استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إيران والغرب: توافق قريب أو عودة إلى نقطة الصفر

الأربعاء 7 يونيو 2023 08:42 ص

إيران والغرب: توافق قريب أو عودة إلى نقطة "الصفر"

مرحلة نووية حرجة تحتمل سيناريوهين: انفراج قادم أو هدوء يسبق العاصفة! في حين يشهد هذا الملف مستجدات بدأت ترسم ملامح مرحلة جديدة.

من المتوقع أن تضع إسرائيل كل أوراقها على الطاولة لعرقلة أي اتفاق بين إيران والغرب. فضلا عن أوكرانيا التي تريد الانتقام من إيران بسبب قضية المسيّرات.

داخليًا، تبدو إيران في حالة لا تحسد عليها. فمن يعمل اليوم على انفراجة في العلاقات الخارجية، كان سببًا رئيسيًا في صناعة الأزمات (العلاقات بالسعودية والاتفاق النووي).

يبدو الاتفاق قريبًا إن استمرت المحددات بهذا الاتجاه وإن لم يحدث الاتفاق المنتظر لا يبقى سوى العودة إلى نقطة "الصفر" أو ترقب الحرب المؤجلة بين إيران وإسرائيل.

العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية علاقة تقنية تخيم عليها السياسة من كل الجهات وتؤكد المؤشرات أن هناك شيء ما مهم في المشهد الإيراني سيرى النور قريبا.

* * *

عاشت إيران في الفترة الماضية مرحلة نووية حرجة، تحتمل سيناريوهين إثنين، إما انفراج قادم أو هدوء يسبق العاصفة. مؤخرًا، يشهد هذا الملف مستجدات بدأت ترسم ملامح مرحلة جديدة.

يمكن تقسيم علاقة الجمهورية الإسلامية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الحالي إلى جزئين: الأول، التزامات إيران المتعلقة بالضمانات لكونها بلد موقع على معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، والثاني، حدود نشاط إيران النووي وكيفية الفعالية وماهيتها في فترة الموت السريري للاتفاق النووي.

بدأت الأزمة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية انطلاقًا من هذا السؤال "هل برنامج إيران النووي سلمي؟"، ممّا أدى إلى إحالة ملف إيران من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

نتيجة ذلك، فُرضت سلسلة قرارات صدرت في هذا المجلس موجة من العقوبات الأممية على إيران. مع التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بالاتفاق النووي في عام 2015، انتهى الخلاف، بشكل أو بآخر، بين إيران والوكالة بشأن أبعاد البرنامج النووي الإيراني وبدأ الطرفان تجربة مرحلة جديدة من الشفافية والتعاون النووي. استمر الوضع حتى عام 2018، حيث قرر رئيس الولايات المتحدة آنذاك، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

استغلت إسرائيل التوتر بين إيران والغرب، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تمكنت من سرقة الأرشيف الكامل لبرنامج إيران النووي واطلعت على معلومات جديدة في هذا الشأن. بطبيعة الحال، سارع الغرب لاستخدام هذه الورقة للضغط على إيران.

خلق هذا الأمر أربع قضايا خلاف جديدة في مجال الالتزام بالضمانات بين إيران والوكالة، حيث وُجهت التهم لإيران بتجارب إنتاج معدن اليورانيوم في مختبر جابر بن حيان، واكتشاف اليورانيوم في ثلاثة أماكن غير معلنة وهي "مريفان" و"تورقوزآباد" و"فرامين”.

ورغم نفي ممثل إيران في الوكالة كاظم غريب آبادي لهذه المزاعم، فإنها كانت السبب الرئيس في فشل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في عام 2022، وفقا للإعلام الغربي.

في السنتين الماضيتين، أعلنت كل من إيران والوكالة أكثر من مرة عن توصلهما إلى خارطة طريق لحلحلة الخلافات، لكن على أرض الواقع لم يشهد الملف أية انفراج، ومرت العلاقة بمراحل مختلفة من التوتر.

خلال الأيام القليلة الماضية، شهد الملف النووي مؤشرات تؤكد وجود تطور وبدء مرحلة جديدة بين إيران والوكالة، وبطبيعة الحال بين إيران ودول الغرب. لكن نظرًا إلى الوضع الإقليمي والدولي غير المستقر والمبني على المفاجآت، لا يمكن الجزم بأن المرحلة الجديدة ستكون إيجابية. بخصوص المؤشرات، فقد بدأت مع صمت واشنطن وعدم تناغمها مع تصعيد تل أبيب لهجتها تجاه طهران و”وكلائها” وتهديدها بحرب وشيكة “إذا استنفدت كل الطرق”.

