد أنصار حزب الشعب الجمهوري بإبداء الأسف على دعم متضرري الزلزال، وإقدام عمدة تكيرداغ على طرد ضحايا الزلزال من مساكنهم المؤقتة لأنهم كانوا من كهرمان مرعش، حيث حصل أردوغان على أكثر من 60% من الأصوات.

الأغلبية البرلمانية

علاوة على ذلك، شكل فوز تحالف أردوغان بالأغلبية البرلمانية في الجولة الأولى 323 مقعدا من أصل 600، سببا إضافيا لجعل الناخب التركي يقلق من فوز كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، حيث سيكون رئيسا ضعيفا بلا ظهير برلماني، وهذا سيدفع بعض المضطرين لانتخابه إلى مقاطعة التصويت، كما يقول الكاتب.

ويخلص الكاتب إلى أن تجميع 5 أحزاب يمينية تحت قيادة حزب الشعب الجمهوري اليساري للإطاحة بأردوغان مهمة شاقة، وأعطى الأمر الناخبين انطباعًا بأن تشكيل حكومة ائتلافية غير فعالة سيكلف البلاد استقرارها النسبي، لا سيما بالنظر إلى المناخ المثير للجدل بالفعل بين أعضاء التحالف.

المصدر | على دميرطاش | ناشونال إنترست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات التركية رجب طيب أردوغان كمال كليتشدار أوغلو المعارضة التركية

أردوغان وكليتشدار أوغلو يدليان بصوتيهما في جولة الإعادة.. ماذا قالا لأنصارهما؟