استطلاع يظهر نفورا أردنيا قويا من إسرائيل وتعادلا بين أمريكا وروسيا كشريكين

الأحد 11 يونيو 2023 06:00 ص

في الوقت الذي أظهر الأردنيون نفورًا قويًا من إسرائيل، ينظر أغلبيتهم لإطلاق حركة "حماس" الصواريخ على إسرائيل بشكل "إيجابي إلى حدٍ ما"، ولكنهم ما زالوا يفضّلون خفض التصعيد في المنطقة.

جاء ذلك في استطلاع جديد للرأي العام، أجرته شركة إقليمية مستقلة، في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، بتكليف من "معهد واشنطن"، أظهر أن الولايات المتحدة وروسيا تتعادلان كشريكين، بينما يرى الأردنيون أن إيران دولة عدوة أو منافسة ويعتبرون الصين حليفا اقتصاديا مهما.

وعلى الرغم من التوصل رسميًا إلى السلام مع إسرائيل منذ 3 عقود تقريبًا، تُعارض أغلبية كبيرة (84%) من الأردنيين من الفئات العمرية كافة، عقد صفقات تجارية مع الشركات الإسرائيلية، حتى لو كان ذلك سيساعد اقتصادهم.

وتتوافق هذه البيانات مع المواقف الأردنية الموثَّقة في استطلاعات الرأي السابقة التي أُجريت بين يوليو/تموز 2020 ومارس/آذار 2022.

كما لا يزال الأردنيون يعارضون بشدة التعاون مع إسرائيل بأوجهه الأخرى، بما في ذلك تلقي المساعدات الإنسانية من إسرائيل حتى في ظل الظروف الصعبة.

وعندما سئلوا عما إذا كان "يجب أن ترفض الدول العربية أي مساعدات إنسانية من إسرائيل في حال حدوث زلزال أو كارثة طبيعية أخرى، كما حصل في سوريا وتركيا"، وافقَ ثلاثة أرباع الأردنيين (76%) على هذا الطرح.

وعلاوةً على ذلك، تنظر أغلبية الأردنيين (60%) إلى قيام حركة "حماس" بإطلاق الصواريخ على إسرائيل بشكل إيجابي إلى حدٍ ما على الأقل، فيما تعتبر أقلية نسبتها (37%) من الأردنيين أن هذه الأعمال سلبية بالنسبة إلى المنطقة.

كما يؤيد المستطلَعون الأردنيون بشدة تنظيم الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية، إذ يعتبر (72%) منهم هذا التطور إيجابيًا إلى حدٍ ما على الأقل.

ومقارنةً بالرأي السائد في معظم دول الخليج، تنظر حوالي نصف هذه النسبة فقط من الأردنيين (12%) بشكل إيجابي إلى "اتفاقيات إبراهيم".

أمريكا وروسيا والصين

ووفق الاستطلاع، يتشاطر الأردنيون وجهات نظر مشابهة بشأن الصين مع نظرائهم الإقليميين، ويعتبر أغلبيتهم (65%) أن الصين هي شريك اقتصادي.

وتُسجّل الصين نقاطًا أدنى بكثير من الدولتين المنافستين لها، أي الولايات المتحدة وروسيا، على جبهاتٍ أخرى، إذ يرى (18%) فقط من الأردنيين أن الصين هي دولة صديقة لبلدهم، بينما يعتبرها (10%) شريكًا أمنيًا.

وتتناقض آراء الأغلبية بشأن الصين من الناحية الاقتصادية مع وجهات النظر حول روسيا والولايات المتحدة، التي هي أكثر تنوعًا.

وبالنسبة إلى الدول التي اعتبرها الأردنيون صديقة لبلادهم، سجّلت الولايات المتحدة وروسيا نسبتين متقاربتين، وقال (24%) إن واشنطن هي دولة صديقة، بينما قال (22%) الأمر عينه عن موسكو.

ولا يتسع الفارق فعلًا عندما يتعلق الأمر بالتصورات حول الشراكات الأمنية، فقد رأى ربع المستطلَعين روسيا كشريك أمني، مقارنةً بـ(31%) ممن اعتبروا أن الولايات المتحدة تؤدي هذا الدور في المقام الأول.

ووفقًا لهذا الاستطلاع ولاستطلاعٍ سابقٍ أُجري في مارس/آذار 2022، حين سُئل الأردنيون عن أي دولة "هي الأفضل للمساعدة في حمايتنا من الأعداء الأجانب"، بقيت الولايات المتحدة متقدّمة قليلًا على روسيا فيما يخص تصورات الأردنيين حول الشراكات الأمنية الثنائية.

وتنقلب المواقف حين يتعلق الأمر بالآراء حول الدولتين من حيث الشراكة الاقتصادية في المقام الأول، فيعتقد (37%) فقط من الأردنيين أن الولايات المتحدة هي شريك اقتصادي، بينما اختار (47%) روسيا.

وتمثّلت إحدى النتائج المحيِّرة في موافقة (78%) من الأردنيين على التصريح التالي: "في الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، ستتمثل أفضل نتيجة بانتصار روسيا، بما في ذلك ضم أراض أوكرانية واسعة إلى روسيا".

