الهروب الرابع.. المصارعة المصرية تهدي كفاءاتها بالمجان لدول أخرى وتفرط بريادة أولمبية

الخميس 1 يونيو 2023 11:56 ص

يوسف عامر - الخليج الجديد

اشتكى اللاعب الأولمبي وبطل مصر والنادي الأهلي لتنس الطاولة عمر عصر من تجاهل المسؤولين لاعتماد خطة تجهيزه لخوض أولمبياد باريس 2024 رغم ارسالها إليهم منذ حوالي عامين.

وأضاف عصر أن معظم المسؤولين عن لعبته في البلاد لم يمارسوا رياضة تنس الطاولة من الأساس وهذا سبب حدوث سوء التفاهم.

وواصل اللاعب المصري أنه اضطر للاستعداد لأولمبياد بشكل فردي بالتعاون مع مدرب صيني وآخر ألماني.

عصر أول لاعب مصري وعربي والثاني أفريقيًا يصل لدور ربع النهائي ببطولة العالم لتنس الطاولة، وأول عربي يصل للدور نفسه في الأولمبياد بعدما بلغ هذا الدور في طوكيو.

شكوى عصر أثارت مخاوف من تخليه عن منتخب مصر بسبب الإهمال خاصة أنها تأتي بعد أيام من هروب المصارع الشاب أحمد بغدودة، إلى فرنسا من تونس، بعدما حصل على جواز سفره بحجة شراء بعض المتعلقات، مستفيدًا من تأشيرة الشنجن ليستمر مسلسل تسرب أبطال مصر في الألعاب الفردية بحثًا عن التقدير بدول أخرى توفر بيئة تساعد على حصد الإنجازات بالإضافة للتقدير المادي.

والد بغدودة، الذي يعمل سائق توكتوك، أكد أن نجله عانى من الإهمال طوال السنوات الماضية، بجانب الضغوط المادية والمعنوية من قبل الاتحاد والمدربين، حتى إنه لم يتقاضَ سوى 1200 جنيه (39 دولار)، من أصل إجمالي مكافآت بلغ 16 ألف جنيه (516 دولار) بسبب اقتطاع الضرائب.

أما سكرتير الاتحاد المصري للمصارعة فأكد أن "المصارع الهارب حصل على الدعم خلال السنوات الماضية، وهو الخاسر من هذا الموقف والتخلي عن منتخب مصر".

هروب بغدودة امتداد لسلسة من تخلي أبطال مصر عن جنسيتهم أو اختيارهم لتمثيل الفراعنة بل هو رابع لاعب يكرر المشهد خلال 6 سنوات فقط.

بطلان لبلاد العم سام

ففي عام 2018 تكررت الواقعة، حتى وصلت إلى التفريط في لاعب آخر لصالح أمريكا من قبل نفس الاتحاد، حيث أعلن المصارع محمود فوزي السبيعي سفره إلى الولايات المتحدة لتمثيلها، واتهم الاتحاد بحرمانه من المشاركة في بطولة البحر المتوسط بسبب الواسطة وتفضيل أقارب بعض الأعضاء على آخرين أكثر كفاءة.

وتساءل اللاعب عن التقدير المادي والمعنوي في حين أنه يتقاضى مبلغ 35 جنيه شهريًا (1.13 دولارا) كبطل أوبي عربي وأفريقي.

ومع الوقت تحول السبيعي لاحتراف الفنون القتالية، مؤكدًا أنه تمكن من تأمين حياته للأبد.

الحالة الثانية المُهداة لأمريكا كان البطل أحمد حسن، ومن نفس الاتحاد، حيث توّج اللاعب ببطولة أفريقيا للشباب، ليقرر السفر إلى الولايات المتحدة أيضًا عام 2019 بسبب الإهمال المادي والمعنوي، إلى جانب الروتين الذي كان يلاحقه عند السفر إلى البطولات المختلفة.

حسن نشر فيديو وقتها قال فيه إن راتبه الشهري قدره 2000 جنيه (64 دولار)، وانخفض إلى 750 جنيهًا فقط (25 دولار)، وهو مبلغ لم يكن يساعده على الاستعداد للبطولات، والاهتمام بالتدريبات، والتغذية، بل الاضطرار أحيانًا للسفر على نفقته الخاصة.

إهداء بطل لأوروبا

وفي عام 2017، تفاجأ المصريون بتتويج المصارع طارق عبدالسلام بذهبية بطولة أوروبا، كممثل لمنتخب بلغاريا، ليثار الموضوع في الإعلام والأوساط الرياضية، ويتبين أن اللاعب قرر السفر من مصر، بعد معاناة مع الإهمال وتجاهل الاتحاد لإصابته، ورفضهم دفع تكاليف علاجه.

