أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا من زيادة مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في السودان، في خضم تدهور الأوضاع الإنسانية بالبلد، الذي أنهكته المعارك بين أكبر قوتين عسكريتين (الجيش وقوات الدعم السريع)، منذ منتصف أبريل/نيسان الماضى.
وحذرت المنظمة، من أن ثلثى المرافق الصحية والمستشفيات في المناطق المتأثرة بالنزاع "لم تعد تعمل".
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم، في مؤتمر صحفى الخميس في جنيف، عن قلقه إزاء الأوضاع الصحية في السودان، موضحًا أن القتال يعوق المرضى والمصابين والعاملين الصحيين عن الوصول إلى المرافق الطبية.
كما لفت إلى أن 67% من المستشفيات في المناطق المتضررة من القتال مغلقة بما فى ذلك مستشفيات الولادة.
وأضاف: "من بين 11 مليون شخص يحتاجون للمساعدات الصحية فى السودان، هناك 2.64 مليون امرأة في سن الإنجاب".
وكشف أدهانوم، أن المنظمة وثقت 46 هجومًا على المرافق الصحية فى السودان منذ بدء النزاع، مبديًا قلقه إزاء مخاطر تفشى الأمراض والفاشيات فى ظل عدم الوصول إلى المياه النظيفة واقتراب موسم الأمطار.
وبين أن القتال يحول دون الكشف المبكر عن أى فاشية تندلع فى ظل تلك الأوضاع، كالحصبة والملاريا وحمى الضنك.
ودعا المجتمع الدولى للتضامن مع شعب السودان وتمويل الاستجابة الصحية، مبينًا أن المنظمة أطلقت الأسبوع الماضى نداءً لتوفير 150 مليون دولار أمريكى لتقديم المساعدات الطبية المنقذة للحياة داخل السودان، وللأشخاص الذين فروا إلى الدول المجاورة فى مصر، وإثيوبيا، وتشاد، وليبيا، وجنوب السودان.
وتسبب الصراع في السودان على مدار الفترة الماضية، في خسائر بشرية بلغت أكثر من 1081 حالة وفاة، ونحو 11714 إصابة.
ودفعت المعارك أكثر من 2.5 مليون شخص إلى النزوح، لجأ أكثر من 600 ألفًا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
بينما عبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقا متزايدا خصوصا فى الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
