بين 5 قمم في مايو.. وحدها مجموعة السبع تتشبث بعالم أحادي القطب

الثلاثاء 6 يونيو 2023 01:54 م

قال الخبير السياسي الروسي فيكتور ميخين إن العالم شهد 5 مؤتمرات قمة في مايو/ أيار الماضي، رفضت واحدة منها فقط، وهي قمة مجموعة السبع، مبدأ النظام العالمي متعدد الأقطاب، وتشبثت بعالم أحادي القطب تقوده الولايات المتحدة ويخدم مصالح الغرب فقط دون بقية شعوب العالم.

ميخين أردف، في مقال بمجلة "نيو إيسترن أوتلوك" (NEO) ترجمه "الخليج الجديد"، أن المؤتمر الأول كان قمة جامعة الدول العربية بالسعودية، في 19 مايو/ أيار الماضي، وشهد إعادة دمج سوريا في الجامعة، في أعقاب استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.

وشارك رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربية للمرة الأولى منذ أن جمدت الجامعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 مقعد سوريا، ردا على قمع الأسد لاحتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.

وتابع ميخين: "لن يكون من المبالغة القول إن حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقمة، بدعوة من السعودية، كان مفاجأة أيضا، وقد أراد أن يحشد الدعم العربي لأوكرانيا، بينما العالم العربي لا يريد أن ينحاز إلى جانب في الصراع، بل يريد العمل مع المجتمع الدولي لإحلال السلام".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في جارتها أوكرانيا، المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها، حيث ترى موسكو أن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي.

النووي والاقتصاد 

و"بالتزامن مع القمة العربية، عٌقدت في اليابان قمة مجموعة الدول السبع الصناعية، وفقا لميخين. وهذه المجموعة تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا، وكانت تضم روسيا أيضا قبل استبعادها على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وتابع: "وعلى هامش قمة هيروشيما، اجتمع قادة المجموعة الرباعية، وهو حوار أمني رباعي يضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، في ثالث اجتماع مباشر منذ 2021".

وأردف أنه "في الوقت نفسه، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في سياق التحالف الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية".

وأضاف أن "القادة الثلاثة ناقشوا كيفية الارتقاء بتعاونهم الثلاثي إلى آفاق جديدة، بما في ذلك عبر التنسيق في مواجهة ما يعتبره الثلاثة تهديدات نووية وصاروخية غير قانونية من كوريا الشمالية والقضايا المتعلقة بالأمن الاقتصادي، أي الصين، والاستراتيجيات المعنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

ومنتقدا، قال ميخين: "اللافت للنظر، أنه لا أحد، لا المضيفون ولا الضيوف، يتذكرون الكارثة الذرية الرهيبة خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين دون أي ضرورة عسكرية".

أما القمة الخامسة، بحسب ميخين، وهي الأولى من نوعها، فتم تنظيمها في مدينة شيان الصينية، ورحب خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ برؤساء كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، وهي جمهوريات سوفيتية سابقة في آسيا الوسطى.

وزاد بأن "قادة قمة شيان اتفقوا على تعزيز التعاون لمنع التدخل الأجنبي والثورات الملونة في بلدانهم. وقد عٌقدت القمة في سياق الجهود الدبلوماسية النشطة لبكين لمواجهة الاستراتيجيات الغربية لـ"احتواء" بكين"، كما ظهر في قمة هيروشيما، فعادة ما تُستخدم مصطلحات مثل "الأمن الاقتصادي" و"الإكراه الاقتصادي" للإشارة إلى ممارسات سوق صينية مزعومة.

تناقض غربي

ميخين اعتبر أن "القمم الخمس مجتمعة تعكس التغييرات التي تحدث في النظام العالمي اليوم وتظهر أن الغرب، بقيادة إدارة جو بايدن، يحاول مواءمة بقية العالم مع أهدافه ومصالحه ونظرته للعالم، على الرغم من العديد من البلدان والمناطق لديها أفكار مختلفة حول كيفية إدارة العالم".

وتابع أن "عبارة "النظام الدولي القائم على القواعد"، التي تُستخدم في البيانات الغربية ليست مقبولة على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من العالم لأن هذا "النظام" ليس أكثر من قواعد تناسب مصالح الغرب وحده، ولا تزال شعوب آسيا وأفريقيا والأمريكتين تتذكر برعب تلك السياسة الاستعمارية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى".

ومضى قائلا: "يكفي أن نقارن بين "المبادئ السامية" المزعومة التي يدعي الغرب الدفاع عنها في أوكرانيا، وبين القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية منذ حزيران/ يونيو 1967".

وأضاف ميخين أنه "بينما كانت الولايات المتحدة القوة الدافعة وراء دعم الغرب لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا بزعم ضرورة أن يتمكن الأوكرانيون من الدفاع عن سلامتهم الإقليمية، فإنه في ظل إدارة (الرئيس السابق الأمريكي السابق دونالد) ترامب (2017-2021)، اعترف الأمريكيون بالسيادة الإسرائيلية المزعومة على مرتفعات الجولان (السورية) المحتلة".

وأردف أن "التناقض الرئيسي بين قمة مجموعة السبع والتجمعات الأربعة الأخرى للزعماء العرب والعالميين هي أن المشاركين في الأولى كانوا مصممين على إتباع السياسة القديمة التي لا معنى لها لعالم أحادي القطب يخدم مصالحهم الخاصة، 

وختم بأن "الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، لا يأخذ في الحسبان حقائق القرن الحادي والعشرين وأنه لا يمكنه الآن متابعة سياسته الاستعمارية الجديدة".

المصدر | فيكتور ميخين/ نيو إيسترن أوتلوك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قمم العالم الولايات المتحدة العرب الصين روسيا أقطاب