شن السفير الأوكراني في إسرائيل يفغيني كورنيتشوك، هجوما حادة على تل أبيب، وسياستها الداعمة لروسيا، ما دفع الخارجية الإسرائيلية إلى استدعائه لـ"جلسة توبيخ".

ونشرت السفارة الأوكرانية في إسرائيل، بيانا الأحد، قالت فيه إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتعاون بشكل وثيق مع روسيا في ظل الأحداث الجارية.

وأشار البيان إلى "سلسلة الأحداث المثيرة للجدل التي وقعت منذ بداية العام مع الغياب الشبه كامل للمساعدات الإنسانية لأوكرانيا، مؤكدا أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية كانت بمثابة محاولة لتبرير تقاعس إسرائيل عن اتخاذ إجراءات لتوفير التدابير الدفاعية لأوكرانيا، خلال العام ونصف العام الماضيين".

وأضاف البيان الأوكراني، أن الحكومة الإسرائيلية نجحت في جولتين من المفاوضات السياسية الرفيعة المستوى مع وزارة الخارجية الروسية، وتوصلت إلى اتفاق لإقامة ممثلية دبلوماسية روسية أخرى في القدس، وتم تخصيص قطعة أرض مجانية لهذه الممثلية، ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا الإنجاز بأنه تاريخي.

وأضافت السفارة الأوكرانية أنه على الرغم من فرض الدول الديمقراطية حول العالم عقوبات على روسيا، فإن إسرائيل لم تفرض أي عقوبات، بل زادت التجارة المتبادلة مع النظام في موسكو خلال العامين الماضيين.

جاء بيان السفارة الأوكرانية، بعد أيام من توجيه أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، اللوم إلى الحكومة الإسرائيلية لكونها "محايدة" بشأن الصراع في أوكرانيا.

ودعا لإذاعة "كان" العبرية (رسمية)، تل أبيب إلى "تقديم المزيد من المساعدة إلى كييف".

وأضاف يرماك: "بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حان الوقت لزيارة أوكرانيا لدعمنا".

وأمام هذا الهجوم، قررت الخارجية الإسرائيلية استدعاء السفير الأوكراني لديها، إلى "جلسة توبيخ".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إنه "لا ينوي الانحدار إلى الخطاب الأوكراني، لأن إسرائيل اختارت بالفعل الجانب الصحيح من التاريخ، وأعربت مرارا عن موقفها من الصراع الأوكراني".

ونقل موقع "i24" العبري، عن كوهين، قوله إن إسرائيل دعمت أوكرانيا بشكل قاطع منذ بداية الحرب، ورغم التعقيدات مع روسيا، إلا أنها وقفت إلى جانب أوكرانيا ودعمت وحدة أراضيها وسيادتها.

كما كشف عن إرسال إسرائيل لمساعدات إنسانية بقيمة 80 مليون شيكل (22 مليون دولار) خلال العام الماضي، لافتاإلى تخصيص ميزانية أكبر لذلك هذا العام.

وأشار إلى أن جهاز الإنذار الذي منحته إسرائيل إلى أوكرانيا سيسهم في إنقاذ أرواح المواطنين.

وسبق أن زار كوهين، في فبراير/شباط الماضي، العاصمة الأوكرانية كييف، في أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى ذلك البلد منذ اندلاع الحرب مع روسيا.

جاء ذلك رغنم تأكيده أن حكومة نتنياهو ستحد من الحديث بعلانية عن الأزمة الأوكرانية، لكنه أكد أن تل أبيب ستستمر في دعم كييف "إنسانيا"، في حين تجاهل مسألة دعمها عسكريا.

يذكر أن موقف إسرائيل من الحرب الروسية في أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022 كان متذبذبا، حيث رفضت في بدايتها إدانة الهجوم الروسي، لكنها في عهد رئيس الوزراء السابق يائير لابيد غيرت ذلك الموقف وأدانت العملية الروسية علنا، وأشارت إلى استعدادها لتزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة متقدمة.

وردت روسيا باعتبار موقف إسرائيل "محاولة للاستفادة من الوضع في أوكرانيا لتشتيت انتباه المجتمع الدولي عن واحدة من أقدم النزاعات - أي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي".

كما وجهت روسيا تحذيرا لإسرائيل بشأن تقديم أي أنظمة أسلحة لكييف، قائلة إن موسكو ستتعامل مع تل أبيب "وفقًا لذلك".