أدلى الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" المعارض كمال كليتشدار أوغلو، بصوتيهما في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، والتي يتنافسان فيها على منصب يستمر لـ5 سنوات مقبلة.

وتعد هذه الانتخابات "الأهم في تاريخ الجمهورية التركية" منذ تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول 1923، ويترقب العالم نتائجها في ظل أدوار وتأثيرات أنقرة إقليميا ودوليا.

وبدأ المواطنون الأتراك بالتوجه إلى صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا، ومن المقرر أن تستمر عملية التصويت حتى الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي، حسب "الهيئة العليا للانتخابات"، على أن تبدأ بعد ذلك عملية فرز الأصوات، والإعلان التدريجي عن النتائج.

ويسعى الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان إلى البقاء في الحكم والحفاظ على المكتسبات وتتويج مسيرة 21 عاما، والانتقال بها إلى القرن الثاني لتأسيس الجمهورية.

ودعا أردوغان خلال الإدلاء بصوته في أحد مراكز الاقتراع بمدينة إسطنبول، الناخبين إلى عدم التراخي والتوجه نحو مراكز الاقتراع للمشاركة في عملية التصويت.

وقال إن "تركيا أكدت مدى تمسكها بالديمقراطية"، مضيفا أن الشعب سيختار رئيسه، متوقعا أن عملية الفرز ستكون سريعة.

كما أدلى المرشح الرئاسي الخاسر من الجولة الأولى سنان أوغان، في أنقرة، وقال أثناء خروجه من لجنة الاقتراع: "أتمنى أن تجلب هذه الانتخابات الاستقرار في بلادنا، وأن تكون لصالح بلدنا وأمتنا".

وسبق أن أعلن أوغان دعمه لأردوغان في الجولة الثانية.

وأضاف: "أدين حملة الإعدام خارج نطاق القانون ضد الرموز السياسية، وأدين أولئك الذين يجرؤون على التطاول أو الضغط عليهم".

 

كما أدلى نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي بصوته في الانتخابات، مؤكدا سلامة العملية الانتخابية وسيرها دون مشاكل.

بينما أدلى زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي، بصوته في العاصمة أنقرة، متمنيا الخير للشعب والبلاد في هذه الانتخابات.

في المقابل، تعوّل أحزاب المعارضة على إنهاء حكم أردوغان وحزبه، وبدء "عهد جديد" في البلاد.

وفي تصريح له عقب الإدلاء بصوته في العاصمة أنقرة، قال كليتشدار أوغلو، إن الانتخابات تجري في ظروف صعبة. ودعا جميع المواطنين للتوجه إلى الصناديق والدفاع عن أصواتهم.

وقال: "تعرضنا لمحاولة تشويه، وأناشد المواطنين التوجه إلى الصناديق من أجل الديمقراطية الحقيقية التي نريدها".

الأمر ذاته، ذكره رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو عقب الإدلاء بصوته، حين قال: "لقد تعرضنا لحملة كذب وافتراء كبيرة خلال الفترة الانتخابية".

وأضاف: "أيا كانت النتيجة التي ستخرج من الصندوق، على الجميع أن يأخذ العبر والدروس من هذه الانتخابات".

وتابع: "ليس هناك تجاوزات في العملية الانتخابية في إسطنبول، لكن المهم حماية الصناديق في جميع الولايات التركية".

بينما اكتفت رئيسة الحزب الجيد المعارض ميرال أكشنار، عقب الإدلاء بصوتها، بالتأكيد أن "هذه انتخابات مهمة لمستقبل البلاد وخاصة للشباب".

ووفق وسائل إعلام محلية، تشهد الانتخابات إقبالا واسعا من الأتراك.

كما توجّه سكان الولايات التركية المتضررة من زلزال 6 فبراير/شباط 2023 إلى صناديق الاقتراع بكثافة، للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وفي وقت سابق الأحد، قال رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية أحمد ينار، إن هناك إقبالا كبيرا على جولة الإعادة، لافتا إلى أن العملية الانتخابية "تسير بدون مشاكل".

وأشاد ينار بالاهتمام الكبير من الإعلام العالمي بعملية التصويت في الجولة الثانية، متوقعا أن نتائج الانتخابات ستُعلن باكراً.

وحسب صحيفة "حرييت"، فإنه لضمان سير عمليات التصويت دون وقوع حوادث ولضمان الأمن، خصصت وزارة الداخلية حوالي 600 ألف شخص، من بينهم 325 ألف عنصر من الشرطة، وأكثر من 190 ألف عنصر من الدرك، وحوالي 2700 من حرس السواحل.

وتم نشر أكثر من 58 ألفا من رجال الأمن و17189 من الحراس المتطوعين في عموم تركيا، إضافة إلى 73 طائرة هليكوبتر و8 طائرات و61 طائرة بدون طيار و244 قاربا جاهزة لأي طارئ.

وفي جميع أنحاء تركيا، يدلي الناخبون بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع لاختيار رئيس للبلاد لمدة 5 سنوات مقبلة.

ويحق لأكثر من 60.6 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، لتحديد مَن سيتولى الرئاسة لمدة 5 سنوات مقبلة.

وبالنظر إلى بساطة بطاقات الاقتراع التي سيختار فيها الناخبون بين مرشحين فقط هما أردوغان وكليتشدار أوغلو، فمن المرجح أن تصدر النتائج الأحد في وقت أبكر مما ظهرت فيه بعد التصويت في الجولة الأولى.

ولن تحدد جولة الإعادة فحسب من سيحكم تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، لكن أيضا كيف تُحكم، واتجاهات اقتصادها بعد أن انخفضت عملتها إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار خلال عقد من الزمن وكذلك شكل سياستها الخارجية، التي أثارت غضب الغرب بسبب تنمية تركيا لعلاقاتها مع روسيا.