وقد يشير ذلك إلى تأثير وسائل الإعلام الروسية في المنطقة، فضلًا عن ضعف جاذبية السردية الغربية.

كما قد يرتبط ذلك بواقع أن (41%) من الأردنيين يرغبون في أن تعطي الولايات المتحدة الأولوية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مقارنةً بالقضايا الأخرى.

وتُعتبَر ربما حرب أوكرانيا صراعًا بعيدًا، في حين أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يدور في الجوار، ما يؤدي بالتالي إلى التركيز على إعطاء الأولوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقبول الضم المحتمل للأراضي الأوكرانية.

إيران وخفض التصعيد

ووفق الاستطلاع، أظهرت المواقف الأردنية تجاه إيران عن نتائج متباينة، إذ أكدت على التهديد الذي تُشكله إيران، لكنها كشفت أيضًا عن دعمٍ محدودٍ للإجراءات المتَّخَذة ضدها.

فعلى سبيل المثال، يرحب الأردنيون عمومًا بموجة خفض التصعيد الإقليمي الأخيرة، إذ ينظر (53%) بشكل إيجابي إلى عودة العلاقات بين السعودية وإيران.

لكن هذه النتائج يقابلها واقع أن أقلية كبيرة (44%) تقيّم هذا الانفراج السعودي الإيراني بشكل سلبي.

وعلى النحو نفسه، ترى أغلبية عظمى من الأردنيين إيران كدولة منافِسة (45%) وعدوّة (42%).

ومع ذلك، ما زالوا يأبون شن أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي كبير ضد إيران، إذ يعتقد ثلثاهم تقريبًا أن ذلك سيكون خطيرًا للغاية وسيشكل فكرة سيئة.

وهذه المواقف شائعة أيضًا في الاستطلاعات الأخرى التي يجريها "معهد واشنطن" للرأي العام العربي بشكل متزامن.

كذلك، يعتقد (13%) فقط أن الولايات المتحدة يجب أن تعطي الأولوية لبذل "المزيد من الجهود بهدف المساعدة في مكافحة التهديدات التي نواجهها من إيران"، عند مقارنة ذلك بأولويات أخرى متعلقة بالسياسات.

وينسحب تأييد خفض التصعيد على تطبيع الحكومات العربية العلاقات مع نظام بشار الأسد في سوريا مؤخرًا، إذ شعر (58%) من الأردنيين أن ذلك كان إيجابيًا إلى حدٍ ما على الأقل.

وتجلّى أيضًا تأييد خفض التصعيد بترحيب (53%) من الأردنيين بالاتفاق البحري بين إسرائيل ولبنان باعتباره تطورًا إيجابيًا، فيما اعتبرته أقلية كبيرة (44%) سلبيًا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت المواقف الأردنية إزاء التعاون العربي مع إسرائيل لمحاربة إيران سلبية إلى حدٍ كبيرٍ، إذ عارض (69%) احتمال التعاون.

وعلى نحو مماثلٍ، عارضت أغلبية الأردنيين أيضًا (59%) فكرة حيازة دولة عربية لقنبلة نووية من أجل مواجهة إيران، على الرغم من طموحات إيران النووية.

الاحتجاجات الداخلية

بينما تشير مؤشرات "البنك الدولي" إلى حدوث انتعاش اقتصادي، لا تزال آراء الأردنيين وفق الاستطلاع، منقسمة بشأن التصريح التالي: "إنه لأمر جيد ألا نشهد احتجاجات جماهيرية في الشوارع ضد الفساد، كما يحصل في دول عربية أخرى"، إذ تؤيد ذلك أغلبية ضئيلة (51%) وتعارضه نسبة (47%)، إلى حدٍ ما على الأقل.

وتتوافق هذه النتيجة إلى حدٍ ما مع بيانات 3 استطلاعات سابقة للرأي أجريت بين يوليو/تموز 2020 ومارس/آذار 2022، إذ بقيت المواقف ثابتة فعليًا حتى بعد أن أدت الاحتجاجات التي عمّت البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2022 والتي أثارها ارتفاع أسعار الوقود إلى مقتل 4 ضباط.

وحين سُئل الأردنيون عما إذا كان "علينا الاستماع إلى الذين يريدون منا تفسير الإسلام على نحوٍ أكثر اعتدالًا وتسامحًا وحداثةً"، وافق ثلث الأردنيين فقط على هذه الفكرة.

وهذه أدنى نقطة تُسجَّل منذ طرح هذا السؤال للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وفي الوقت الراهن، لا يوافق (63%) إلى حدٍ ما على الأقل على هذه الفكرة، غير أن هذا التراجع قد يكون ناتجًا عن توقيت الاستطلاع الذي أُجري في شهر رمضان من هذا العام، خلافًا للاستطلاعات السابقة حول هذا السؤال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

استطلاع أردنيون التطبيع إسرائيل الصين شريك امني أمريكا روسيا

القبض على إسرائيلي حاول التسلل إلى أراضي الأردن