طارق اضطر لبيع مأكولات في بلغاريا لتوفير نفقاته، ثم حصل على الجنسية مقابل علاجه وتمثيل البلد الأوروبي، ليتمكن بعد شهور قليلة من حصد الميدالية تحت وزن 75 كيلوجرامًا.

اتحاد المصارعة اعترف بتقصيره في ذلك الوقت وتجاهل علاج اللاعب،وأكد عضو اتحاد المصارعة إبراهيم عادل أن مصر قدمت بطل في المصارعة لأوروبا على طبق من ذهب.

لاعبو المصارعة في مصر يضعون دائمًا أمام ناظريهم البطل الأولمبي كرم جابر كقدوة ومثال يسعون للوصول إليه بعدما حقق ذهبية أولمبياد أثينا عام 2004 ثم فضية أولمبياد 2012، إلا أن كرم جابر نفسه نفى تلقيه مساعدة من الاتحاد المصري.

ويقول كرم جابر لـ"الخليج الجديد" إن ميداليات الأولمبياد والبطولات القارية تتحقق – عادة - بفضل الجهود الذاتية للاعبين بشكل كبير، مضيفًا أن اللاعب المصري لا يتلقى دعمًا من المسؤولين بشكل حقيقي.

ورغم كونه بطلا مميزا في اللعبة، إلا أنه لم يسلم من تقصير المسؤولين عن اللعبة، فيقول جابر: " كبطل أولمبي تمت مساواتي بالناشئين ماديًا لاتقاضة 25 جنيهًا يوميًا، وقدمت استغاثات عدة لأحصل على معسكر يليق ببطل يسعى لتقديم الأفضل ووضع اسم مصر في المقدمة، ولكن قوبلت طلباتي بالتجاهل التام".

ويختم جابر تصريحاته بأنه تم منعه من أولمبياد بكين عام 2008 والبرازيل 2016، ما كان يعني دفعه لاعتزال اللعبة، ليقرر وقتها الاتجاه للفن.

مخاوف من هروب جماعي

البطل الأولمبي في المصارعة محمد إبراهيم وصاحب برونزية أولمبياد طوكيو اشتكى من عدم تدريبه وعدم إعداده في معسكر ليلجأ للتدريب منفردًا، بل امتدت حالة الإهمال بعدم إرسال أوراق اللاعب لمنحة اللجان الأولمبية.

ومع استغاثاته المتكررة تدخل وزير الشباب لحل الأزمة.

نفس المعاناة طالت المصارع الدولي محمد متولي، والذي لعب منافسات أولمبياد طوكيو مصابًا بالرباط الصليبي ليعاني بعدها آلامًا مضاعفة يضطر على إثرها لإجراء عمليتين عام 2021 بدون أي دعم مالي من اتحاد المصارعة.

متولي أكد أنه تحمل نفقات العمليات، بينما تعلل مسؤولي الاتحاد بانشغالهم بالانتخابات.

وفي هذا الصدد يقول المصارع السابق ومدرب منتخب أمريكا للمصارعة محمد عبدالفتاح إنه قدم لمصر الكثير من الإنجازات إلا أن المناخ المحيط بالرياضة في مصر لم يساعده ليقرر اللعب للبحرين التي ساعدته للتتويج بمزيد من الميداليات.

ويضيف عبدالفتاح لـ"الخليج الجديد" أنه حصل على موافقة الاتحاد المصري للمصارعة لتمثيل البحرين، إلا أنه فوجئ بقرار شطبه من اللعبة ومنعه من ممارسة اللعبة أو التدريب داخل مصر، حتى أثبت صحة موقفه وتدخل وزير الرياضة وحل الموقف.

وأنهى عبدالفتاح حديثه بأن مصر تمتلك لاعبين ذو كفاءة عالية في لعبة المصارعة يمكن أن يتربعوا على عرش اللعبة عالميًا بقليل من الاهتمام، وبدلًا من ذلك، يت التفريط بهم لصالح دول أخرى بشكل قد يتحول إلى كارثة مستقبلا في اللعبة وألعاب فردية أخري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الرياضة المصرية المصارعة المصرية اتحاد المصارعة المصري أبطال أولمبيين أحمد بغدودة

بمتابعة 40 لاعبًا.. منتخب مصر يتجه نحو مزدوجي الجنسية

بغدودة جديد.. بطل رياضي مصري يشكو الإهمال وناشطون غاضبون