استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأردن: حافلة السلطة وباص «الإخوان»

الخميس 1 يونيو 2023 01:20 م

الأردن: حافلة السلطة وباص «الإخوان»

لا بد من توفير حافلة جديدة تقل المواطنين بالاختيار الحر بدل الجلوس حائرين على الرصيف حيث تتحرك تاريخيا ومنذ عام 1989 حافلتان فقط.

كتلة الناخبين أمامها خيارات محدودة للغاية: أهمها الخيار الحكومي الرسمي في حافلة خاصة، والثاني هو خيار الحركة الإسلامية الأردنية أو المعارضة.

الكتلة السكانية والاجتماعية المحدودة التي تذهب لصناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية هي عموما كتلة تقف على الرصيف وأمامها حافلتان فقط!

الحافلة الأخرى على رصيف الانتخابات تتعرض لسلسلة هجمات أثناء اصطفافها وتمثل الإخوان المسلمين، وما تيسر أحيانا من اتجاهات أقرب للمعارضة.

المواطن الأردني والشارع لا يثقان بعملية الانتخابات ولا يصدقانها، لم يعد سرا أن كبار المسؤولين قبل صغارهم يتحدثون علنا عن أزمة مصداقية الخطاب الرسمي.

تحديث المنظومة السياسية يحتاج تنويع الخيارات أمام المواطن في عملية الانتخاب وإتاحة خيارات لا علاقة لها فقط بالسلطة الرسمية أو المعارضة الإخوانية أو اليسارية.

* * *

العالمون ببواطن وزوايا المشهد السياسي وحصرا الانتخاب في الأردن يعلمون مسبقا بأن الكتلة السكانية والاجتماعية المحدودة التي تذهب لصناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية العامة هي عموما كتلة تقف على الرصيف وأمامها حافلتان فقط.

الحافلة الأولى هي الحافلة التي تضمن للناخبين بعض الخدمات الخاصة بهم ولدوائرهم ومناطقهم الانتخابية، وهي نفسها الحافلة التي تعتبر قريبة دوما من السلطات الرسمية أو المؤسسات الرسمية. ويتضمن التفاعل الانتخابي هنا تعبيرات عن التيار التقليدي ومزاعم بتمثيل الولاء حتى بشكله الابتزازي أو المسموم أحيانا.

على رصيف الحافلة الأولى محاولات لزيادة المكاسب وتحصيل امتيازات وظهور مبكر لسطوة المال السياسي والنفوذ الاجتماعي أو المناطقي وادعاءات بالتحدث باسم تيارات الوسط.

الأمر الذي يؤدي إلى وجود حافلة تتحرك على رصيف الناس باتجاه الانتخابات خالية من البرامج الوطنية والانتخابية وحتى الحزبية، وقد تخلو من مفهوم الخدمة العامة الوطنية، وهو المفهوم الذي يحتاجه الأردن والأردنيون بالتأكيد، وفقا لما درج على تذكيرنا به النائب الراحل ميشيل حجازين.

الحافلة الثانية على رصيف الانتخابات تتعرض إلى سلسلة من الهجمات أثناء اصطفافها، وتمثل ولم يعد ذلك سرا الإخوان المسلمين، وما تيسر أحيانا من اتجاهات أقرب للمعارضة.

الكتلة التصويتية للناخبين الأردنيين عندما تقف يوم الانتخاب على الرصيف بانتظار الركوب والتوجه إلى مراكز الاقتراع أمامها في التعبير الرمزي المجازي خيارات محدودة للغاية:

- أهمها الخيار الحكومي الرسمي في حافلة خاصة،

- والثاني هو خيار الحركة الإسلامية الأردنية أو المعارضة.

ولإظهار التباين يمكن العودة لانتخابات الماضي وتحليل أرقام الأصوات المسجلة حسب المناطق والمعاقل، حيث الاستنتاجات هنا ستكون مثيرة. طبعا التكافؤ في العدد والعدة والتجهيزات ليس واردا هنا.

لكن نجاح منطق ومضمون ومحتوى مشروع تحديث المنظومة السياسية في البلاد ونجاح مشروع النزاهة للعملية الانتخابية، يعلم أصحاب القرار اليوم أنه، يحتاج لحافلة ثالثة بمعنى تنويع الخيارات أمام المواطن الأردني في عملية الانتخاب تحديدا، وتمكينه من وجود عدة خيارات لا علاقة لها فقط بالسلطة الرسمية أو بالمعارضة الإخوانية أو حتى اليسارية.

