في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. فشلت واشنطن فهل تنجح بكين؟

السبت 24 يونيو 2023 08:31 م

"تفتقر الصين إلى الخبرة التاريخية في المنطقة، ولا يمكنها أن تجبر إسرائيل على الجلوس إلى طاولة التفاوض، وبالتالي يمكن أن نتوقع أن تستغرق محادثات السلام سنوات على الأقل حتى تنضج".

هذا ما خلص إليه تحليل لموقع "ساوث تشاينا مورنينج بوست" ترجمه "الخليج الجديد"، وتناول الدور النشط الجديد للصين في دبلوماسية الشرق الأوسط، وجهودها للوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ووفقا للتحليل، عندما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره شي جين بينج في بكين، اقترح الرئيس الصيني حلا من 3 نقاط للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث دعا إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وزيادة التنمية والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتسهيل محادثات السلام على المدى الطويل من خلال اجتماعات دولية واسعة النطاق.

ويرى التحليل أن نجاح الصين الأخير في التوسط بين المملكة العربية السعودية وإيران أعطى اجتماع شي مع عباس أهمية عالمية أكبر، مشيرا إلى أنه إذا تمكنت بكين من حل الصراع المعقد في الشرق الأوسط، فستظهر للعالم أن بإمكانها أن تقوم بأدوار تعجز الولايات المتحدة عن القيام بها.

ويشير التحليل إلى أن الولايات المتحدة تعثرت في رعاية مصالح حلفائها في الشرق الأوسط، نظرًا لأن صفقة الأمن مقابل النفط أصبحت أقل أهمية، في حين أقامت الصين علاقات تجارية قوية مع حلفاء واشنطن العرب وعلى رأسهم السعودية.

ومن خلال توسطها بين الرياض وطهران، يُنظر إلى الصين في بعض الأوساط على أنها تحسن الأمن الإقليمي بشكل أكثر فعالية من الولايات المتحدة، وهو أمر مهم بالنسبة إلى الفلسطينيين الذي سئموا من إصرار الولايات المتحدة على منح الدعم المطلق وغير المشروط لإسرائيل.

محاذير

بالنظر إلى نجاح الصين في حالة السعودية وإيران، قد يتوقع البعض أن يحقق بكين نفس النجاح مع القضية الفلسطينية، ولكن وفقا للتحليل هناك عدد من النقاط ينبغي توضيحها لمنع المبالغة في تقدير دور الصين المحتمل في هذه القضية.

بداية، لعبت بكين دورًا صغيرًا فقط في صفقة السعودية وإيران. وقد تم إجراء الكثير من المفاوضات من قبل سلطنة عمان والعراق قبل عدة سنوات من الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية. وكان السماح للصين باستضافة المحادثات النهائية يصب في مصلجة كلا البلدين.

ليس هناك ما يضمن أن هذا الوضع يمكن أن يتكرر في حالة القضية الفلسطينية، وذلك لكون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير متماثل إلى حد كبير، حيث تتفوق إسرائيل في موازين القوة بشكل واضح.

يرى التحليل أن مشاركة الصين هنا ليست ذات قيمة كبيرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. فعلى الرغم من البصمة الاقتصادية الكبيرة لبكين في المنطقة فإن حضورها في إسرائيل لا يزال محدودا. وفي المقابل، استثمرت الولايات المتحدة أكثر من 150 مليار دولار في إسرائيل منذ تأسيسها وحمتها من التهديدات الإقليمية من خلال مساعدتها على تطوير قدرات دفاعية متقدمة.

يعني ذلك أن إسرائيل لن تخاطر بعلاقتها الخاصة مع واشنطن من أجل بكين. في الواقع، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل في عام 2020 تقليل الاستثمار الصيني في البلاد، لمحاصرة النفوذ الصيني.

الخبرة

ومن زاوية أخرى لا تمتلك الصين أيضًا الخبرة التي اكتسبتها الولايات المتحدة بشأن الصراع على مدار العقود الماضية. بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على الصين استثمار الكثير من الوقت والمال الآن لاستضافة محادثات السلام، والتي ستستغرق بضع سنوات على الأقل لتنضج.

وأخيرًا، لا يمكن للصين إجبار إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، نظرًا لأن دعامة سياستها الخارجية الرئيسية هو عدم استعدادها للتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.

في ظل هذه الخلفية، يفسر التحليل تحرك الصين في هذه القضية وفق عدة دوافع. أولاً، استثمار نجاح الصفقة السعودية الإيرانية. ثانيًا، تقديم نفسها كمنافس للوجود الأمريكي في المنطقة، وأخيرا الاستفادة من إمكاناتها الاقتصادية الهائلة إذا تمكنت من إظهار المصداقية حتى حال فشلت الوساطة.

ويشير التحليل إلى أنه على الرغم من هذه الدوافع، فإن احتمالية نجاح مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تبقى متواضعة. وفي الوقت الحالي، من المرجح أن تضمن الصين انتصارات صغيرة للفلسطينيين في الصراع، بدلاً من تحقيق أي تقدم كبير.

المصدر | محمد سنان ونبيل خان/ مورنينج بوست – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين فلسطين السعودية إيران

رفضت استفزازات إسرائيل.. الصين قلقة من التطورات الأخيرة في فلسطين

ضمن مبادرة للشرق الأوسط.. الصين تعتزم استضافة محادثات فلسطينية إسرائيلية

مع إضعاف المقاومة.. معهد إسرائيلي يدعو للحفاظ على قوة السلطة الفلسطينية