تتزايد المعارضة السياسية داخل الولايات المتحدة، لعملية اندماج طولة رابطة المحترفين (بي جي إيه)، وبطولة (ليف جولف) الممولة سعوديا، وسط مؤشرات على أن مصالح الكونغرس القوية في واشنطن تستعد للدخول في معركة مع المملكة بشأن الصفقة.

ويواجه الاندماج المقترح، الذي يشمل أيضًا جولة موانئ دبي العالمية، تحقيقين منفصلين من مجلس الشيوخ تم إطلاقهما هذا الأسبوع، وتهديدًا جديدًا من قبل رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ ون وايدن، الذي قال إنه سيقدم تشريعاً لإلغاء السعودية.

وقال وايدن إن الاتفاق الذي كشف في 6 يونيو/حزيران، ولم تنشر عنه سوى تفاصيل قليلة، يثير "تساؤلات جدية" حول الدور الذي قد تكون الحكومة السعودية لعبته عبر صندوق الثروة السيادية للمملكة "صندوق الاستثمارات العامة".

وورد طلب وايدن في رسالة وجهها إلى مفوض دوري الغولف الأميركي جاي موناهان.

وكتب وايدن أن "المشاركة بين دوري (بي جي إيه) و(ليف جولف) تثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت منظمات ترتبط بنظام استبدادي يقوّض بشكل روتيني دولة القانون، يمكنها الاستمرار في الاستفادة من وضع إعفاء ضريبي في الولايات المتحدة".

كما يريد السناتور الأمريكي أن ينظر في "مخاطر محتملة على الأمن القومي لا سيما بشأن الاستثمارات الأجنبية في العقارات في الولايات المتحدة، مثل مواقع قريبة من منشآت عسكرية أو مراكز تصنيع حسّاسة وكيف تخططون للحد من هذه المخاطر".

ويفترض أن يقدم موناهان، درا على هذه التساؤلات بحلول 23 يونيو/حزيران.

ووفق تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه لدى واشنطن تاريخ طويل في تعطيل عمليات الاندماج والاستحواذ المقترحة غير المستساغة سياسياً.

وتضيف: "إعلان (بي جي إيه) الصادم مع جولة (ليف جولف)، بعد عام من التقاضي المرير بين الطرفين، يعني سيطرة السعودية على لعبة الجولف عالية المستوى، ويأتي في وقت كانت فيه علاقات البلاد مع واشنطن منخفضة".

ونقلت الصحيفة عن محامٍ قديم يعمل في المعاملات الخارجية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تزداد إحباطًا من العلاقات الحميمة التي تربط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالصين.

وتشير الصحيفة إلى أن هناك العديد من العقبات التي قال الخبراء إنها قد تقف في طريق التوصل إلى اتفاق، أكثرها وضوحا هو قرار وزارة العدل الأمريكية بمنع الصفقة لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار.

وأفادت وزارة العدل، نقلاً عن أشخاص على دراية بالموضوع، أن وزارة العدل أبلغت (بي جي إيه) الخميس، أن الاندماج سيواجه مراجعة بسبب مخاوف تتعلق بمكافحة الاحتكار.

كما يمكن لإدارة بايدن أيضًا، من الناحية النظرية، وتحت ضغط من الكونجرس، أن تقرر إطلاق مراجعة للأمن القومي للصفقة المقترحة.

في حين أن الكونجرس لديه عدد أقل من الأدوات الملموسة لعرقلة الصفقة، فإن إجراءات مثل مشروع قانون وايدن المقترح لتجريد صندوق الثروة السيادية السعودي من حالة الإعفاء الضريبي يمكن أن يزعج المملكة.

ولن يواجه الاندماج المقترح معارضة من كبار الديمقراطيين فحسب، بل سيواجه أيضًا معارضة من الجمهوريين الذين أعربوا عن عدم ارتياحهم للصفقة، بالإضافة إلى مجموعة ضغط صاخبة ومهمة من أفراد عائلات ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، والتي قالت مؤخرا إنها "تعرضت للخيانة" بسبب قرار (بي جي إيه) بعكس المسار والموافقة على صفقة".

وأثار الإعلان عن الصفقة احتجاجات من مجموعة ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، التي دفعت من أجل مواصلة التحقيق في أصول هجمات 2001 الإرهابية.

ووصفت المجموعة الجهود التي تبذلها السعودية لدخول لعبة الجولف بأنها "غسيل رياضي" وجزء من خطة لتحسين سمعة المملكة الحقوقية.

وتنقل الصحيفة عن خالد الجابري، الخبير السعودي في العلاقات الأمريكية السعودية، إن اندماج (بي جي إيه- ليف جولف) يجسد مخطط بن سلمان لاستخدام موارد غير محدودة "للتنمر" في طريقه للحصول على مقعد على الطاولة.

واعتبر محللون أن صفقة الاندماج الضخمة في رياضة الجولف، تظهر أن المملكة تمارس القوة الناعمة على الولايات المتحدة وليس العكس، وربما تمثل ضربة لإدارة بايدن ردا على سياساته تجاه الدولة الخليجية الغنية بالنفط.

وسبق أن تعهد بايدن بجعل بن سلمان "منبوذا" بعد قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي نفى الأمير إصدار الأمر بتنفيذه.

ولكن قبل عام تقريبا تبادل بايدن تحية بقبضة يده مع الرجل البالغ من العمر 37 عاما خلال زيارة لجدة. والرياض وجهة رئيسية للمبيعات العسكرية الأمريكية.

وامتنع المسؤولون الأمريكيون بشكل كبير عن التعليق على صفقة الجولف، لكنهم يقولون إن واشنطن والرياض تربطهما علاقة معقدة تمس قضايا متنوعة تشمل الأمن الإقليمي والطاقة وحقوق الإنسان.