هل يستطيع الجيش السوداني هزيمة قوات الدعم السريع؟

الأحد 11 يونيو 2023 06:09 م

تناول تحليل نشرته مؤسسة "جيمس تاون فاونديشن" البحثية الأمريكية، أفاق الصراع الدائر على السلطة في السودان بين القوات المسلحة بقيادة اللواء عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وحدد تحليل المؤسسة الأمريكية المعنية بإعداد تقارير وتحليلات لصانعي السياسات والقرار بالولايات المتحدة، عدة عوامل تحول دون تحقيق القوات المسلحة السودانية انتصارا واضحا على "الدعم السريع".

وأرجع السبب في ذلك إلى أن قوات الدعم السريع تمتلك مزايا رئيسية ترجح كفتها على حساب الجيش السوداني، أبرزها أنها سريعة الاستجابة، ومتمرسة، ولديها مصادر تمويل ذاتية وخارجية، فضلا عن تفشي الفساد والمحسوبية بالجيش.

في حين أن القوات المسلحة السودانية تتفوق من الناحية العددية بنحو 120 ألف جندي، مقابل 70 ألف جندي تمتلكها قوات الدعم السريع، لكن هيكل القوة اللامركزية والتجهيزات والخبرة للأخيرة تمنحها ميزة على الجيش في البيئات الحضرية.

وتدرك قوات الدعم السريع، التي هاجمت العديد من المطارات التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية، أنها وخطوط إمدادها معرضة للخطر من قبل القوات الجوية للجيش؛ ونتيجة لذلك، فرقت "الدعم السريع" قواتها في مناطق حضرية مكتظة بالسكان بحيث يصعب استهدافها.

وتسمح المناطق الحضرية أيضًا لقوات الدعم بنهب الإمدادات التي تتطلبها بدلاً من الاعتماد على خطوط الإمداد التي تعبر التضاريس المفتوحة في السودان.

في المقابل، فإن القوات المسلحة السودانية تتسم بكونها بيروقراطية عسكرية ثقيلة الحركة تفتقر للمرونة، مزودة بأسلحة ثقيلة غير مهيأة بشكل جيد لحرب داخل المدن أو مكافحة تمرد مثل هذا.

كما يمكن لـ"الدعم السريع"، التي لديها على الأرجح وصول إلى صواريخ موجهة مضادة للدبابات (ATGMs) وصواريخ "SA-7" المحمولة على الكتف، أن تلحق خسائر فادحة بمركبات القوات المسلحة المدرعة وطائرات الهليكوبتر الهجومية.

وتتمتع "الدعم السريع" بدعم من الجنرال الليبي خليفة حفتر والإمارات ومجموعة "فاجنر" الروسية، بالنظر إلى حدود السودان التي يسهل اختراقها، والتي تسيطر قوات الدعم على العديد منها، فمن غير المرجح أن تعاني من نقص الأسلحة والعتاد.

وإضافة للدعم والتمويل الخارجي، تمتلك قوات الدعم مصادر تمويل ذاتية، حيث يسيطر قائدها "حميدتي" على أكثر حقول الذهب إنتاجية في السودان، والتي تدر عائدات بمئات الملايين من الدولارات.

واستثمر حميدتي وداعميه في قطاعات متعددة من الاقتصاد السوداني، وأصبح يمكنهم الاعتماد على العديد من مصادر الدخل التي من غير المرجح أن تواجه اضطرابات خطيرة على الرغم من الحرب.

تسمح تلك الأموال لقوات الدعم السريع بدفع رواتب أعلى من القوات المسلحة السودانية.

وخلص التحليل إلى أن قوات الدعم مثلها مثل معظم المليشيات المتطورة، تستفيد وستستفيد من حركتها الخفيفة وقيادتها اللامركزية وقدرتها على التكيف والتطور لمقاومة القوات النظامية.

ورغم أن ذلك يعطيها العديد من المزايا في مواجهة الجيش السوداني، لكنه لا يعني أنها ستهزم الجيش، فوجود فائز واضح بالحرب بين الجانبين أمر غير مرجح.

المصدر | جيمس تاون فاونديشن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان الحرب السودانية قوات الدعم السر يع الجيش السوداني

تنديد سعودي أمريكي باستئناف العنف في السودان

المعارك تتصاعد.. أسف سعودي أمريكي جراء عودة العنف بالسودان

تجدد الاشتباكات في الخرطوم.. واتهامات متبادلة بين الجيش السوداني والدعم السريع