بعد ذلك بأيام، استقبلت طهران سلطان عُمان، هيثم بن طارق آل سعيد، في توقيت حساس إقليميًا ودوليًا بالنسبة لإيران. جاء التحرك العماني على مستوى السلطان وفي العلن، وهذا يعني أن في جيبه شيء ما مهم. وعند الحديث عن وساطة عمانية لا شك من المرجح أن يكون الطرف الثالث هو الولايات المتحدة.

تاريخيًا، تعددت الأدوار العمانية كوسيط نافذ في البعدين الإقليمي والدولي في ما يخص ملفات إيران المعقدة والصعبة. هذه الزيارة أكدت أن من المسارات التي تنشط فيها عمان في المشهد الإيراني هي الملف النووي وخط العلاقة بين طهران وواشنطن، وملف تبادل السجناء بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وكذلك ملف العلاقة الإيرانية – المصرية.

مباشرة بعد انتهاء زيارة السلطان تراكمت المؤشرات، حيث أفرج في طهران عن سجينين فرنسيين، ثم دخول اتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين إيران وبلجيكا حيز التنفيذ. وأخيرًا، أنباء عن التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة لتبادل المعتقلين والإفراج عن الأصول الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية.

من جانب آخر، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكية عن لقاءات سرية في سلطنة عمان، حيث نقلت عن خمسة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأوروبيين قولهم إن كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك قام بزيارة إلى عُمان هذا الشهر، وأجرى محادثة مع مسؤولين عمانيين حول إمكانية التفاعل الدبلوماسي مع إيران بخصوص برنامجها النووي.

من جهة أخرى، تشير أنباء إلى مرونة من جانب طهران في الشق التقني من العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث أشارت وكالتا أنباء "أسوشيتد برس" و"رويترز" في تقارير منفصلة إلى التقرير الفصلي للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس المحافظين، حيث تؤكد الوكالة الوصول إلى حل كامل لخلافين إثنين بينها وبين إيران.

وكتبت وكالة "أسوشيتد برس" في هذا الشأن: في التقرير الفصلي السري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يذكر أن مفتشي الوكالة لم يعد لديهم أي أسئلة حول جزيئات اليورانيوم المخصبة على مستوى 83.7% التي تم اكتشافها في منشأة تخصيب "فوردو". وتضيف: كما أكد هذا التقرير أن المحققين أغلقوا القضية المتعلقة بالاكتشاف المزعوم لجزيئات اليورانيوم المخصب من صنع الإنسان في "مريفان".

حل هذين الخلافين بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعني تقليص الخلافات المتعلقة بالضمانات بين إيران والوكالة إلى خلافين يتعلقان باكتشاف جزيئات اليورانيوم المخصب المزعومة في منشأتين غير معلنتين في "تورقوزآباد" و"فرامين". هذا وذكرت وكالة "رويترز" أيضًا أن التقرير الفصلي الجديد ذكر إعادة تثبيت بعض أدوات المراقبة التي سمحت إيران بتثبيتها في إطار الاتفاق النووي.

في العموم، يمكن القول أن العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، هي علاقة تقنية، لكن تخيم عليها السياسة من كل الجهات. وتؤكد كل المؤشرات أن هناك شيء ما مهم في المشهد الإيراني سيرى النور قريبا. وهو رهين الوقت.

من المتوقع أن تضع إسرائيل كل أوراقها على الطاولة لعرقلة أي اتفاق بين إيران والغرب. فضلا عن أوكرانيا التي تريد الانتقام من إيران بسبب قضية المسيّرات.

داخليًا، تبدو إيران في حالة لا تحسد عليها. فمن يعمل اليوم على انفراجة في العلاقات الخارجية، كان سببًا رئيسيًا في صناعة الأزمات (العلاقات مع السعودية والاتفاق النووي نموذجًا). يبدو الاتفاق قريبًا إن استمرت المحددات في هذا الاتجاه. إن لم يحدث الاتفاق المنتظر، لا يبقى سوى العودة إلى نقطة "الصفر" أو ترقب الحرب المؤجلة بين إيران وإسرائيل.

*غزل أريحي باحثة في الشأن الإيراني

المصدر | البيت الخليجي للدراسات والنشر

  كلمات مفتاحية

إسرائيل أوكرانيا إيران السعودية الغرب نقطة "الصفر" الملف النووي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم الانتشار النووي

كيف تتجه إيران والغرب نحو تفاهم نووي غير رسمي؟