وهنا تكمن أهمية العمل على توفير الضفة الثالثة أو الرصيف الثالث أو الحافلة المهنية المستقلة التي تعطيني كناخب الحق بخيار وسيناريو ثالث إن كنت لا أريد التصويت لجماعة مقربة من السلطات فقط أو محسوبة عليها أو الحكومة لأسباب تخصني على الأرجح وبنفس الوقت لا أريد التصويت لممثلي الإسلاميين أو المعارضة، فالمسألة ليست أضدادا ولا تتعلق بأن أصوت في حضن أي من الحافلتين المتاحتين.

خياران يعرف الخبراء والخبثاء أنه لا ثالث لهما يوم الاقتراع ونجاح العملية الانتخابية المقبلة عام 2024 وهي أول انتخابات برلمانية في عهد تحديث المنظومة السياسية، وضمن حصة كبيرة لمقاعد الأحزاب مرهون اليوم بتوفير الحافلة الثالثة برأيي الشخصي.

ودون ذلك علينا أن نبحث جميعا وطنيا عن صيغة أو مقاربة تضمن للناخب العادي غير المسيس وغير المعني بالخدمات حصرا فرصة ممارسة حقه الانتخابي بعيدا عن الأجندات السياسية وتركيزا على البرامجية، ولإنجاز ذلك اليوم عبر تحديث المنظومة واضح أن المسار يحتاج لتصويب وتعديل وورشة إصلاحات.

ومن يراقب المشهد يعلم أيضا مسبقا أن الغالبية من المواطنين يقفون حائرين على الرصيف الانتخابي.

لذلك وفي آخر ستة مواسم انتخابية على الأقل كانت نسبة التصويت بائسة، وبذلت الدولة ومعها المال السياسي ورموزه جهودا مضنية في سحب المواطنين إلى مراكز الاقتراع ونرى ونقدر بأن ما يسمى بظاهرة العزوف حيث أن دوائر مهمة جدا في العاصمة عمان وصلت نسبة الاقتراع فيها 7% من الذين يحق لهم ممارسة حقهم الانتخابي ضمن القانون.

تلك أرقام بائسة وسقيمة وتدل على أن المواطن الأردني والشارع لا يثقان بعملية الانتخابات ولا يصدقانها، لم يعد سرا أن كبار المسؤولين قبل صغار الموظفين يتحدثون اليوم علنا عن أزمة في مصداقية الخطاب الرسمي.

نعلم مسبقا بأن توفير حافلة ثالثة ليس أمرا سهلا أو هينا لكن نأمل بأن تتمكن برامج تحديث المنظومة السياسية، وبعيدا عن اعتبارات الهندسة والتفصيل والتقميش وبعيدا أيضا عن كلاسيكيات ومعلبات أحزاب المعارضة مع الاحترام لها جميعا، لابد من أن تعمل الدولة مع المجتمع أو العقلاء والحكماء في المجتمع على اتجاهين بعد الآن.

الأول هو توفير كل السبل والتسهيلات للتخفيف من العزوف الانتخابي وإقناع المتفرجين على الرصيف بأن ممارسة حقهم في التصويت بعد الآن تعود عليهم بمكاسب لا بل تمثلهم أفضل تمثيل، وتعبر عن تطلعاتهم وآمالهم وآلامهم.

لكن هذا الاتجاه وحده لا يكفي فلا بد من أن تتوفر حافلة جديدة تقل المواطنين بالاختيار الحر بدلا من الجلوس حائرين على الرصيف حيث تتحرك تاريخيا ومنذ عام 1989 حافلتان فقط.

أملنا كبير بأن توفر الانتخابات المقبلة الحالة الثالثة أو لنقل الحافلة الثالثة، وما نتوقعه أن تحديث المنظومة جدير بذلك.

*بسام البدارين كاتب وإعلامي أردني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأردن الإخوان الانتخابات في الأردن الخدمة العامة الوطنية الحركة الإسلامية الأردنية أحزاب المعارضة تحديث المنظومة السياسية العزوف الانتخابي

أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن لـ"الخليج الجديد": المملكة بحاجة لبرلمان حقيقي