توجه حجاج بيت الله الحرام، الإثنين، إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية، حيث يقضون فيه حتى بزوغ شمس يوم التاسع من ذي الحجة، وهو أول مناسك الحج، والتي تمتد إالى نحو 6 أيام.

وأفادت قناة الإخبارية السعودية (رسمية) بأنّ "حجاج بيت الله ينتقلون من المسجد الحرام إلى مشعر منى استعداداً ليوم التروية"، قبل أن تبث صورا ومقاطع فيديو لعملية الانتقال والوصول إلى مشعر منى، حيث يردد الحجيج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

وخلال اليومين الماضيين، أدى الحجاج طواف القدوم حول الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، حيث امتلأ صحن المطاف بالحجاج.

وطاف ضيوف الرحمن حول الكعبة بملابس الإحرام البيضاء، فيما ارتدت النساء العباءات، وحمل كثير من الحجاج مظلات للوقاية من الشمس الحارقة، فيما كان آخرون يصلّون ويدعون على الأرضيات الرخامية البيضاء التي تفوح منها رائحة المسك.

ويقضي الحجاج في منى يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ويستحب فيه المبيت تأسيا واتباعا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون منه ما يحتاجون إليه.

ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو وادٍ تحيط به الجبال، ولا يُسكن إلا خلال مدة الحج.

ويوم التروية يذهب الحجيج إلى منى، حيث يصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بدون جمع.

وتجري عملية تفويج حجاج الخارج إلى مشعر منى وفق مسارات وأوقات محددة، وسط تشديدات أمنية مكثفة لمنع دخول أي سيارة أو حافلة لا تحمل تصريحا بدخول المشاعر المقدسة.

وكشف رئيس وحدة التفويج في وزارة الحج والعمرة محمد القرني، أن هناك مليونا و50 ألف حاج، يتم نقلهم منذ مساء الأحد وعلى مدار 14 ساعة، للدخول إلى مشعر منى، خلال توقيت معين".

ولفت إلى أن السلطات حددت الطرق لكل حافلة، حتى نضمن انسيابة الحركة المرورية دون تأخير، حيث تمثل هذه المجوعة، 60% من حجاج الخارج.

وأوضح القرني أن عملية التفويج مستمرة حتى ظهر الإثنين، في الوقت الذي تستكمل فيه وفود حجاج الداخل والبالغ عددهم 180 ألف حاج، القدوم إلى مقرات سكنهم في مشعر منى بعد الانتهاء من طواف القدوم.

وأوضح أن "المتبقي من الحجاج ويمثلون 40%، تبدأ عمليات التصعيد إلى مشعر عرفات مباشرة، ويمثلون 180 ألف حاج إندونيسي، إضافة إلى 700 ألف حاج يتم تصعيدهم أيضاً من مكة إلى مشعر عرفات مباشرة، استعداداً للحج الأكبر وهو الوقوف بعرفة".

وتابع: "في حين يتم التصعيد إلى مشعر عرفات للمتواجدين في منى مساء الاثنين، عبر ثلاثة مسارات للنقل الترددي والذي سوف ينقل 750 ألف حاج، هناك النقل التقليدي وأيضا القطار سوف ينقل 325 ألف حاج، كما أن عمليات النقل تسير وفق ما خطط لها تنفيذياً وخدمياً وتنظيمياً".

وفي التاسع من ذي الحجة يتوجه الحجاج إلى عرفة للوقوف على صعيدها الطاهر حيث يصلون الظهر والعصر جمعا وقصرا، ومنها يتوجهون إلى مزدلفة حيث يبيتون ليلتهم.

وفي صبيحة اليوم العاشر يعود الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون ويذبحون الهدي إيذانا بالتحلل الأصغر، ويتوجهون إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الإفاضة.

ثم يعود الحجيج إلى منى لقضاء أيام التشريق، وبعد انتهائها يتوجهون إلى مكة لأداء طواف الوداع والذي تختتم به مناسك الحج.

من جهتها، رفعت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي درجة الاستعداد في مشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن.

وحسب قناة "الإخبارية" (رسمية)، أكدت المديرية اتخاذ جميع الإجراءات للحفاظ على سلامة الحجاج، ورصد أي مسببات للمخاطر في مخيماتهم عبر تكثيف جولاتها الميدانية، ومتابعة التزام مؤسسات الحج والطوافة بتعليمات وإرشادات السلامة داخل المخيمات.

كما أكد الدفاع المدني جاهزية جميع المراكز الميدانية ووحدات وفرق الدفاع المدني لأداء مهامها على أكمل وجه، والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج لمواجهة أي مخاطر.

على صعيد آخر، أعلن قائد قوات الواجب في وزارة الدفاع العميد فهد السبيعي، أن كثافة ضيوف الرحمن في المسجد الحرام تزداد يومياً وقد تصل للذروة اليوم الاثنين.

وأوضح السبيعي أنه في تمام الساعة الثالثة مساءً من الاثنين قد تصل كثافة الحجاج إلى ذروتها.

كما أعلنت قوات أمن المنشآت جاهزيتها للمشاركة في موسم حج هذا العام، وسخرت هيئة الهلال الأحمر السعودي كافة إمكانياتها لضمان سلامة الحجاج.

ووصل أكثر من 1.6 مليون حاج من خارج المملكة على ما أعلنت السلطات السعودية مساء يوم الجمعة الماضي، وهو رقم يتجاوز عدد الحجيج العام الماضي بفارق كبير، فيما لم تُعلن بعد أعداد الحجاج من داخل السعودية.

وفي وقت سابق، قال مسؤول في وزارة الحج "لو سارت الأمور على هذا النحو فسنشهد هذا العام أكبر موسم حج في التاريخ"، مضيفا أن "الأعداد ستتجاوز 2.5 مليون حاج من الخارج والداخل".

وأكد أن "الوزارة أصدرت 1.8 مليون تأشيرة حج للخارج".

وشهد الحج العام الماضي، مشاركة 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفا من الخارج، بعد عامين من اقتصاره على بضعة آلاف من سكان المملكة وحدها.